الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الأحزاب وامتحان البرلمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي قادة الأحزاب المصرية وتأكيده على أهمية وحدة الصف الوطني من أجل بناء مصر مدنية ديمقراطية حديثة، دخلت الأحزاب المصرية في امتحان عسير وهو خوض انتخابات البرلمان بأفضل ما لديها من كوادر.
ومهما حاول البعض التقليل من حجم الأحزاب وأهميتها، إلا أن ذلك البعض سيظل على مدى العصور هو مجرد "بعض" مهمته الأساسية هي اللطم على المقاهي والبكاء، ورمي التراب على أي جهد يبذل في سبيل خروج بلادنا من عنق الزجاجة التي انحشرنا فيها جميعا بفعل مؤامرات الخارج وعمالة البعض بالداخل، ولا فرق هنا بين سذاجة ثوري حليق أو خيانة متأسلم بلحية.
لذلك صار من الضروري أن تلتفت الأحزاب والقوى الاجتماعية نحو انتخابات البرلمان بجدية والتعامل معها كفعل ثوري حقيقي يقطع دابر الفساد والتأسلم والمال السياسي، وتستكمل المرحلة الثالثة من خارطة الطريق، ولن تتمكن الأحزاب من بلوغ هذا الهدف إذا مارس بعضها لعبة الاستقواء على البعض الآخر، أو حاول تيار أن يؤكد هيمنته بالتكويش في مواجهة تيار آخر، ولأن الأمر لا يحتمل مثل ذلك العبث، فالمعركة بالفعل صعبة للغاية.
ولكي نتأكد من صعوبتها تعالوا نرى معا الخريطة المصرية وهي تموج بالقبلية والعصبية والطائفية والجهوية، وإذا كان البعض يرى هذا تنوعا إلا أنه للأسف ليس تنوعا وطنيا ولكنه تنوع بغيض يتجه نحو الفرقة والانقسام والتشظي، وللأسف وصلنا لهذه الحالة عندما غابت السياسة ونمت في الظلام قواعد الفهلوة.
والغريب هو أنه رغم تحديد الخنادق واتفاق الجميع على المبادئ العامة لأهمية إرساء مبادئ دولة القانون، إلا أنه عند الممارسة نجد من بين صفوفنا من يحاول التبرير لمجرمين وقتلة اسمهم الإخوان المتأسلمين تحت وهم التصويت له في البرلمان من خلال قواعدهم، ناسيا ذلك النفر أن ذلك التيار وقواعده مضت إلى غير رجعة، ولن أذكر أسماء هؤلاء المبرراتية حتى لا يتسع الفتق على الرتق، ولكن فقط أحاول إنقاذهم من شر أنفسهم.
ويبقى دائما الحزب أو التنظيم هو الوعاء الأساسي والوحيد القادر على حشد الصفوف خلف أفكار وبرامج معينة، أما مناضلي المقاهي والفضائيات فستبقى أفكارهم التخريبية ومحاولاتهم المستميتة لتشوية أي خطوة تتحرك بمصر للأمام درساً بليغاً يمكن تدريسه في الخسة والنذالة والتفاهة والجهل النشيط.
وهنا نتعجب من كتاب كبار وسياسيين أفنوا أعمارهم في العمل العام ما زالت مواقفهم وتصريحاتهم تدعو للرثاء، فكيف سمحت ضمائرهم بوصف لقاء الرئيس بقيادات الأحزاب بأنه لقاء يحاول به السيسي تدجين الأحزاب وضمها لحظيرته، والغريب أن من يتفوهون بمثل تلك الكلمات هم أنفسهم عاشوا عالة على الدولة المصرية وخزينتها وفي قعر حظيرتها ولم نسمع عن واحد منهم عاش من عرق جبينه كمكافح في الحياة ولكنها سخرية الأقدار عندما يحاول الفاشلون تبرير فشلهم، فيذهبون بكل قوة نحو تشوية الآخرين وتسفيه مجهودهم.
وعلى ذلك تبقى المعركة الكبرى في خوض انتخابات البرلمان بالنسبة للأحزاب معركة مركبة فهم يواجهون الشارع بكل متناقضاته ويواجهون أيضا سوسا ينخر في جسد النخبة المصرية ممثلة في بعض مثقفيها، ومن المهم هنا الإشارة إلى تلك الانتخابات ينتظرها العالم كله، فهي درة التاج لثورة 30 يونيه وهي الحجر الذي يمكن أن نلقمه لكارتر وجماعته الحقوقية ومن على شاكلته بمصر.