لماذا طالبنا بقتل المخربين في الشوارع؟
كان العنوان الذي صدّرنا به الصفحة الأولى عدد الأحد الماضي «المخربون إذا رأيتموهم في الشوارع اقتلوهم»، مقصودا ودقيقا جدا.. كنت أعرف أن «ألاضيش» الجماعات الإرهابية ومتسكعي شبكات التواصل الاجتماعي سيلتقطونه على الفور، وينددون به ويصفوننا بالقتلة، لكني لم أتراجع، لأنني أعتبر المعركة مع الإرهاب معركة وجود، وليس خلافا سياسيا أو فكريا عابرا.
وقد تحقق ذلك تماما، قام بعض المتنطعين بوصفنا بـ«القتلة»، دون أن ينتبهوا إلى ما نقصده، ولا إلى توصيفنا إلى مَن نريد التصدي لهم بأنهم مخربون.
عنوان هويدي ضال ومضلل كمعظم ما يكتبه لأنه ينحاز في المقام الأول إلى ما أسماه ترشيد القتل فهو مع القتل لكن بعد ترشيده.
ولم يكن غريبا أن يتورط في الأمر كاتب يحسبونه كبيرا، ونحسبه نحن متهافتا، يأكل على كل الموائد، ولا يزال رغم ما لديه من ثروة وما حققه من مكانة يكتب بالريموت كنترول، ولمن يدفع أكثر، وهو فهمي هويدي، الذي كتب مقالا وضع له عنوانا ضالا وهو «ترشيد القتل»، قال في بعضه: «لقد ظهرت الدعوة إلى القتل صريحة في عنوان رئيسى بإحدى الصحف، حث الناس في عبارة من وحي أجواء ٢٥ يناير كان نصها: (المخربون إذا رأيتموهم في الشوارع اقتلوهم)، وخطورة العبارة ليست في مضمونها فقط، لكن في أنها صادرة عن طرف محسوب على المؤسسة الأمنية التي تعتبر كل المتظاهرين مخربين وإرهابيين. الدعوة ذاتها صدرت عبر إحدى القنوات الخاصة، حين قال أحدهم إنه لا يحزنه قتل الإخوان، ولكن يوجه عزاءه إلى أسرة أحد المجندين الذين قتلوا في الاشتباكات الأخيرة».
عنوان هويدي ضال ومضلل كمعظم ما يكتبه، لأنه ينحاز في المقام الأول إلى ما اسماه ترشيد القتل، فهو مع القتل، لكن بعد ترشيده، وهو الترشيد الذي يعني -كما أفهم من مجمل كتابات هويدى- والذي يعمد إلى رجال الجيش والشرطة ومن يدافعون عن حمى هذا الوطن، فلم أجده متلبسا ولو مرة واحدة معلقا على القوائم التي تعدها الجماعات الإرهابية، وتحدد فيها أسماء مَن تريد حصد رقابهم، ولم يعلق أو يُدن حوادث التفجير المتتالية التي تقوم بها هذه الجماعات، فهو يبارك قتل مَن يقومون بحماية هذا الوطن، ولا يجد في الأمر خطأ على الإطلاق.
هويدي ليس وفيا لهذا الوطن، هو وفي فقط لمن يدفعون له، ومن يتولون الإنفاق عليه، ولذلك فأمره هين، ولا يجب الاهتمام به أكثر من ذلك، لأنه من الأساس لا يفهم منطلقنا الذي نتحرك منه، فنحن لسنا محسوبين على المؤسسة الأمنية، ولا على غيرها، نحن نحسب أنفسنا على مؤسسة الوطن التي لا يقدرها هويدي ولا يمنحها حقها، وإذا كان هويدي الكاتب «الهرف» يعتبر الانتماء إلى مؤسسة الوطن خطأ فنحن نفخر بهذا الخطأ.
إننا نفرق جيدا بين المتظاهرين والمخربين، نقدر من يخرجون للتعبير عن أنفسهم وعن آرائهم، ومَن يطالبون بتحقيق أهداف الثورة، لأنها لم تتحقق من وجهة نظرهم، نرفض الاعتداء عليهم، ولذلك عندما سقطت شيماء الصباغ برصاصات غادرة قبل أن يخرج عنوان الجريدة إلى النور، سارعنا بإدانة ما جرى، بل كان وصفنا لها بـ«الشهيدة»، واحتلت صورها ثلاث صفحات لدينا، الأولى والثالثة والصفحة الثامنة، فقد رفضنا ما جرى واعتبرناه تجاوزا لا يليق، فقد خرجت لتعبر عن رأيها وتكرّم شهداء يناير، لم نتاجر بها، ولم نأخذ منها مطية لمواجهة التظاهر السلمي، بل ما زلنا نطالب بتعديل قانون التظاهر ونعتبر أنه لا يليق.
إننا نقف أمام مَن يريدون تخريب هذا الوطن، نتصدى لمن يريدون قتلنا والعبث بحياتنا، هؤلاء نصفهم بالمخربين وندعو إلى التصدي لهم بكل الطرق مهما كانت قاسية أو عنيفة، فإنقاذ الوطن يحتاج إلى جراحة عاجلة وقاسية جدا، ولنتحمل جميعا فاتورة هذه الجراحة.
إنه حكم الله في المخربين أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، لم نخرج على الله في شيء، أليس هذا حكم الله في المخربين، أم أن الجميع لديكم سواء، من يقتل دفاعا عن الوطن، ومن يقتل لأنه يريد هدم هذا الوطن.
لن نخاف من شيء، ولن نعود عما بدأناه من سنوات طويلة، فنحن لن نقايض على وطننا أبدا، ولن نصمت ونحن نراه يضيع من بين أيدينا وأيدي أبنائنا... فمن يريدون خرابا لهذا الوطن ليس لهم إلا الهلاك، ونحن نؤيد ذلك وندعم ونقف وراءه... والملتقى في النهاية هو وجه الوطن ووجه الله وحده.
إنه حكم الله في المخربين أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، لم نخرج على الله في شيء، أليس هذا حكم الله في المخربين من يقتل دفاعا عن الوطن، ومن يقتل لأنه يريد هدم هذا الوطن.