الجمعة 05 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بعد سقوط الشهيد رقم 50.. الوسط العربي بإسرائيل ينتفض ضد ممارسات الاحتلال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشهد الوسط العربي داخل إسرائيل حالة من التوتر والغضب الشديدين في ظل تسارع وتيرة اعتداءات شرطة الاحتلال على الداخل الفلسطيني في السنوات الأخيرة وسقوط الشهيد رقم 50 منذ عام 2000، ودخول كافة قرى وبلدات النقب المحتل والسلطات المحلية العربية في مختلف أنحاء الداخل في إضراب عام احتجاجا على هذه الممارسات، حيث جاء ذلك بعد أقل من شهرين من إعدام الشهيد خير حمدان من كفر كنا بالداخل.
يأتي ذلك عقب استشهاد الشاب سامي الزيادنة اختناقا بالغاز المسيل للدموع الليلة الماضية، خلال اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة تشييع جثمان الشهيد سامي الجعار في مدينة رهط داخل أراضي عام 1948 والذي لقى مصرعه برصاص الاحتلال الأربعاء الماضي، حيث اندلعت الاشتباكات عندما وصلت قوة كبيرة من الشرطة الإسرائيلية إلى منطقة المقبرة بشكل استفزازي قبل دفن الشهيد الجعار، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف صوب المشيعين، ما أدى إلى استشهاد الشاب الزيادنة، وإصابة عدد كبير من المشيعين بحالات اختناق وإصابات بالغة.
ودعت بلدية رهط ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب إلى إضراب عام في النقب اليوم الإثنين، وإضراب عام في أراضي الـ 48 غدا الثلاثاء، بالإضافة إلى مظاهرة حاشدة اليوم في مدينة رهط، كما أعلنت الحركات الشبابية الفلسطينية في أراضي الـ 48، عن سلسلة تظاهرات في القرى والبلدات الفلسطينية وفي عدة جامعات في الداخل، تنديداً بقتل الشاب سامي الزيادنة، ووصفت الاعتداء على المشيعين بأنه إرهاب الدولة الذي فرضته أذرع الشرطة الإسرائيلية على مدينة رهط بدءا باغتيال الشهيد سامي الجعار ثم أردفت ذلك بافتعال حدث جديد لفض الجنازة المهيبة من على قبر الشهيد بعيد دفنه.
وعلى مستوى الجامعات، تظاهر العشرات من الطلاب العرب في جامعة بئر السبع اليوم على مدخل الجامعة تنديداً بقتل الشهيدين سامي الزيادنة سامي الجعار على يد قوّات الشرطة الإسرائيلية، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيدين، بالإضافة إلى العديد من الشعارات المكتوبة التي تندّد بقتل الشهيدين وتعتبر الشرطة الإسرائيلية شرطة عنصرية، بالإضافة إلى تظاهرات في مواقع طمرة، والجديدة – المكر، الجامعة العبرية في القدس، جامعة حيفا، مدينة شفا عمرو، الناصرة، حيفا، أم الفحم، عرابة، قرية مجد الكروم، قرية الرينة، وفي جامعة تل أبيب غدا الثلاثاء على مدخل الجامعة.
وفي مدينة أم الفحم، أهابت اللجنة الشعبية بأهل المدينة بالمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي ستنظمها في الساعة السادسة من مساء اليوم من مدخل السوق وسط المدينة، وقالت، "استمرارا لسياسة القتل الهمجية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، قامت الشرطة الاسرائيلية بارتكاب جريمة قتل جديدة في مدينة رهط الصمود، ولم تكتف بذلك فقامت باستفزاز عشرات الآلاف الذين حضروا لتشييع جثمان الشهيد الجعار، وتعمدت الهجوم بقنابل الغاز على آلاف المشيعين الذين لم يطأطئوا رؤوسهم، وتصدوا لهذا العدوان الاجرامي الغاشم، الأمر الذي تسبب بارتقاء شهيد آخر وهو الشهيد سامي الزيادنة.
وفي مدينة الطيرة، دعت لجان الحماية الشعبية إلى المشاركة في تظاهرة الغضب التي ستنطلق مساء اليوم من مدخل الجسر بالمدينة، فيما دعت اللجنة الشعبية في مدينة طمرة لمظاهرة غضب واحتجاج مساء اليوم عند دوار القدس، بالإضافة إلى إعلان الحراك الشبابي في الجديدة - المكر عن مظاهرة على دوار العين في مدخل البلدة، وأيضا القوى الوطنية في مدينة الناصرة ستنظم مظاهرة في ساحة العين بالمدينة.
ودعت الحركة الوطنية في قرية مجد الكروم، لمظاهرة مساء اليوم على دوار الزيتونة، كما ودعت القوى الوطنية في قرية الرينة، لمظاهرة مساء على دوار الرينة.
أما الأحزاب العربية في الداخل، فقد دعت للإضراب العام ووصفت تعامل شرطة الاحتلال تجاه العرب في الداخل بالعنصري والمستهتر والمستفز وأنه في تصاعد وتنامي مستمر خلال السنوات الأخيرة، ويتجلى في سياسة الضغط على الزناد الخفيفة والسريعة ضد المواطن العربي، وهو دليل على شراسة وعنجهية الشرطة الإسرائيلية مع كل ما هو عربي، وذلك بمعزل عن حيثيات الحوادث، والدليل أن ذات الحيثيات التي شهدتها مدينة رهط تحدث في المجتمع الإسرائيلي إلا أن تعامل الشرطة يختلف والنتيجة تختلف كليا عندما يتعلق الأمر في التعامل مع يهودي، مؤكدة أن عداء وعنف شرطة الاحتلال تجاه المواطنين العرب في الداخل آخذ في الازدياد، على ضوء دعم واضح من الحكومة الإسرائيلية له.
وقال النائب العربي بالكنيست رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة إن الجرائم التي ترتكبها عناصر الشرطة في النقب ومدينة رهط داخل أراضي عام 1948، تؤكد أنها تلقت الضوء الأخضر من أعلى مستويات الحكم الإسرائيلي، مؤكدا أن نتنياهو وحكومته، والأجهزة الأمنية والاستخباراتية كلها متورطة بهذه الجرائم.
وأضاف أنه وفي السنوات الـ 14 الأخيرة سقط برصاص الشرطة والأجهزة الأمنية ما يقارب 50 شابًا عربيًا في ظروف مختلفة، ولكن الرابط الوحيد بينها، هو سهولة الضغط على الزناد، طالما أن الضحية عربي، مشيرا إلى أن مسلسل الجرائم لم يتوقف على مدى عشرات السنين، ولكن هذا التصعيد وهذه الجرائم الأخيرة، لها علاقة واضحة بحملة اليمين المتطرف الانتخابية، التي ترتكز على تأجيج العداء لنا نحن العرب أصحاب الوطن، وعلى أفكار الطرد الجماعي من الوطن.
وشدد على أنه لم يعد من المجدي المطالبة بالتحقيق، أو إقامة لجان تحقيق مستقلة، 'لأن الشرطة والجهاز القائم لديها الأجوبة الجاهزة، وهي تبرئة المجرمين، وعدم البحث في جذر الجريمة، وأنه بات من المجدي التفكير والاستعداد للتوجه إلى جهات حقوقية عالمية، للتحقيق في تكرار هذه الجرائم الإسرائيلية المنظمة ضد جماهيرنا الفلسطينية الباقية في وطنها.
ودعا إلى أوسع وحدة كفاحية تتصدى لهذه الجرائم، وأن لا يبقى الرد الجماهيري محصورا في موقع الجريمة، بل اتخاذ أشكال عدة للتعبير عن الغضب ورفض السكوت على مسلسل جرائم المؤسسة الإسرائيلية ضد فلسطينيي الداخل.
من جانبه، دعا النائب في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة إلى إعلان الإضراب العام في كافة التجمعات السكانية العربية في البلاد، احتجاجًا على قتل المواطنين سامي الزيادنة وسامي الجعّار في مدينة راهط، وقال "نحن مطالبون بردة فعل حازمة في مواجهة قتل مواطنين عرب بيد الشرطة، الشرطة تقتل ولا أحد يحاسبها، وتبقى الجريمة بلا عقاب وغياب العقاب يشجع أفراد الشرطة على قتل العرب وعليهم أن يدركوا أن دمنا ليس هدرا وأننا سنضرب ونتظاهر وحتى نغلق شوارع لتصل رسالة واضحة بأن الجليل والمثلث والنقب وحدة واحدة ضد ما تقوم به الشرطة من قتل ومن تغطية على القتلة".
من جهتها، طالبت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان بتحقيق نزيه ومحايد في جريمتي استشهاد الجعار والزيادنه، وبعدم الاكتفاء بالتحقيقات التي ينفذها قسم التحقيقات في الشرطة، الذي أثبت بشكل قاطع انحيازه وعدم مصداقية تحقيقاته، التي شكلت حتى اليوم غطاء قانونيا لحماية أفراد الشرطة وعدم ملاحقتهم قانونيا، واعتبرت المؤسسة ما جرى استمرارا للثقافة السائدة، والتي وما زالت تتعامل مع العرب كأعداء للدولة، لا كمواطنين يحق لهم الحياة بأمن وأمان.
ويشكل السكان العرب الفلسطينيون فى دولة الاحتلال ما نسبته 20% من تعداد السكان البالغ 8 ملايين نسمة يتوزعون على مساحات جغرافية فى مدن و بلدات شمال فلسطين المحتلة ومن أهمها مدن المثلث التي تتكون من 6 مدن وهى أم الفحم، الطيبة، الطيرة، قلنسوة، كفر قاسم، باقة الغربية و21 قرية، وفى الوسط في مدن يافا واللد والرملة، وفي الجنوب المحتل حيث تقع مدينة بئر السبع ورهط المحتلتين.