السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا يكذب إبراهيم المعلم؟

المهندس إبراهيم المعلم
المهندس إبراهيم المعلم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد طول غياب، أعتقد أنه مقصود تمامًا، ظهر علينا إبراهيم المعلم صاحب «الشروق» الجريدة ودار النشر ورجال الأعمال في حوار تليفزيونى مع الزميل محمد على خير في برنامجه «مساء الخير» على فضائية «سي بي سي»، وكعادته خلط المعلم الأوراق، واختار أن يتحدث بما يلمع به صورته، وهو ما أوقعه ليس في مغالطات فقط، ولكن في أكاذيب واضحة، وكأنه يراهن على ذاكرة المصريين السمكية، لكنه لا يعرف أنه لا شىء فوق هذا التراب لا يرى، ولا شىء يرى إلا ويذكر، ولا شىء يذكر إلا ويخلد.. لن أضيع وقتكم ولن أضيع وقت إبراهيم المعلم، فأعتقد أن لدينا ما هو أهم.
حاول فرض وصايته على مؤتمر الحوار مع الأحزاب..فتوقفت الرئاسة عن الرد عليه أصدر تعليمات لمسئولى جريدته بالاهتمام بكل ما يصدر عن حزب النور يدعى أنه عارض سوزان مبارك رغم أنه قال لها: «أنا خدامك قبل ما أكون خدام مصر» لم ينشر مذكرات البنا لأنه لا يملك حقوقها، ونسى أنه تعهد نشر كتب سيد قطب
قال المعلم إن الرئيس عبد الفتاح السيسى كلف رئيس تحرير جريدة الشروق بعمل رؤية حزبية للخروج من الأزمة مرتين، وتم عقد العديد من الاجتماعات مع خبراء السياسة ورؤساء الأحزاب، وجلسوا وشكلوا قائمة بالأهداف، وكيفية دعوة الناخبين لاختيار من يمثلهم، وكل ما توصلنا إليه تم إرساله للرئاسة بالفعل، وقدمنا الشكر لهم، والرئاسة تناقشت معنا في هذه المقترحات، وكانت نواة لقاء الرئيس مع الأحزاب، فما طلب منا فعلناه، وأظن أن الأمر أخذ في الاعتبار.
ما قاله إبراهيم المعلم هو الوهم بعينه، فقد طلب السيسى من الزميل عماد الدين حسين، أن يدعو إلى المؤتمر ثقة في عماد الذي لا يشك في وطنيته وإخلاصه للنظام الجديد، لكن إبراهيم المعلم أخذ من دعوة الرئيس لجريدة الشروق، فرصة لغسل ماضيه مع نظامى مبارك والإخوان، وصدر نفسه كوصى على المؤتمر، وهو ما لم يعجب الرئاسة، وبعد أن تواصل مسئول سياسي كبير مع عماد الدين حسين انقطعت الاتصالات، وتم ردم الكلام عن المؤتمر.
ولم يكن صحيحًا أن الرئاسة أخذت بما أرسله المعلم لها عن مقترحات القوى السياسية والأحزاب، هذا إذا كانوا قرؤوه من الأساس، فعندما ذهب قادة الأحزاب إلى الرئاسة، كان قانون تقسيم الدوائر قد تم بالفعل، وكان قد تم الاستقرار على أنه لا تعديل من أي نوع لقانون التظاهر، وعليه فليس من حق إبراهيم المعلم أن يقول إن الرئاسة أخذت بما أرسله إليها، لكنها عادته التي يشتريها، فهو يريد أن يغتصب لنفسه مساحة في الصورة، حتى لو كان من يقوم بالتقاطها لا يطيق وجوده من الأساس.
يقول المعلم إن حزب النور كان حاضرًا بقوة في دعوة حوار القوى السياسية التي تم تنظيمها في جريدة «الشروق»، وأن حزب مصر القوية لم يشارك في الدعوة، ولكنه أرسل تصوره الذي تم ضمه للتقرير النهائى للحوار.
يخفى هنا إبراهيم المعلم حقيقة توجهاته، فبعد سقوط الإخوان جعل من جريدته بوقا لحزب النور، وساحة مستباحة لعبد المنعم أبو الفتوح، يحاورونه وينقلون أخباره وآراءه وأفكاره، حتى ولو كانت مناهضة ومناقضة لدولة ٣٠ يونيو، ويعرف المسئولون عن تحرير جريدة «الشروق» أن هناك تعليمات واضحة بالاهتمام الشديد بكل أخبار وأعضاء حزب النور، وذلك لحاجة في نفس إبراهيم المعلم وحده.
قال إبراهيم المعلم ردًا على سؤال حول علاقته بأنظمة الحكم المختلفة، إن دار الشروق للنشر تولت مسئولية طباعة كتب مشروع مكتبة الأسرة، انتقدت سلبيات المشروع أمام سوزان مبارك، وفاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، وأن هذا الاتهام كاذب.
ولا أدرى بأى وجه يتحدث إبراهيم المعلم هنا تحديدًا، وعن أي نقد وجهه لمكتبة الأسرة، وهو من أكبر المستفيدين من المشروع، ليدلنا المعلم على تصريح واحد له انتقد فيه مكتبة الأسرة، عن موقف واحد وقفه أمام سوزان مبارك معارضًا، هل نسى أنه وفى سياق عمله في مكتبة الأسرة قال كلمته الشهيرة التي هي عاره الدائم المقيم الذي لن يغادره أبدًا، من أنه خادم لسوزان مبارك قبل أن يكون خادمًا لمصر.
الآن يريد إبراهيم المعلم أن نقبله كمعارض للنظام الذي أكل على مائدته حتى أصيب بالتخمة تمامًا، فليعطنا أمارة واحدة، هذا إذا كان يملكها من الأساس.
نفى إبراهيم المعلم طباعة كتاب مذكرات حسن البنا في عهد جماعة الإخوان، وقال إن محمد مرسي كان يراه علمانيًا ليبراليًا يختلف مع الجماعة لكنها تحترمه.
هذه ليست كذبة جديدة من أكاذيب إبراهيم المعلم فقط، ولكنها نكتة أيضًا.
لنبدأ بحكاية عدم طباعته لكتاب مذكرات حسن البنا «مذكرات الدعوة والداعية» في عهد الإخوان. فهذا صحيح تمامًا، لكن الناشر المحترف لم يقل لنا إنه لم ينشرها لأن حقوق نشر هذا الكتاب لم تكن له، ولو كانت معه الحقوق لما تردد لحظة في نشرها، فقد تعهد نشر ما هو أخطر، حيث تحمل كتب سيد قطب وشقيقه محمد توقيع دار الشروق، كما أنه أصدر تعليمات واضحة بعدم نشر أي كتاب يهاجم أو يكشف جماعة الإخوان المسلمين خلال وجودهم في الحكم، وهو ما لم يحدث في دور نشر أخرى يعرفها المعلم جيدًا، فلا داعى للمزايدة التي لا تليق به ولا بتاريخه السرى في عالم النشر.
أما عن علاقته بمحمد مرسي، فهذه حدث عنها ولا حرج، فإبراهيم المعلم إخوانى الهوى، حتى لو أنكر أو تأرجز وقال إن مرسي كان يراه علمانيًا وليبراليًا، فقد ظل يرفض الحديث عن التضحيات التي قدمها والده بسبب نشره لكتب سيد قطب والإخوان، طوال عصر مبارك، لكن عندما أصبح الإخوان في الحكم، أصبحت هذه التضحيات هي الحديث المفضل إليه والتي كان يتقرب بها من النظام الجديد ويطلب رضاه تمامًا.
إلى جوار هذه الأكاذيب التي لا يستطيع إبراهيم المعلم أن ينكرها، لابد أن نشير إلى ما يؤكدها، لقد أشرت قبل ذلك إلى اجتماع عقده المعلم في جريدة «الشروق» صباح ٧ يوليو ٢٠١٣ الساعة الحادية عشرة صباحًا، وهو الاجتماع الذي صرح خلاله لمحرريه بموقف، عندما قال لهم إن الإخوان سرعان ما سيستردون عافيتهم وسلطتهم ويعوضون كل ما فقدوه، وقد قال ما قاله فيما أعتقد لأنه يعرف الإخوان جيدا، كان ـ ولا يزال ـ مقتنعًا بقضيتهم وبحقهم في الحكم، رغم أنه خرجوا منه بثورة شعبية شهد لها العالم، لكن يبدو أنه لم يسمع عنها شيئًا.
يكن إبراهيم المعلم حقدًا دفينًا تجاه نظام الحكم الحالى، وهو حقد لا يخفى على أحد، زاد منه حالة الإبعاد الشديدة التي قابلها بعد دعوة الحوار العابرة لجريدته بأن تقيم مؤتمرًا تدعو فيها الأحزاب للحوار، حاول المعلم أن يدعو الرئيس لحضور المؤتمر، ربما في رسالة منه إلى أنه واحد من رجال النظام الجديد، لكن النظام الجديد لفظه، وأبعده عنه لأنه فطن إلى أهدافه.
هل تدرون ما الذي فعله إبراهيم المعلم، لقد جعل من جريدته بوقًا يردد ما يقوله مرسي ورجاله، وعندما تحدث مرسي في قفصه الحديدى، ووصف السيسى بأنه قائد الانقلاب، لم تتردد جريدة المعلم من نشر الوصف في صدر صفحتها الأولى، لقد فسر البعض بأن المعلم غاضب من السيسى، وهذا وحده يفسر ما فعله، دون أن يعرف هؤلاء أن هذا هو رأى إبراهيم المعلم الحقيقى فيما جرى.