السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عن العصافير التي يربيها عماد الدين حسين في الشروق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحترم مهنية الزميل عماد الدين حسين رئيس التحرير التنفيذى لجريدة الشروق «الغراء»..وأعرف مدى التزامه وإخلاصه لجريدته ومهنته، لكننى ألومه بشدة وأعتب عليه ما قاله في ختام مقاله (الجمعة ٥ فبراير) الذي رد به على ما كتبته هنا عن أكاذيب إبراهيم المعلم.
قال عماد: من حق الباز أن يرى ما يشاء ويؤمن بما يشاء، لكن كل ما أرجو منه أن يدقق كثيرًا فيما يصله من معلومات وتحديدًا بشأن الشروق، وأنصحه أكثر بأن يقوم بتغيير المصدر أو العصفورة التي تنقل له من داخل الجريدة هذه المغالطات والأكاذيب.
أراد عماد أن يشكك في مصادر معلوماتى، فأهال التراب على من رباهم من صحفيين ومحررين، اعترف بنفسه أنه وطوال سنوات عمله في الشروق، لم يتمكن من تربية وتعليم محررين، ولكنه نجح وبجدارة في تربية عصافير، وهى إهانة لا أقبلها لزملاء محترمين في الشروق، وأنصح عماد بألا يهتم كثيرًا بمصادرى التي أعرف صدقها وقربها مما يجرى، ويتفرغ لإعادة تربية من يرى أنهم عصافير في جريدته.
على أي حال هذه قضية هامشية تخص عماد وحده، وله أن يتصرف في عصافيره كما يشاء.
الأهم ما جاء في الرد من أن الرئاسة أخذت بما وصلت إليه جريدة الشروق فيما يخص الحوار مع الأحزاب!.
لم يقل لنا عماد: لماذا لم تهتم الرئاسة بعقد مؤتمر الشروق، كما جرى في مؤتمرات نظمتها ورعتها مؤسسات صحفية أخرى، مثل الأهرام والأخبار تحت رعاية رئاسة الجمهورية، ولماذا لم يقل لنا: لماذا توقف المسئول الرئاسى الكبير (لدينا اسمه بالمناسبة إذا كان عماد يريده) عن الرد على تليفوناته بعد فترة من التواصل، وهو ما دفع الشروق إلى أن ترسل بالأوراق التي حصلت عليها إلى الرئاسة.
يستغل عماد لياقة السيسى السياسية، التي تجعله لا يجرح في أحد، عندما يستشهد ببعض السياسيين الذين حضروا لقاء الرئيس بالأحزاب، حيث قالوا له إن الرئيس أشاد بما وصله من الشروق، وأنه سيستكمله ويعمل عليه، دون أن يقول لنا: لماذا صدر قانون الدوائر الانتخابية قبل اللقاء، ولماذا لم تتجاوب الرئاسة مع ما طرحته الشروق بخصوص العفو عن سجناء الثورة.. هل ما يحدث على الأرض يقول إن ثمة شيئًا إيجابيًا قامت به الشروق؟
يعرف عماد أن جريدته تميل إلى حزب النور، يريدنى أن أقدم له دليلًا، راجع بنفسك صفحاتك الأولى والثالثة، فكل ما يصدر عن حزب النور يتحول إلى عنوان رئيسى، وقد يكون هذا من حقك وجزءًا من سياستك التحريرية، وبدلًا من أن تقول إنك تمنح مساحة لكل الأحزاب، كان يجب أن تدافع عما تفعله، لكن أن تتستر خلف كلام تدعى أنه مهنى..فأنت بذلك تسقط في فخ الكلام الفارغ عن المهنية.
أما عن المغالطة الكبرى التي يقع فيها عماد، ويحاول أن يلصقها بى باسم المهنية أيضًا، فهى كلامه عن معالجة ما يقوله الإخوان في المحاكمات، لقد نشرت الشروق نص كلام مرسي، ووصفه للسيسى بأنه قائد الانقلاب، والمهنية تقول يا أستاذ عماد إنك إذا اعتبرت ما جرى في ٣٠ يونيو انقلابًا فعليك أن تترك ما قاله مرسي بنصه ووصفه، أما إذا كنت تعتبر ما جرى ثورة، فيمكن أن تقول «قائد ما يسمى بالانقلاب» وبذلك تحيل الوصف على محمد مرسي، لا أن تلصق الوصف بك، لكن يبدو أن المهنية أصبحت مستباحة يتحدث عنها عابرو السبيل في المهنة.
حاول عماد أن يوقع بينى وبين مؤسسة الرئاسة، طلب منى أن أسألها لماذا تستضيف حزب النور وتتحاور معه ويصف السيسى رئيسه بالمحترم.. وكأنه يبرر لنفسه تبنيه لكل ما يصدر عن الحزب الذي يعرف جيدًا لماذا كان هناك حرص على تواجده في مشهد خارطة الطريق..دون أن يدرى وهذا من باب المهنية أيضًا أن الرئاسة مؤسسة لكل المصريين، طبيعى أن يحاور السيسى الجميع، مفروض أنه يقف من كل القوى السياسية على مسافة واحدة، أما أنت وجريدتك فيجب أن تنتبه لمواقفك ولانحيازاتك، ولا مانع أن تكون مساندًا لقوى الإسلام السياسي التي لا يزال إبراهيم المعلم يؤمن أن المستقبل لها، لكن بشرط أن تعلن ذلك بشجاعة على الملأ، لا أن تتخفى وراء كلام عن المهنية والدقة والموضوعية، فهذه بضاعة أعرف مقاصد من يرددونها ويروجون لها، فالذين يتحدثون عن المهنية هم أكثر من يفتقدونها.
ويا صديقى العزيز عماد الدين حسين..لقد سعدت بردك، وأرجو أن أكون قد أسعدتك.