"التجنيد" حق لكل فتاة ولا نقل وطنية عن الرجال.. وتطوع النساء ضرورة لحماية "الأمن القومي"
قالت السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إن السيدات أشعلن ثورة 30 يونيو، وأنقذن مصر من «مصير مظلم »، ووقفن بـ«قوة وشموخ» أمام «التيارات الظلامية» التى سعت إلى تقويض «أركان الوطن»، داعية جميع المسئولين إلى الوقوف بجانب نساء مصر ودعمهن لاستكمال مسيرة الديمقراطية الحقيقية.
وأضافت «التلاوى»، فى حوار لـ«البوابة»، أن المرأة لا تقل وطنية عن الرجل، ومن ثم لا بد أن تشارك فى دعم الأمن القومي، وأن يفتح باب التطوع بالجيش للفتيات، معتبرة أن هذه الخطوة تعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان، والمواطنة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ما يسهم فى نبذ العنف، ومواجهة التطرف.
■ ما تقييمك لوضع المرأة المصرية بعد قيام ثورتين؟
- بعد ثورة «٣٠ يونيو» التى تقدمتها بل وأشعلتها النساء تحسن واقع المرأة المصرية كثيرًا، حيث تم إقرار دستور ٢٠١٤ الذى أنصف المرأة، وتضمن ما يزيد على ٢٠ مادة أنصفتها، علاوة على جميع مواد الدستور التى ستنعكس بالإيجاب على واقع المرأة.
■ تحدثت من قبل عن تأثير الخطاب الدينى على وضع المرأة.. كيف تنظرين إلى دعوات تجديد «الخطاب الدينى»؟
- نحن نجحنا فى أن نعد نفسنا لنكون أكثر الدول العربية تخلفًا، لا بد من تطوير الخطاب الديني، ولا بد أن يعى المتجمع أن المرأة «ثروة بشرية»، وتمثل قوة يمكن أن نفيد من خلالها المجتمع بدلًا من القضاء عليها، ولا بد أيضًا من تغيير منهج الأزهر، فهو يحتاج مزيدا من العمل، وكذلك مراقبة دائمة من قبل علماء الدين، ولا يجب على الأزهر أن ينتظر دعوة الرئيس لتجديد خطابه.
■ ننتقل إلى ملف آخر.. المجلس القومى للمرأة أعلن دعمه للمراهقات الذين نادين بتأدية الخدمة العسكرية.. ما تصورك لموقع المرأة داخل المؤسسة العسكرية؟
- المرأة لا تقل وطنية عن الرجل، ومن ثم لا بد أن تشارك فى دعم الأمن القومي، وأن يفتح باب التطوع بالجيش للفتيات، وذلك من خلال تبنى سياسات أمنية غير تقليدية بالسماح بتجنيد الفتيات للقيام بدورهن والوقوف جنبا إلى جنب مع الرجال فى الدفاع عن الوطن ومقدساته، وذلك فى إطار العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة، وتعزيز المساواة بين الجنسين لنبذ العنف ومواجهة التطرف، وذلك أيضًا لتأكيد دور المرأة فى دعم الأمن القومى وحماية الوطن والحفاظ على استقراره.
■ ماذا عن استعدادات المجلس لانتخابات مجلس النواب المقبل؟
- المجلس شكل لجنة قابلت على مدار ٣ أيام ما يقرب من ٢٨٠ سيدة من جميع محافظات الجمهورية، ومن كافة الأعمار، من سيدات لديهن خبرات سابقة فى مجال العمل السياسي، وأيضًا من السيدات حديثات العهد بالعمل السياسى، ولكن يتمتعن بروح المبادرة والرغبة فى التغيير للأفضل وتنقصهن الخبرة والدراية بطبيعة العمل السياسى والقوانين المنظمة له، وتلى ذلك قيام المجلس بإعداد قائمة ضمت ١٨٢ سيدة ترغب فى التنافس على المقاعد المخصصة لنظام القائمة و٤٤ على المقاعد الفردية.
وقد قام المجلس بإرسال تلك القوائم إلى رؤساء الأحزاب السياسية وإلى رئيس الوزراء، ليضع الجميع أمام مسئولياته تجاه نساء مصر اللواتى أنقذن مصر من مصير مظلم، ووقفن بقوة وشموخ أمام التيارات الظلامية التى سعت إلى تقويض أركان هذا الوطن، فحق الآن على جميع المسئولين الوقوف بجانب نساء مصر ودعمهن لاستكمال مسيرة الديمقراطية الحقيقية.
■ إذا تحدثنا عن «ملف التحرش».. كيف يمكن القضاء على هذه الظاهرة؟
- تكمن مشكلة المرأة وتحديدًا التحرش فى العديد من المشكلات، ومن أهم أسباب «النظرة الدونية» للمرأة الجهل والأمية، والعادات والتقاليد البالية التى تستبيح جسد المرأة والفهم الخاطئ للدين، وعدم إدراك أن الإسلام أعلى من شأن المرأة وكرمها، والقضاء على التحرش عبر تكاتف جميع أجهزة الدولة من تعليم وإعلام ومؤسسات دينية وغيرها، والتعامل مع التحرش من خلال العديد من الملفات المتعلقة بالتعليم والثقافة والتعاليم الدينية، من خلال تطوير الخطاب الديني، وتغيير نظرة المجتمع للمرأة.
■ كيف يتعامل المجلس مع قضية الأمية؟
- الأمية من المشكلات التى تعوق برامج التنمية والإصلاح فى مصر، ولكن حدث انخفاض لنسبة الأمية على المستوى الإجمالى من ٣٠.١٪ عام ٢٠٠٧ إلى ٢٥.٩٪ عام ٢٠١٣، وأيضا نسبة الإناث من ٣٨.٣٪ إلى ٣٣.٥٪ خلال نفس الفترة، هذا ولقد تبين انتشار الأمية بصورة كبيرة بين الإناث ٣٢.٥٪ مقارنة بالذكور ١٧.٦٪ عام ٢٠١٢، وذلك وفقا لكتاب «من واقع كتاب المرأة والرجل فى مصر ٢٠١٤» الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
ومن منطلق الدور الوطنى الذى يقوم به المجلس القومى للمرأة للمساهمة فى حل المشكلات القومية التى يعانى منها المجتمع ومن بينها قضية الأمية، قام المجلس بالعديد من الجهود فى هذا المجال، حيث أطلق المجلس «مشروع المرأة البحراوية فى قرية بلا أمية»، الذى تمكن من فتح عدد ١٠٦٥ فصلا فى عدد من قرى المحافظة، حيث تم محو أمية ما يقرب من ١٧٣٦٩ سيدة من نساء المحافظة، وجار العمل على استكمال المرحلة السادسة والمقرر لها افتتاح ٦٢ فصلا فى ١٦ قرية.
■ فى النهاية.. هل حققت المرأة آمالها؟
- المرأة حققت الكثير مما حلمت به، وكان آخرها مشاركتها فى ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو المجيدتين، حيث شاركت بقوة وكان لها إسهام ملحوظ فى دعم ونجاح الثورتين، نرى أن الرئيس السيسى هو الأكثر دعمًا للمرأة المصرية، وتجلى ذلك فى حفاوة السيدات التى شاركن فى انتخابات الرئاسة، وعلى مدار الفترة الماضية اتخذت رئاسة الجمهورية العديد من المواقف الداعم بشكل أكثر قوة للمرأة المصرية، وأبرزها قانون تجريم التحرش.
من النسخة الورقية
