هي نفسها الأجواء وإن اختلف الزمان والمكان ولكنها تقودنا إلى نفس التداعيات وإطلاق نفير الحرب من جديد وهذه المرة من باريس وليس من واشنطن .. أجواء 11 سبتمبر عادت مرة أخرى ولم تكن المظاهرة الباريسية التي تقدمها رؤساء وملوك من الغرب والشرق وشارك فيها 3.7 مليون شخص مسألة استعراضية أمام الكاميرات أو حفل استقبال بمراسم بروتوكولية عزائية مساندة لأسر الضحايا وهم يستحقون – أو دعما لفرنسا في مصابها.
لم تخرج هذه الشخصيات محتشدة لينفض التجمع ويظل في ذاكرة باريس أنها احتضنت أكبر مظاهرة في تاريخها ضد الإرهاب فقط بل لتمهد الأرض أوروبياً وعالمياً لما هو قادم.. هذا القادم سيكون على نفس مستوى دوي الانفجارات التي هزت العاصمة الفرنسية واستهدف صحيفتها الساخرة "شارلي إيبدو" .. "مؤتمر دولي" هو التوصيف الأكثر دقة لهذا الحشد الرسمي الذي وضع بالفعل حزمة إجراءات عاجلة لمحاربة الإرهاب، منها فرض قيود جديدة على حركة المسافرين إلى أوروبا ووضع شروط صارمة تمنع تسلل القادمين من شمال أفريقيا فيما يعرف بالهجرة غير الشرعية .. هذا الكابوس المرعب الذي يهدد هوية المجتمع الأوروبي واقتصاده وليبراليته، ولا ترى أوروبا حلاً لهذا التهديد سوى بإغلاق أبوابها (إلا قليل) في وجه القادم من الشرق الأوسط أو بتعبير أكثر دقة في وجه الإرهاب حتى وإن استطاع أحدهم التسلل إلى دولة أوروبية فسيجد نفسه محاصراً داخل حدودها ولن يمر بسهولة متنقلاً بفيزا (شنجن) كما كانت الأمور قبل "شارلي إيبدو".
وكما تنازل الأمريكيون عن بعض خصوصياتهم وأصبحت القبضة الأمنية أشد إحكاماً وبالقانون سوف نجد ذلك نسخة بالكربون في باريس باستحداث إجراءات لمراقبة الإنترنت ولن تجد أصواتاً من منظمات حقوقية تعترض أو تنتقد بل ستتوارى لتأخذ أجهزة الدولة مواقعها لمحاربة الإرهاب.
اللغز في الحرب ضد الإرهاب ستكون بريطانيا التي كان من المفترض أن تصدر تقريرها في التحقيقات التي بدأتها منذ إبريل الماضي حول نشاط قيادات الإخوان وجمعياتهم الإسلامية، غير أن التقرير لم يصدر في سبتمبر وما زلنا ننتظره هذا الشهر وكان الاتجاه قبل "شارلي إيبدو" ألا يصدر حظر ضد الإخوان بل تضييق على أنشطتهم فقط فهل يتغير الموقف الآن وتعلن الحكومة البريطانية قرارات تتناسب وخطورة الموقف خاصةً بعد أن أعلن وزير العدل الأمريكي المشارك في مظاهرة باريس أن قمة أمريكية ستعقد في 18 فبراير المقبل في واشنطن لمحاربة الإرهاب.
ماذا يعني هذا بالنسبة لمصر ؟
أعتقد أن هناك تثمينا أوروبيا وأمريكيا وتقديرا لمواقف الرئيس السيسي لخطابه وأفعاله، لدعوته بضرورة تجديد الخطاب الديني والثورة على الجمود الفكري وتنقية التراث لندرك الغث من السمين، أيضاً يدرك الجميع في تلك العواصم أن القاهرة تخوض حرباً حقيقية ضد الإرهاب وأنهم في دائرة الجحيم مستهدفون وأن تحويل أوروبا أو واشنطن لملاذ آمن يجعلها في مأمن من الاستهداف .. لا مجال إذن للمواقف "المايعة" سياسياً بعد "شارلي إيبدو" .. بوضوح لا يقبل الشك، العالم كله يطلب الآن دعم مصر وخبرة السيسي الذي قال إن الحرب على الإرهاب هي حرب وجود.
لم تخرج هذه الشخصيات محتشدة لينفض التجمع ويظل في ذاكرة باريس أنها احتضنت أكبر مظاهرة في تاريخها ضد الإرهاب فقط بل لتمهد الأرض أوروبياً وعالمياً لما هو قادم.. هذا القادم سيكون على نفس مستوى دوي الانفجارات التي هزت العاصمة الفرنسية واستهدف صحيفتها الساخرة "شارلي إيبدو" .. "مؤتمر دولي" هو التوصيف الأكثر دقة لهذا الحشد الرسمي الذي وضع بالفعل حزمة إجراءات عاجلة لمحاربة الإرهاب، منها فرض قيود جديدة على حركة المسافرين إلى أوروبا ووضع شروط صارمة تمنع تسلل القادمين من شمال أفريقيا فيما يعرف بالهجرة غير الشرعية .. هذا الكابوس المرعب الذي يهدد هوية المجتمع الأوروبي واقتصاده وليبراليته، ولا ترى أوروبا حلاً لهذا التهديد سوى بإغلاق أبوابها (إلا قليل) في وجه القادم من الشرق الأوسط أو بتعبير أكثر دقة في وجه الإرهاب حتى وإن استطاع أحدهم التسلل إلى دولة أوروبية فسيجد نفسه محاصراً داخل حدودها ولن يمر بسهولة متنقلاً بفيزا (شنجن) كما كانت الأمور قبل "شارلي إيبدو".
وكما تنازل الأمريكيون عن بعض خصوصياتهم وأصبحت القبضة الأمنية أشد إحكاماً وبالقانون سوف نجد ذلك نسخة بالكربون في باريس باستحداث إجراءات لمراقبة الإنترنت ولن تجد أصواتاً من منظمات حقوقية تعترض أو تنتقد بل ستتوارى لتأخذ أجهزة الدولة مواقعها لمحاربة الإرهاب.
اللغز في الحرب ضد الإرهاب ستكون بريطانيا التي كان من المفترض أن تصدر تقريرها في التحقيقات التي بدأتها منذ إبريل الماضي حول نشاط قيادات الإخوان وجمعياتهم الإسلامية، غير أن التقرير لم يصدر في سبتمبر وما زلنا ننتظره هذا الشهر وكان الاتجاه قبل "شارلي إيبدو" ألا يصدر حظر ضد الإخوان بل تضييق على أنشطتهم فقط فهل يتغير الموقف الآن وتعلن الحكومة البريطانية قرارات تتناسب وخطورة الموقف خاصةً بعد أن أعلن وزير العدل الأمريكي المشارك في مظاهرة باريس أن قمة أمريكية ستعقد في 18 فبراير المقبل في واشنطن لمحاربة الإرهاب.
ماذا يعني هذا بالنسبة لمصر ؟
أعتقد أن هناك تثمينا أوروبيا وأمريكيا وتقديرا لمواقف الرئيس السيسي لخطابه وأفعاله، لدعوته بضرورة تجديد الخطاب الديني والثورة على الجمود الفكري وتنقية التراث لندرك الغث من السمين، أيضاً يدرك الجميع في تلك العواصم أن القاهرة تخوض حرباً حقيقية ضد الإرهاب وأنهم في دائرة الجحيم مستهدفون وأن تحويل أوروبا أو واشنطن لملاذ آمن يجعلها في مأمن من الاستهداف .. لا مجال إذن للمواقف "المايعة" سياسياً بعد "شارلي إيبدو" .. بوضوح لا يقبل الشك، العالم كله يطلب الآن دعم مصر وخبرة السيسي الذي قال إن الحرب على الإرهاب هي حرب وجود.