ما إن تدعو جماعة الإخوان إلى تظاهرات تصفها بأنها «سلمية»، حتى تضرب البلاد أعمال إرهابية من تفجيرات ومحاولات اغتيال سواء فى القاهرة أو المحافظات ولا سيما سيناء، تتبناها تنظيمات أخرى بخلاف الإخوان التى «تشجب وتدين» أعمال العنف، وتؤكد تبرؤها من مثل هذه الممارسات.
لكن محللين رأوا أن الارتباط الزمنى بين دعوات الإخوان إلى التظاهر، وبين الأعمال الإرهابية، يوجه المؤشر بقوة نحو وجود علاقة بين الجماعة، والتنظيمات التى تتبنى هذه الأعمال، ولا سيما تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذى ينشط فى سيناء، وأعلن منذ فترة مبايعته لزعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي كـ«خليفة للمسلمين».
ومؤخرا برز تنظيم «أجناد مصر» على الساحة الإرهابية، بعد أن تبنى التفجيرات التى شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين، والتى استهدفت إحداها اللواء مدحت المنشاوي، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي، والمسئول عن عملية فض اعتصامي الإخوان فى «رابعة» و«النهضة»، ما يثير تساؤلات عن طبيعة ارتباطات تلك التنظيمات المسلحة بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين.
وعلى خلفية تلك الأحداث يجزم عدد من المراقبين بوجود صلات بين التنظيمين الإرهابيين وبين التنظيم الأم «الإخوان المسلمين»، مدللين على ذلك بالهدف المشترك لها جميعها، وهو إسقاط النظام، على أن تكون آلية العمل هى ضرب الأجهزة الأمنية وإرباكها بالتزامن مع وجود تظاهرات ترفع شعار السلمية، ومن ثم يبقى التنظيم الإخواني في منأى عن إثبات تورطه فى أعمال التفجيرات، وظهوره بمظهر البعيد عن العنف المسلح.
الدكتور صبرة القاسمي، الجهادي السابق والخبير في شئون التنظيمات التكفيرية، يؤكد لـ«البوابة»، أن كل العمليات التى تجرى فى مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، سواء كانت سلمية أو عنيفة هى منظومة متكاملة يديرها رأس واحد.
ويضيف القاسمي: «أصدق شباب الإخوان عندما يقولون تظاهراتنا سلمية، ولكن لاحظ ما يواكب تلك التظاهرات، فستجد تفجيرات وزرع عبوات ناسفة واستهداف رجال الدولة من خلال جماعات بمسميات مختلفة.