انتخابات برلمانية طعمها ماسخ، وقوائم انتخابية لا ترتكز على أعمدة ولكنها ترتكز على أجهزة وأوهام، برلمان خطير تتقاذفه الأيدي ويدير نظامه عقل مغلق شديد الغباء.
بدأت الألعاب البهلوانية عندما تسيد المقعد الفردي شكل الانتخابات، ولتحلية البضاعة جاء ذلك التاتش الذي تمثله القائمة، فالفردي معروف بشراسته وبالمال السياسي وبالعصبية والجهوية، ولن يفلت في الفردي إلا لصوص المال العام أو تُجار الدين، هما صنفان لا ثالث لهما إلا من رحم ربي، وبالرغم من ذلك ما زال لدينا أمل في برلمان يمر بمصر من عنق الزجاجة، برلمان قادر على تثبيت روح ومضمون وهدف 30 يونيو لدى الناس، يعمل على تشريعات لائقة بمصر المدنية الحديثة ويحارب الفساد.
هذه الأحلام لا يمكن لمرشحي الفردي تحقيقها، وذلك لعدم امتلاكهم برامج مدروسة، واقتصار علاقتهم بالسياسة على العزومات والولائم والرشاوى الانتخابية، فليس هكذا تُبنى الأوطان، جف ريقنا ونحن ننادي بقانون انتخابات يتوافق مع الحالة المصرية، ولكن لا حياة لمن تنادي، فجاءت المقاعد الفردية في هذا البرلمان لتبعث أحمد عز ومحمود عثمان من تحت التراب، وتصيب الناس ببدايات اليأس الذي أتمنى ألا يتمكن منهم.
تاتش القائمة والذي يمكن القول عنه إنه وردة في عروة الجاكتة هو أيضًا أصابه الوهن منذ لحظاته الأولى في التشكيل، فبينما تصاعدت الدعاوى بأهمية قائمة مدنية وطنية موحدة، شهدنا تحالفات غريبة تبدأ من جهود عمرو موسى وبعده كمال الجنزوري ثم لعبة الوفد غير المسئولة، وهكذا حتى تشظت الأحزاب المدنية تاركة فراغات واسعة على الخريطة الانتخابية ليدخل حزب النور السلفي ومن لف لفه ليشغل هذا الفراغ.
ستظل الأحزاب تدور في دائرة مُفرغة ما لم ينتبه النظام الحاكم إلى أن التجربة الحزبية المصرية في حاجة حقيقية لحمايتها بتشريعات تُمكنها من أداء دورها السياسي والجماهيري والانتخابي، فما جدوى عشرات الخُبراء في تلك الأحزاب وقد عكفت على وضع برامج لإنقاذ مصر عندما يواجهون في المعترك الانتخابي تاجر مخدرات أو لص أراضي، هنا بالضبط ينتحر المنطق وتذهب جهود المخلصين سُدى.
لست مع القائلين بأن الناس أسياد قرارهم مع الصندوق الانتخابي، فكم من الجرائم جاء بها الصندوق، هتلر شخصيًا جاء به الصندوق الانتخابي، وما الأمس عنا ببعيد عندما صال وجال الإخوان المجرمون في كل ربوع مصر تحت ادعاء الصندوق المزعوم، ومَن يرى خارطة الترشيحات التي تشكلت للبرلمان القادم عليه أن يتحسس رقبته، خارطة لا تليق بمصر بعد ثورتين، خارطة مشوهة تفرض ضرورة البحث عن حلول واقعية لتمثيل مناسب.
وعلى ضوء هذا الواقع القريب من مأساة، يبقى الخوف كل الخوف من إحجام المواطنين عن التصويت وفي ذلك كسر واضح لشرعية 30 يونيو، تلك الشرعية التي تسلحت بطوفان البشر في أكثر من مناسبة سواء عند التصويت على الدستور أو في انتخابات الرئاسة، واليوم عندما تنخفض نسبة التصويت في انتخابات البرلمان عن سابقتيها يصبح الكلام عن تآكل الشرعية صحيح، وإن ذلك التآكل جاء ببركة المقاعد الفردية وعودة المال السياسي إلى واجهة المشهد.
إنها معركة صعبة ولكنها تدور حاليًا ببرود متناهٍ، حتى أن المتابعين فقدوا حماسهم لرصد الخطوة الثالثة من خارطة المستقبل التي أعلنها الرئيس بعد إزاحة الإخوان من احتلال مصر، ومن الآن نشير إلى نتائج تلك الانتخابات ستكون خطيرة على مستقبل علاقة الناس وارتباطهم بخارطة المستقبل، وهو الأمر الذي يؤدي إلى احتقان جديد قريب من ذلك الذي أصاب الناس مع برلمان أحمد عز المزور وانتخابات مبارك المتكررة، فليس التزوير هو تسويد استمارات التصويت على عكس إرادة الناس، وإنما التزوير هو انعقاد انتخابات والقوى السياسية والأحزاب مُكبلة بقيود قانونية تمنعها من إعلاء شأن برامجها في انتخابات بالقائمة ليظل أفضل ما يمكن أن نحصل عليه في الانتخابات هو بروز رجل الخدمات الجاهل في صدارة المشهد.
بدأت الألعاب البهلوانية عندما تسيد المقعد الفردي شكل الانتخابات، ولتحلية البضاعة جاء ذلك التاتش الذي تمثله القائمة، فالفردي معروف بشراسته وبالمال السياسي وبالعصبية والجهوية، ولن يفلت في الفردي إلا لصوص المال العام أو تُجار الدين، هما صنفان لا ثالث لهما إلا من رحم ربي، وبالرغم من ذلك ما زال لدينا أمل في برلمان يمر بمصر من عنق الزجاجة، برلمان قادر على تثبيت روح ومضمون وهدف 30 يونيو لدى الناس، يعمل على تشريعات لائقة بمصر المدنية الحديثة ويحارب الفساد.
هذه الأحلام لا يمكن لمرشحي الفردي تحقيقها، وذلك لعدم امتلاكهم برامج مدروسة، واقتصار علاقتهم بالسياسة على العزومات والولائم والرشاوى الانتخابية، فليس هكذا تُبنى الأوطان، جف ريقنا ونحن ننادي بقانون انتخابات يتوافق مع الحالة المصرية، ولكن لا حياة لمن تنادي، فجاءت المقاعد الفردية في هذا البرلمان لتبعث أحمد عز ومحمود عثمان من تحت التراب، وتصيب الناس ببدايات اليأس الذي أتمنى ألا يتمكن منهم.
تاتش القائمة والذي يمكن القول عنه إنه وردة في عروة الجاكتة هو أيضًا أصابه الوهن منذ لحظاته الأولى في التشكيل، فبينما تصاعدت الدعاوى بأهمية قائمة مدنية وطنية موحدة، شهدنا تحالفات غريبة تبدأ من جهود عمرو موسى وبعده كمال الجنزوري ثم لعبة الوفد غير المسئولة، وهكذا حتى تشظت الأحزاب المدنية تاركة فراغات واسعة على الخريطة الانتخابية ليدخل حزب النور السلفي ومن لف لفه ليشغل هذا الفراغ.
ستظل الأحزاب تدور في دائرة مُفرغة ما لم ينتبه النظام الحاكم إلى أن التجربة الحزبية المصرية في حاجة حقيقية لحمايتها بتشريعات تُمكنها من أداء دورها السياسي والجماهيري والانتخابي، فما جدوى عشرات الخُبراء في تلك الأحزاب وقد عكفت على وضع برامج لإنقاذ مصر عندما يواجهون في المعترك الانتخابي تاجر مخدرات أو لص أراضي، هنا بالضبط ينتحر المنطق وتذهب جهود المخلصين سُدى.
لست مع القائلين بأن الناس أسياد قرارهم مع الصندوق الانتخابي، فكم من الجرائم جاء بها الصندوق، هتلر شخصيًا جاء به الصندوق الانتخابي، وما الأمس عنا ببعيد عندما صال وجال الإخوان المجرمون في كل ربوع مصر تحت ادعاء الصندوق المزعوم، ومَن يرى خارطة الترشيحات التي تشكلت للبرلمان القادم عليه أن يتحسس رقبته، خارطة لا تليق بمصر بعد ثورتين، خارطة مشوهة تفرض ضرورة البحث عن حلول واقعية لتمثيل مناسب.
وعلى ضوء هذا الواقع القريب من مأساة، يبقى الخوف كل الخوف من إحجام المواطنين عن التصويت وفي ذلك كسر واضح لشرعية 30 يونيو، تلك الشرعية التي تسلحت بطوفان البشر في أكثر من مناسبة سواء عند التصويت على الدستور أو في انتخابات الرئاسة، واليوم عندما تنخفض نسبة التصويت في انتخابات البرلمان عن سابقتيها يصبح الكلام عن تآكل الشرعية صحيح، وإن ذلك التآكل جاء ببركة المقاعد الفردية وعودة المال السياسي إلى واجهة المشهد.
إنها معركة صعبة ولكنها تدور حاليًا ببرود متناهٍ، حتى أن المتابعين فقدوا حماسهم لرصد الخطوة الثالثة من خارطة المستقبل التي أعلنها الرئيس بعد إزاحة الإخوان من احتلال مصر، ومن الآن نشير إلى نتائج تلك الانتخابات ستكون خطيرة على مستقبل علاقة الناس وارتباطهم بخارطة المستقبل، وهو الأمر الذي يؤدي إلى احتقان جديد قريب من ذلك الذي أصاب الناس مع برلمان أحمد عز المزور وانتخابات مبارك المتكررة، فليس التزوير هو تسويد استمارات التصويت على عكس إرادة الناس، وإنما التزوير هو انعقاد انتخابات والقوى السياسية والأحزاب مُكبلة بقيود قانونية تمنعها من إعلاء شأن برامجها في انتخابات بالقائمة ليظل أفضل ما يمكن أن نحصل عليه في الانتخابات هو بروز رجل الخدمات الجاهل في صدارة المشهد.