صوت الزغاريد علامة الفرحة، تشق فضاء الكون تتحدي الأحزان وتدعو للاستمتاع بالحياة، والزغرودة بمصر عنوان حقيقي لملامح المصريين، صحيح هناك زغاريد أفريقية وزغاريد بدوية ولكن تبقى الزغرودة المصرية هى الأنقى والأكثر صراحة ولعلعة.
سمعناها مساء الثلاثاء الماضي، بالكاتدرائية المصرية في قداس عيد الميلاد المجيد، سمعناها لحظة دخول الرئيس عبدالفتاح السيسي وأثناء كلمته، كانت زغرودة مصرية خالصة، لا يمكنك مهما بلغت من الاستذكاء أن تفرق بين من أطلقتها هى إمرأة مسلمة أو مسيحية، فالفرح مشاع والعيد للمسيحيين والسلام على الأرض للناس أجمعين.
وبحضور الرئيس إلى الكاتدرائية صار العيد عيدين، الأول بلا منازع ميلاد المسيح عليه السلام والثاني إحياء فكرة المواطنة وتغليب المصرية على الطائفية والمذهبية، هذه هى الرسالة التي أراد السيسي إبلاغها للجميع بعد عقود من التجاهل والتعامي والغرور من مؤسسة الرئاسة للمصريين المسيحيين.
ولأن المحبة الصادقة تنتقل كالكيمياء بين الأطراف فلا تنظروا إلى المحبة التي كشف عنها عبدالفتاح السيسي في الكاتدرائية فهذا ما توقعته منه منذ بروزه على الخارطة السياسية المصرية، ولكن أنظروا إلى المحبة التي كشف عنها شعب الكنيسة بالزغاريد والهتاف والتصفيق له تلك التظاهرة في قداس الميلاد نبعت من قلوب محبة صادقة، تعطي رسالتين، الأولى لشخص السيسي وهو مسلم الديانة ويقول شعب الكنيسة في ذلك هذه هى محبتنا للمسلمين والرسالة الثانية للسيسي الرئيس وهو رمز الدولة المصرية، فقالت هتافات المسيحيين هذه هى وطنيتنا ومحبتنا لمصر الدولة ورمزها هو الرئيس.
وعلى قدر المحبة يكون العتاب، وكلامنا هنا موجه للرئيس ولحكومة مصر، إذا كان الموقف الرسمي للدولة يرى أن الكلام عن حرمانية تهنئة المسيحيين بأعيادهم كلاما فارغا، ولذلك يحضر الرئيس بشخصه لتقديم واجب التهنئة وربط الخيوط بين الجميع كمصريين وفقط، فكيف تسمح ذات الدولة بتمدد الفكر الوهابي والسلفي بطول البلاد وعرضها، ألا يعتبر هذا تناقضا يحتاج التصويب.
أما العتب الثاني وهو ملف مسكوت عنه عشرات السنيين ولم يجرؤ واحد من الرؤساء على مسه، وهو ملف الخط الهمايوني وبناء الكنائس واقتصار التصريح بها على شخص رئيس الجمهورية وحده، وأنا أعتبر أن هذا الملف هو واحد من ملفات العار التاريخي، فهل من المعقول بعد ثورات وإنترنت وفضائيات وشعب يهتف من الإسكندرية إلى أسوان "عيش حرية عدالة إجتماعية" وبعد تفويض ودستور وتصويت كاسح لعبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، مازال ترميم دورة مياة بكنيسة يثير فتنة وقتلى، ومازال مسيحيون في مراكز ومدن وقرى يختفون وقت صلاتهم بأحد البيوت لتنفجر الأحداث بعدها قتلاً وحرقا، هل هذا من المعقول في بلد يقول دستورها أنه يكفلُ حرية العقيدة وممارستَها لكل المصريين.
على كل حال لا نود إفساد فرحة المسلميين قبل المسيحيين بزيارة السيسي للكاتدرائية، ولكننا نود تعميق الفرحة بمصريتنا جميعاً، كما نود وبشكل سياسي أتكلم قطع الطريق تماما على أية أفكار رجعية، فالرئيس الذي وقف في المولد النبوي الشريف وأمام جمع من مشايخ الأزهر ليقول لهم أنه صار لزاما علينا تنقية الفكر الإسلامي وتخليصه من المدسوس عليه والضعيف، لا بد وأن يترجم ذلك الكلام إلى أفعال، فليس الرجعيين فقط هم خصوم التقدم، ولكن من عجب الزمان هو ميلاد جيل من التقدميين لا هم لهم إلا البصق في الأطباق العامرة، خدمة لأسيادهم ومموليهم من تيارات الإسلام السياسي، وهؤلاء في تقديري أشد خطرا من برهامي والشاطر ومن لف لفهم.
سمعناها مساء الثلاثاء الماضي، بالكاتدرائية المصرية في قداس عيد الميلاد المجيد، سمعناها لحظة دخول الرئيس عبدالفتاح السيسي وأثناء كلمته، كانت زغرودة مصرية خالصة، لا يمكنك مهما بلغت من الاستذكاء أن تفرق بين من أطلقتها هى إمرأة مسلمة أو مسيحية، فالفرح مشاع والعيد للمسيحيين والسلام على الأرض للناس أجمعين.
وبحضور الرئيس إلى الكاتدرائية صار العيد عيدين، الأول بلا منازع ميلاد المسيح عليه السلام والثاني إحياء فكرة المواطنة وتغليب المصرية على الطائفية والمذهبية، هذه هى الرسالة التي أراد السيسي إبلاغها للجميع بعد عقود من التجاهل والتعامي والغرور من مؤسسة الرئاسة للمصريين المسيحيين.
ولأن المحبة الصادقة تنتقل كالكيمياء بين الأطراف فلا تنظروا إلى المحبة التي كشف عنها عبدالفتاح السيسي في الكاتدرائية فهذا ما توقعته منه منذ بروزه على الخارطة السياسية المصرية، ولكن أنظروا إلى المحبة التي كشف عنها شعب الكنيسة بالزغاريد والهتاف والتصفيق له تلك التظاهرة في قداس الميلاد نبعت من قلوب محبة صادقة، تعطي رسالتين، الأولى لشخص السيسي وهو مسلم الديانة ويقول شعب الكنيسة في ذلك هذه هى محبتنا للمسلمين والرسالة الثانية للسيسي الرئيس وهو رمز الدولة المصرية، فقالت هتافات المسيحيين هذه هى وطنيتنا ومحبتنا لمصر الدولة ورمزها هو الرئيس.
وعلى قدر المحبة يكون العتاب، وكلامنا هنا موجه للرئيس ولحكومة مصر، إذا كان الموقف الرسمي للدولة يرى أن الكلام عن حرمانية تهنئة المسيحيين بأعيادهم كلاما فارغا، ولذلك يحضر الرئيس بشخصه لتقديم واجب التهنئة وربط الخيوط بين الجميع كمصريين وفقط، فكيف تسمح ذات الدولة بتمدد الفكر الوهابي والسلفي بطول البلاد وعرضها، ألا يعتبر هذا تناقضا يحتاج التصويب.
أما العتب الثاني وهو ملف مسكوت عنه عشرات السنيين ولم يجرؤ واحد من الرؤساء على مسه، وهو ملف الخط الهمايوني وبناء الكنائس واقتصار التصريح بها على شخص رئيس الجمهورية وحده، وأنا أعتبر أن هذا الملف هو واحد من ملفات العار التاريخي، فهل من المعقول بعد ثورات وإنترنت وفضائيات وشعب يهتف من الإسكندرية إلى أسوان "عيش حرية عدالة إجتماعية" وبعد تفويض ودستور وتصويت كاسح لعبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، مازال ترميم دورة مياة بكنيسة يثير فتنة وقتلى، ومازال مسيحيون في مراكز ومدن وقرى يختفون وقت صلاتهم بأحد البيوت لتنفجر الأحداث بعدها قتلاً وحرقا، هل هذا من المعقول في بلد يقول دستورها أنه يكفلُ حرية العقيدة وممارستَها لكل المصريين.
على كل حال لا نود إفساد فرحة المسلميين قبل المسيحيين بزيارة السيسي للكاتدرائية، ولكننا نود تعميق الفرحة بمصريتنا جميعاً، كما نود وبشكل سياسي أتكلم قطع الطريق تماما على أية أفكار رجعية، فالرئيس الذي وقف في المولد النبوي الشريف وأمام جمع من مشايخ الأزهر ليقول لهم أنه صار لزاما علينا تنقية الفكر الإسلامي وتخليصه من المدسوس عليه والضعيف، لا بد وأن يترجم ذلك الكلام إلى أفعال، فليس الرجعيين فقط هم خصوم التقدم، ولكن من عجب الزمان هو ميلاد جيل من التقدميين لا هم لهم إلا البصق في الأطباق العامرة، خدمة لأسيادهم ومموليهم من تيارات الإسلام السياسي، وهؤلاء في تقديري أشد خطرا من برهامي والشاطر ومن لف لفهم.