الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم".. الإخوان في 4 سنوات.. "يوم ليك.. وباقي الأيام عليك"

السيسي وطنطاوي ومرسي
السيسي وطنطاوي ومرسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى قلب ميدان التحرير عقب مرور 6 أشهر على ثورة 25 يناير، وتنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، تجمع الإخوان والسلفيون، فى اليوم الذى أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام تهكمًا «جمعة قندهار» ساخرة من مليونية «الشرع والشريعة»، مرددين هتافات تأييد للمشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى وقتها: «يا مشير يا مشير.. إحنا رجالك فى التحرير»، و«يا مشير أنت الأمير»، وعبر منشوراتهم التى وزعوها فى 29 يوليو من عام 2011، دعا الإخوان وقوى الإسلام السياسى، المواطنين للمشاركة فى جمعة هوية مصر الإسلامية وتأييد المجلس العسكرى.
«الإخوان باعونا فى محمد محمود»، و«الإخوان تركوا الاشتباكات عشان يكسبوا الانتخابات».. لافتات وشعارات المتظاهرين فى أحداث محمد محمود، التى رفض الإخوان المشاركة فيها، جسدت مشهدًا آخر من مشاهد كثيرة لتخلى الإخوان عن مساندة ثورة 25 يناير ورفقاء الميدان، حيث تزامنت تلك الأحداث مع أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، وحصد «الإخوان» أغلبية مقاعده بالتوافق مع السلفيين.
عام كامل مر على ثورة يناير، كان المجلس العسكرى فى سدة الحكم، وجماعة الإخوان فى مجلس الشعب، تستعد لدخول الانتخابات الرئاسية المقررة يومى 23 و24 من مايو 2012، نكوصًا بوعد محمد بديع، مرشد الإخوان مع المصريين، حيث خرج فى لقاء تليفزيونى يوم 21 يناير 2012 قائلًا: «إن الإخوان لن ترشح أحدًا لرئاسة الجمهورية، وستبحث عن شخصية توافقية»، لتأتى الجماعة بعدها بخيرت الشاطر ومحمد مرسى مرشحين إخوانيين للانتخابات الرئاسية. 
بدأ «شهر العسل» بين الإخوان والمجلس العسكرى، وأخذ منحى آخر فى 30 يونيو 2012، بعدما تحول إلى «شراكة» بتولى الرئيس الإخوانى محمد مرسى الحكم، حيث شكر المشير طنطاوى وأعضاء المجلس العسكرى على «إدارته الحكيمة» للبلاد طوال الفترة الانتقالية، وبعد شهرين من توليه الحكم، أقال «مرسى» المشير طنطاوى وسامى عنان وعددًا من قيادات الجيش وأحالهم للتقاعد، ليأتى بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع، وصدقى صبحى رئيسًا لهيئة أركان القوات المسلحة.
«وزير دفاع بنكهة الثورة.. ملتزم ومتدين.. وبيصوم ويصلى».. هكذا بدأت علاقة الإخوان بعبدالفتاح السيسى، بحسب ما قالت بوابة الحرية والعدالة التابعة لحزب الإخوان، فى تقريرها حول تعيينه، مضيفة: «الفريق عبدالفتاح السيسى رئيس المخابرات الحربية الذى حلف اليمين أمام الرئيس محمد مرسى كوزير للدفاع خلفًا لحسين طنطاوى، يعد أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنًا، كما أن له مواقف تختلف عن باقى أعضاء المجلس الذى ظل ممسكًا بزمام السلطة فى البلاد».
فى 3 مايو 2013، أثنى مرسى على الفريق أول -وقتها- عبدالفتاح السيسى، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وقال إنه يجمع بين التكوين العسكرى المحترف والعقلية الهندسية الفريدة واستجابته السريعة للمشاركة فى خطط التنمية للدولة والأفكار التى تطرح فى هذا الشأن، وحتى تصاعد الأصوات فى الشارع المصرى المطالبة برحيل «مرسى».. ظلت الجماعة على ثقتها فى «السيسى»، وقال الدكتور جمال حشمت، القيادى بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشورى وقتها، تعليقًا على بيان «السيسى» الذى أمهل كل الأطراف أسبوعًا للوصول لحل فى 23 يونيو: «لا يجب أن يلمح أحد أن هناك خلافًا بين مؤسسة الرئاسة والجيش.. وأعتقد أن بيان «السيسى» لم يكن منفردًا به، بل كان بالتنسيق مع القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الرئيس محمد مرسى» -وفقًا لحشمت، وفى يوم 28 يونيو 2013 بقاعة المؤتمرات، أثنى على الفريق السيسى وثقته الكاملة فى القوات المسلحة، برسالة قال فيها: «إحنا عندنا رجالة زى الدهب فى القوات المسلحة»، وهو ما لاقى تصفيقًا حادًا من الحضور الذى غلب عليهم الطابع الإخوانى.
مظاهرات حاشدة تخرج فى 30 يونيو 2013 للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، استجابة لنداء حركة تمرد، وسرعان ما أيدها الجيش ببيان جاء فيه: «القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها»، مرت المهلة المعلن عنها، وانتهى العد التنازلى، ولم يصل أحد لاتفاق، منصة «رابعة» تهتف: «اصحى يا سيسى.. مرسى رئيسى»، مرّ وقت الانتظار لينتهى اجتماع القوى الوطنية، ويعلن فى مؤتمر صحفى يظهر فيه المجتمعون عزل الرئيس محمد مرسى، وتولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية رئاسة الجمهورية مؤقتًا، وتجميد الدستور وحل مجلس الشورى، كما أعلن المؤتمر عن تفاصيل خارطة الطريق، والتى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، وأنهت علاقة بين الجيش والإخوان دامت عامين ونصف العام عقب أحداث ثورة 25 يناير، وبات «أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم»، وتحول «الإخوان» التعامل مع الجيش بمنطق «عدوك يتمنالك الغلط» عقب عزل «مرسى».
من النسخة الورقية