الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالصور.. "البوابة نيوز" ترصد أحوال الغلابة داخل القرى المهمشة بالإسماعيلية.. منازل بلا أسقف ومعاناة من برد الشتاء.. والجمعيات الأهلية ترفض مساعدة الأهالي بسبب الروتين

قرية الحلوس بالإسماعيلية
قرية الحلوس بالإسماعيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي ينعم فيه معظمنا بالشتاء الدافئ وسط وسائل التكنولوجيا الحديثة يعيش المئات من اهالينا في قرى وعِزب الاسماعيلية تحت الامطار داخل منازلهم يحمون أسّرتهم بقطع «المشمع»، ويستظلون من رخات الشتاء بالأكياس البلاستيكية وأعواد البوص، ويتدفئون بنيران يشعلونها في باحة المنزل.
قرية الحلوس وحمود موسى بعزبة أبو ذكرى وعزبة المخبرين عند الإذاعة والتليفزيون ومنطقة الكيلو 2 وقرية نفيشة وبعض المناطق في القصاصين وابو صوير والتل الكبير كل هذه المناطق وغيرها تعيش على هامش محافظة الاسماعيلية ومعدومة من الخدمات

مئات المنازل بلا اسقف أو أسقفها متهالكة لا تقي من برد ولا تحمي من مطر الشتاء وحرارة الصيف وشقوق الجدران جعلت الفئران والحشرات مأوى لها، ومياه الشرب الملوثة التى يحصل عليها أبناء القرية من الآبار كادت أن تفتك بهم.
الصدفة وحدها هى التى قادتنا إلى زيارة قرية الحلوس اثناء قيام اعضاء جمعية ولاد البلد بالاسماعيلية لفحص حالات اسقف المنازل المتهالكة لترميمها واعادة بنائها فبمجرد أن شاهدنا معالم القرية من الخارج وجدنا الفقر والبؤس رسما طريقهما على وجوه الأهالى وهو ما جعل الغالبية العظمى منهم لا يعرفون أعمارهم وكل ما يدركونه عن حياتهم هو أنهم يعيشون فى بلد اسمها الحلوس كل ما يطلبونه هو الحياة الكريمة.

تقع قرية الحلوس بالجانب الاخر لطريق عبد المنعم عمارة المليء بالشواطئ والنوادي السياحية يعيش على هامشه العشرات من المنازل بدائية البناء بالطوب بناها أصحابها باقتراض الأموال لشراء طوب أبيض وأسمنت، إلا أنه في الكثير من الحالات لم يقدروا على استكمال البناء، خاصة بناء الأسقف، فعاشوا بها بلا أسقف أو صنعوا لها أسقفا بدائية من المشمع وأكياس البلاستيك، أو الخشب وأعواد البوص.
في البداية تقول زينب التي تعيش وحيدة داخل منزل به 4 حوائط فقط وسقف متهالك من اعواد البوص واكياس البلاستيك " توفي زوجي بعد معاناة مع فيروس سي وانفقنا في علاجه كل ما نملك واقترضنا من الاقارب والجيران وتركني وحيدة بلا ابناء اعيش على معاش يبلغ 300 جنيه شهريا ومنزل بلا سقف لا املك ثمن طعامي ولا استطيع العمل لكبر سني وتقدمت بالعديد من الطلبات للمسئولين في مديرية التضامن والوحدة المحلية لكن لم ينظر احد الى حالة امرأة مسنة تطلب العيش بكرامة في اخر ايامها وحاليا انتظر وعدا من احدي الجمعيات الخيرية لعمل سقف يحميني من برد الشتاء القارس
ومن داخل منزل الحاج سالمان الذي يعول 5 اطفال في مراحل تعليمية مختلفه وزوجته التي انهكها المرض بسبب تعدد الانجاب ولم تعد تستطيع خدمه المنزل.
جدران المنزل تملؤها الفجوات جميع افراد الاسرة يحتمون بقطع "المشمع" ويستظلون من رخات الشتاء بالأكياس البلاستيكية وأعواد البوص، ويتدفئون بنيران يشعلونها في باحة المنزل.
نفسي اطمن على ولادي أنا مش هعيش لهم طول العمر، ومش هعرف أسيب لهم حاجة بعد ما أموت، هكذا بدأ الحاج سلمان حديثه ويؤكد انه مصمم علي تعليم جميع ابنائه حتى اخر يوم في عمره حتي وان اضطر ان يبيع ملابسه حتي يقفوا على ارجلهم مطالبا بحقه في منزل ادمي يعيش فيه تحت سقف يحميه من برد الشتاء وحرارة الصيف لافتا ان كثير من الجمعيات الاهلية تقدمت لمساعدته الا ان الروتين الحكومي وقف عائقا بسبب عدم وجود اوراق ملكية للمنزل قائلا الحكومة لم تقدم لي اي شيء في الماضي فلماذا تطلب حقا ليس بيدي تقديمه لهم اليوم.
وتذكر فاطمة من سكان عزبة الحلوس انها يوميا انها تستيقظ في الثالثة صباحا لتقوم بازاحة مياه الامطار التي تسقط علي منزلها طوال الليل وتشعل بعض الاخشاب والقش لتدفئة المنزل قليلا قبل ان يستيقظ باقي افراد العائلة حتى تشرق الشمس وتضيف زوجي يعمل بالصيد يعني يوم بيشتغل وعشرة سارح على باب الله ولا نملك سوى قوت يومنا اقل سقف يتكلف 10 الاف جنيه والاسقف المؤقتة التي تصنع من الخشب والطين تتكلف 2000 جنيه على الاقل وتحتاج الى تجديد من فترة الى اخرى
وفي احد المدقات داخل القرية وجدنا مسنا يفترش الارض امام منزله الذي يتكون من غرفة متهالكة وحمام مكشوف السقف ومطبخ خاو من كل مستلزمات الاطعمة والمشروبات وتبين ان افراد الاسرة المكونة من زوجة كبيرة في السن متقاعدة كانت دموعها تزرف من عينيها بسبب الفقر الشديد وغلاء الحياة بعد ان اصبح افراد الاسرة ينتظرون صدقات الجيران وفاعلي الخير حيث يعيش معها ابنها وزوجته وطفلين الجميع يعيش داخل الغرفة التي قسموها الى نصفين من خلال ستارة معلقة في وسط الغرفة على احد العروق الخشبية الموجودة بالسقف المتهاوي الذي يمكن ان يسقط في اي وقت حسبما اكد الحاج ثابت صاحب المنزل مضيفا اننا نخاف ان يسقط سقف المنزل على رؤوسنا في اي وقت ولم نعد نحتمل هذه المعيشة لاننا لا نجد اي دخل مادي وترفض الجمعيات الخيرية مساعدتنا لان منزلنا ليس له اوراق وكذلك يرفض مسئولو الوحدة المحلية تقنين اوضاعنا حتى يتبدل وضعنا المعيشي الى الافضل مطالبا بوظيفة لابنه العاطل الذي يبكي عليه كل يوم وقد وصل به الحال الى حد الجنون واختتم هل انتم راضون عن وضع اسرة تعيش بهذا الحال ؟
ومن جانبها قالت داليا الكيلاني السكرتير العام لجمعية ولاد البلد بالاسماعيلية ان الجمعية تتبنى سنويا حملة ترميم وبناء اسقف لغير القادرين خلال فصل الشتاء وتسعى بكل الطرق لتقديم المساعدات للاسر الفقيرة في العشوائيات مشيرة الى ان الروتين الحكومي يقف كثيرا امام مسيرتنا الخيرية موضحة ان المحافظة بها الكثير من المناطق معدومة الخدمات لكن الجمعية تقف عاجزة امام البيوت التي لا تحمل اوراق ملكية ويمنع القانون بناء اسقف لها رغم الحالة المتدنية من المستوى المعيشي الذي يعانيه اصحابها وطالبت الحكومة بدلا من شن حملات ازالة على بيوت الغلابة انظروا الى حالهم وحاولوا تقنين اوضاعهم خوفا من خلق جيل يعادي النظام ويسلك الطرق غير الشرعية لتوفير المسكن والمأكل والحياة الكريمة.