السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الفاو: الموارد الحيوية الوراثية تشبع احتياجات العالم الغذائية

الفاو
الفاو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة متخصصة صدرت عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الموارد الحيوية الوراثية لها دور حاسم في إشباع احتياجات العالم الغذائية ولا سيما في ظل تطورات تغير المناخ التي تجري بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، علمًا بأن من المتعين إنجاز ما هو أكثر بكثير مما يبذل الآن لدراسة وحفظ واستخدام التنوع البيولوجي الذي يمثل دعامة للإنتاج الغذائي على سطح الكوكب.
وحذرت الدراسة تحت عنوان” التعامل مع تغير المناخ: دور الموارد الوراثية للأغذية والزراعة" من أن الوقت ليس في صالحنا... إذ من المرجح أن يواجه الملايين ممن يعتمدون في سبل معيشتهم وأمنهم الغذائي على الزراعة وتربية الأحياء المائية والصيد والغابات وتربية الماشية، أحوالًا مناخية خلال العقود المقبلة لم يسبق لها مثيل". ووفقًا للدراسة المتخصصة، فلسوف تتزايد الحاجة إلى المحاصيل والماشية وأشجار الغابات والكائنات المائية القادرة على البقاء على قيد الحياة والإنتاج وسط مناخ متغير.
وأشارت دراسة "فاو" إلى أن قدرة النبات والحيوان من الأنواع التي يقوم بتربيتها المزارعون، لكي تتحمل الظروف القاسية والمتقبلة وتنجح في التكيف حين تتغير البيئة، إنما تعتمد مباشرةً على هذا التنوع الحيوي الوراثي. لكن ثمة ضرورة إلى تكثيف جهود دراسة واستخدام ذلك التنوع، باعتباره "آلية ماثلة للاستجابة"... مثلما تمس الحاجة إلى سياسات دعم لمثل هذا النهج.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة "فاو" الخبيرة ماريا هيلينا سيميدو، "في عالم أكثر دفئًا ووسط ظروف طقس أشد تطرفًا وأكثر تقلبًا... سوف تحتاج النباتات والحيوانات التي تربَّى لإنتاج الغذاء إلى القدرة البيولوجية على التكيف بسرعة تفوق أي وقت مضى".
وأضافت، أن "الحيلولة دون المزيد من الخسائر في الموارد الوراثية الزراعية، وتصعيد الاهتمام بدراستها واستشراف إمكانياتها الكامنة هي إجراءات من شأنها أن تعزز القدرات البشرية على التكيف مع تغير المناخ".
وحسبما أوردت "فاو" في دراستها، فإن مثل هذا النهج التكيّفي يتطلب تحديث أهداف برامج التربية الزراعية - وفي بعض الحالات يقتضي استقدام أصناف وسلالات وأنواع مستجدة كليًا.
كما أكدت الدراسة أن من الأهمية بمكان بناء معارفنا الخاصة بالموارد الوراثية في مجالات الأغذية والزراعة ولخصائصها -- على سبيل المثال مقاومتها للجفاف والأمراض -- والوقوف على أفضل سبل إدارتها. وفي تقدير الخبيرة ليندا كوليت، المحررة الرئيسية للدراسة وأمينة هيئة منظمة "فاو" للموارد الوراثية للأغذية والزراعة، والتي تبدأ اليوم اجتماعًا يعقد كل عامين، "أننا بحاجة إلى تعزيز دور الموارد الوراثية، لمساعدة المزارعين والصيادين وسكان الغابات والعمال الحرجيين على التعامل مع تغير المناخ"، وشددت دراسة "فاو" المختصة، على أنه يعين بذل الجهود لتجنب الممارسات التي تدمر التنوع الحيوي أو التي تقوّض صحة النظم الايكولوجية الزراعية - على سبيل المثال باستخدام المبيدات ذات التأثير الشامل النطاق والتي تضر بالمُلقِّحات النباتية في الأحوال كل. في غضون دورتها الجارية ستنظر هيئة "فاو" للموارد الوراثية في مجالات الأغذية والزراعة، في اعتماد مبادئ توجيهية رسميًا لتحقيق التكامل بين الموارد الوراثية، في سياق خطط التكيف مع تغير المناخ والتي سبق أن أرستها منظمة "الفاو" إلى جانب مراعاة التوجيهات الراهنة وفق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بصدد تغير المناخ "UNFCCC". وتدعو المبادئ التوجيهية المقترحة إلى زيادة استخدام الموارد الحيوية الوراثية كجزء من تدابير التكيف الشاملة اللازمة لضمان الأمن الغذائي، تقديرًا للدور الحاسم الذي يتعين أن ينهض به التنوع الوراثي في هذا الإطار. وتتضمن المبادئ التوجيهية المقترحة جملة توصيات تهدف إلى مساعدة البلدان على تنفيذ سياسات وإستراتيجيات لدراسة وحفظ واستخدام الموارد الوراثية بهدف التكيف مع تغير المناخ. وتؤكد منظمة "فاو" على أن تعزيز حفظ التنوع البيولوجي في المزارع والحقول هو بنفس أهمية الحفاظ على بنوك الجينات. وحسبما أوردت "فاو" في دراستها فثمة حاجة إلى التطوير الكمي والنوعي للمعارف التي تحيط بالموارد الوراثية الزراعية - ولا سيما في القطاعات التي تتطلب بحوثًا إضافية مثل الغابات، علمًا بأنه لم يطرح للتمحيص الدراسي سوى 500 نوع شجري من أصل مجموع يتجاوز 80 ألف نوع. أما الفجوة في المعارف الخاصة باللافقاريات والكائنات الدقيقة فهي أسوأ من ذلك. في الوقت ذاته، ثمة حاجة إلى إحصاء المخزونات الوراثية جيدًا لتهيئة "بيانات جواز السفر" عن الأصول الوراثية المختزنة حاليًا في بنوك البذور وغيرها من مراكز الحفظ خارج الموقع، من أجل إتاحة إمكانية الاستفادة من السمات الإيجابية التكيفية التي قد تصبح مطلوبة. وتعني آثار تغير المناخ أيضًا أن من الأهمية بمكان، تكثيف تبادل وتقاسم الموارد الوراثية الزراعية أكثر من أي وقت مضى. وإذ تتوافر معارض البذور المحلية والوطنية، فمع تسارع خطى التغيرات المناخية من المنتظر أن تتنامى احتياجات الموارد الوراثية إلى التوسع والتدويل تدعيمًا لفعاليتها.