يُزعجنى أن كثيرين من أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسى، يُكررون لفظ "خائن" على كل مُعارض أو مُختلف فى الرأى فى تصور بعضهم، فإن كُل مَن لا يقول "آمين" على قرارات وتوجهات وتصريحات الرئيس هو "عميل لأعداء الوطن"، بل إن مَن يقول: إنه غير مُقتنع بأداء الرئيس وبأنه دون المستوى المُنتظر فهو مُستباح، وهدف دائم للتشهير.
وفى ظنى فإن منطق التخوين يتساوى تماما مع استسهال جماعات الإرهاب الدينى لإطلاق صفة التكفير على مخالفيها وخصومها، التكفير والتخوين وجهان لعملة واحدة، وينبعان من نبع واحد هو الكراهية، هُم فى نفس الخندق ويحملون ذات العقلية التى تتصور كُل من ليس معها ضدها.
وإذا كان التكفير بمثابة طرد من جنة الله، فإن التخوين أشبه بطرد من حُضن الوطن، وكما قُلنا مرارا إن أحدا سوى الله لا يملك إطلاق صفة الكفر على الناس، لذا فإنه لا يجوز لأى شخص ــ حتى لو كان مسئولا ــ أن يُطلق صفة الخيانة على الآخرين.
التخوين آفتنا الآنية، وللأسف الشديد فإن مُعتنقيه ينتشرون كسرب وطاويط ليلية مشوهين حياتنا فزعا وكراهية . على الفضائيات ألمحهم ليل نهار يصرخون فى أى مُعارض للرئيس ناعتينه بشتائم لا حصر لها، ومُحرضين ضده، ومروجين عنه الشائعات والأكاذيب، صدمنى أحدهم عندما هدد فنانة شهيرة قالت: إن "السيسى" لم يُحقق أهداف الثورة ، بأن يكشف لها عن فيديوهات حياتها الشخصية .
إننى لا أدرى حتى الآن ما يمنع أن نختلف بالحُسنى، ودون توصيفات، وسباب، واتهامات، واتهامات مضادة ؟ لِمَ لا نُصبح أمة مُتحضرة تعرف طريق الاختلاف والحوار دون اتهامات أو تحريض ؟ لِم لا نُقدم رؤى مُتعددة وأفكارا متنوعة، بدلا من الصوت الواحد والرأى الواحد والفكر الواحد، مَن قال: إن حكمة الرئيس هى الأعظم، وعقله هو الأرجح ، وفكره هو الأرحب، وقراراته دائما هى الأصوب؟ هذا كلام انتهى آوانه فى العالم كُله، وليس كُل ما يقوله الرئيس سليم، فالرجل ــ أى رجل ــ بشر يُخطئ ويصيب، يُحسن ويسيء ، يُقدم خيرا فى بعض الأمور وقد يتورط فى شر، ومهمة الأمة دائما هى تصحيح أداء حُكامها لا التصفيق لهم بلا انقطاع .
إن مسئولية الرئيس واضحة تجاه مُعارضيه وخصومه والمختلفين معه، هى أن يحميهم ويمنع استباحة أعراضهم وحيواتهم الخاصة وتخوينهم ليل نهار على مسابح أناسِ محسوبين عليه .
لقد كتبت مرارا أننا نتمنى ألا يسير الرئيس السيسى فى نفس طريق عبد الناصر، لأن ذلك يعنى شيئا خطيرا هو أن الديكتاتورية هى مُستقبل مصر . وأتصور أن مَن يدفعون الرجل فى طريق عبد الناصر لا يعون أن العالم تغيّر وأن عقارب التاريخ لا تعود إلى الوراء.
والله أعلم .
وفى ظنى فإن منطق التخوين يتساوى تماما مع استسهال جماعات الإرهاب الدينى لإطلاق صفة التكفير على مخالفيها وخصومها، التكفير والتخوين وجهان لعملة واحدة، وينبعان من نبع واحد هو الكراهية، هُم فى نفس الخندق ويحملون ذات العقلية التى تتصور كُل من ليس معها ضدها.
وإذا كان التكفير بمثابة طرد من جنة الله، فإن التخوين أشبه بطرد من حُضن الوطن، وكما قُلنا مرارا إن أحدا سوى الله لا يملك إطلاق صفة الكفر على الناس، لذا فإنه لا يجوز لأى شخص ــ حتى لو كان مسئولا ــ أن يُطلق صفة الخيانة على الآخرين.
التخوين آفتنا الآنية، وللأسف الشديد فإن مُعتنقيه ينتشرون كسرب وطاويط ليلية مشوهين حياتنا فزعا وكراهية . على الفضائيات ألمحهم ليل نهار يصرخون فى أى مُعارض للرئيس ناعتينه بشتائم لا حصر لها، ومُحرضين ضده، ومروجين عنه الشائعات والأكاذيب، صدمنى أحدهم عندما هدد فنانة شهيرة قالت: إن "السيسى" لم يُحقق أهداف الثورة ، بأن يكشف لها عن فيديوهات حياتها الشخصية .
إننى لا أدرى حتى الآن ما يمنع أن نختلف بالحُسنى، ودون توصيفات، وسباب، واتهامات، واتهامات مضادة ؟ لِمَ لا نُصبح أمة مُتحضرة تعرف طريق الاختلاف والحوار دون اتهامات أو تحريض ؟ لِم لا نُقدم رؤى مُتعددة وأفكارا متنوعة، بدلا من الصوت الواحد والرأى الواحد والفكر الواحد، مَن قال: إن حكمة الرئيس هى الأعظم، وعقله هو الأرجح ، وفكره هو الأرحب، وقراراته دائما هى الأصوب؟ هذا كلام انتهى آوانه فى العالم كُله، وليس كُل ما يقوله الرئيس سليم، فالرجل ــ أى رجل ــ بشر يُخطئ ويصيب، يُحسن ويسيء ، يُقدم خيرا فى بعض الأمور وقد يتورط فى شر، ومهمة الأمة دائما هى تصحيح أداء حُكامها لا التصفيق لهم بلا انقطاع .
إن مسئولية الرئيس واضحة تجاه مُعارضيه وخصومه والمختلفين معه، هى أن يحميهم ويمنع استباحة أعراضهم وحيواتهم الخاصة وتخوينهم ليل نهار على مسابح أناسِ محسوبين عليه .
لقد كتبت مرارا أننا نتمنى ألا يسير الرئيس السيسى فى نفس طريق عبد الناصر، لأن ذلك يعنى شيئا خطيرا هو أن الديكتاتورية هى مُستقبل مصر . وأتصور أن مَن يدفعون الرجل فى طريق عبد الناصر لا يعون أن العالم تغيّر وأن عقارب التاريخ لا تعود إلى الوراء.
والله أعلم .