الحكاية طريفة ولطيفة وتصلح مدخلا لهذا المقال، وقد وردت على لسان الملك الحسن الثاني ملك المغرب الراحل في سيرته التي كتيها الصحفي الفرنسي إيريك لوران باسم "ذاكرة ملك"، يحكى الملك الحسن "أنه التقى السادات لأول مرة في المؤتمر الإسلامي ممثلا لمصر بالمؤتمر وكان رئيسا لمجلس الأمة ( كان ذلك في عهد عبد الناصر ) وكانت الصحافة المصرية قد شنت حملة هجوم حاد على إيران لأنها تُصدر النفط إلى الدول الغربية المؤيدة للعدوان الإسرائيلي على مصر .
وخلال المؤتمر انفعل شاه إيران غاضبا؛ لأن السادات انتقد الدول التي تصدر النفط إلى الدول الغربية المساندة لإسرائيل وتكهرب الجو وساد الصمت، وفوجئ الحضور بالسادات يطلب الكلمة ويقول: إن الحضارة الفارسية شاهدة على تسامح وتحضر الإيرانيين لذا فإنه سيلقي عليهم أبيات شعر باللغة الفارسية ــ التي يجيدها محبة لإيران ــ حول عظمة تلك الحضارة، وبالفعل تحدث السادات بالفارسية ولم تلبث قاعة المؤتمر أن غرقت في تصفيق صاخب .
وفيما بعد سأل الملك الحسن الثاني شاه إيران عن معنى بيتي الشعر اللذين ذكرهما السادات في المؤتمر حول حضارة فارس، فقال له شاه إيران ضاحكا : إما أنني لا أعرف اللغة الفارسية أو يكون ما قاله السادات شيئا لا علاقة له بأي لغات العالم !!
والواقعة تعني ببساطة أن امتصاص الغضب أسهل من التجاوب معه، وأن الدبلوماسية الذكية أفضل في تحقيق النتائج من الحنجورية الزاعقة، كانت نتيجة بيتين من الشعر الزائف اخترعهما السادات وهو واقف أن سكن الغضب وانسحب التوتر وربح الرجل صداقة شاه إيران وإعجاب الملك الحسن إلى الأبد .
عن أزمة سد النهضة أتحدث، ذلك المشروع التنموي الذي تبنيه إثيوبيا ولا نرد عليه سوى بالتهديد والوعيد ومقالات الردح وأدعية الهلاك .
ماذا كان سيحدث لو هدأ الخطاب المصري تجاه إثيوبيا وتوقفت تحليلات المؤامرة والتحالف مع إسرائيل ؟
ماذا يحدث لو شاركنا في مشكلة الطاقة الإثيوبية بحلول ناجعة ؟
ماذا يحدث لو قدمنا بعثات للمشاركة في المشروع ضمانا لعدم التأثير على حصة مصر من مياة النيل ؟
ماذا يمكن أن يحدث لو جربنا دبلوماسية البزنس وشجعنا رجال الأعمال على طرح أفكار للشراكة الاقتصادية ؟
ولمَ لم نفكر في توقيع اتفاق تجارة حرة مع هذا البلد تأكيدا لحسن النوايا ؟
إن إثيوبيا أهم لمصر من تركيا، وإقرار اتفاق تجارة حرة يكسر كثير من عزلتها ويقيم جسرا من المصالح المشتركة مع دولة مصب النيل.
لقد عوّدنا التاريخ أن الدول التي تهدد بالحرب لا تحارب، وإن حاربت فإنها لا تنتصر، وشهدنا كثير من الأمم التي ترفع نظرية "المؤامرة" مُحبطة لا تُخطط ولا تدرس ولا تعد سيناريوهات لإدارة الأزمات لأنها ضحية تآمر الآخرين .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولأصحاب الحناجر الزاعقة .
وخلال المؤتمر انفعل شاه إيران غاضبا؛ لأن السادات انتقد الدول التي تصدر النفط إلى الدول الغربية المساندة لإسرائيل وتكهرب الجو وساد الصمت، وفوجئ الحضور بالسادات يطلب الكلمة ويقول: إن الحضارة الفارسية شاهدة على تسامح وتحضر الإيرانيين لذا فإنه سيلقي عليهم أبيات شعر باللغة الفارسية ــ التي يجيدها محبة لإيران ــ حول عظمة تلك الحضارة، وبالفعل تحدث السادات بالفارسية ولم تلبث قاعة المؤتمر أن غرقت في تصفيق صاخب .
وفيما بعد سأل الملك الحسن الثاني شاه إيران عن معنى بيتي الشعر اللذين ذكرهما السادات في المؤتمر حول حضارة فارس، فقال له شاه إيران ضاحكا : إما أنني لا أعرف اللغة الفارسية أو يكون ما قاله السادات شيئا لا علاقة له بأي لغات العالم !!
والواقعة تعني ببساطة أن امتصاص الغضب أسهل من التجاوب معه، وأن الدبلوماسية الذكية أفضل في تحقيق النتائج من الحنجورية الزاعقة، كانت نتيجة بيتين من الشعر الزائف اخترعهما السادات وهو واقف أن سكن الغضب وانسحب التوتر وربح الرجل صداقة شاه إيران وإعجاب الملك الحسن إلى الأبد .
عن أزمة سد النهضة أتحدث، ذلك المشروع التنموي الذي تبنيه إثيوبيا ولا نرد عليه سوى بالتهديد والوعيد ومقالات الردح وأدعية الهلاك .
ماذا كان سيحدث لو هدأ الخطاب المصري تجاه إثيوبيا وتوقفت تحليلات المؤامرة والتحالف مع إسرائيل ؟
ماذا يحدث لو شاركنا في مشكلة الطاقة الإثيوبية بحلول ناجعة ؟
ماذا يحدث لو قدمنا بعثات للمشاركة في المشروع ضمانا لعدم التأثير على حصة مصر من مياة النيل ؟
ماذا يمكن أن يحدث لو جربنا دبلوماسية البزنس وشجعنا رجال الأعمال على طرح أفكار للشراكة الاقتصادية ؟
ولمَ لم نفكر في توقيع اتفاق تجارة حرة مع هذا البلد تأكيدا لحسن النوايا ؟
إن إثيوبيا أهم لمصر من تركيا، وإقرار اتفاق تجارة حرة يكسر كثير من عزلتها ويقيم جسرا من المصالح المشتركة مع دولة مصب النيل.
لقد عوّدنا التاريخ أن الدول التي تهدد بالحرب لا تحارب، وإن حاربت فإنها لا تنتصر، وشهدنا كثير من الأمم التي ترفع نظرية "المؤامرة" مُحبطة لا تُخطط ولا تدرس ولا تعد سيناريوهات لإدارة الأزمات لأنها ضحية تآمر الآخرين .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولأصحاب الحناجر الزاعقة .