الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حقن الدماء فريضة الوقت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

§ عبادة الله هي الغاية العظمى من خلق الإنسان “,” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ “,”.. ولكل وقت عبادته وطاعته، التي يسميها بعض الفقهاء “,”واجب الوقت“,”.. وهذا يختلف من وقت لآخر.. ومن شخص لآخر.
§ فالعبادة في أيام العيد هي الفرحة والسرور وصلة الرحم والتواصل الإنساني مع الآخرين وبث الألفة في المجتمع كله.. فمن أراد طلب العلم أو التفرغ للعبادة أو انعزل عن الناس أو عبس وحزن واكتأب في العيد؛ فقد ضيع عبادة وقته ولم يعرف واجب زمنه.
§ وواجب الوقت في ليالي العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف في المسجد وكثرة قيام الليل وذكر الله والدعاء وقراءة القرآن.
§ وواجب الوقت أثناء الحج هي كثرة ذكر الله مع أداء المناسك.. ولذلك لا يسن للحاج كثرة الصلاة.. ولا يسن له الصيام في الحج.
§ فمن حكمة الله البالغة أن منع الحاج من صوم يوم عرفة؛ ليتفرغ لأداء مناسك الحج الشاقة، ولا يعوقه ذلك عن واجب وقته.
§ وواجب الوقت أثناء العدوان الخارجي على الأمة هو الاصطفاف جميعًا للدفاع عن الأمة.. فمن انشغل وقتها بعلم أو عبادة مسنونة فقد ضيع الواجب وقصَّر في عبودية زمانه.
§ وواجب الوقت يوم عرفة لغير الحاج أن يصوم هذا اليوم.. وأن يكثر من ذكر الله فيه.
§ وواجب الوقت عند حضور الضيف هو مؤانسته ومجالسته وإكرامه وعدم الانشغال عنه بنفل من النوافل أو سنة من السنن فـ “,”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه“,”.
§ والسؤال المطروح الآن بقوة أمام الجميع: ما هو واجب الوقت في هذه الأيام؟
§ وأرى أن واجب الوقت الآن هو حقن دماء المصريين، والوصول إلى صيغة للتعايش السلمي بين الأطياف السياسية المصرية، ومشاركة الجميع في الحكم دون إقصاء لأحد.
§ فحقن الدماء هو الذي أوصل سيدنا الحسن إلى درجة السيادة في الدنيا والدين والآخرة: “,”إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين“,”.
§ والأصل في كل الدماء العصمة، ولا يزول هذا الأصل العظيم إلا بدليل أوضح من نور الشمس.
§ وقد جعل الفقهاء العظام حفظ النفس من أهم الضرورات الخمس.. لأن إراقة الدماء هي كالمتوالية الهندسية.. فالنقطة الأولى تتحول إلى 2 ثم إلى 4 فـ8، فـ16، وهكذا.. ولعل هذا يفسر قول النبي “,”صلى الله عليه وسلم“,”: “,”ما من قتيل يقتل على الأرض ظلمًا إلا وكان على ابن آدم الأول كفل منه (أي نصيب منه)؛ لأنه أول من سن القتل“,”.
§ ولعل هذا يفسر أيضاً قوله تعالى: “,” مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا“,”.
§ فالإسلام وكل الأديان جاءت لحقن الدماء.. وجعلت من يقتل نفسًا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعًا.. وجاءت بفلسفة “,”الإحياء“,”.. “,” وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا“,” .. فكل من حقن دمًا معصومًا فكأنما أحيا الناس جميعًا.
§ ويؤسفني أنه أريق من الدماء في شهر رمضان أكثر مما أريق في غيره من الشهور؛ وذلك من أجل مناصب زائلة وكراسي فانية وصراعات سياسية تافهة لا وزن لها عند الله.
§ فإلي كل من يشرع في إراقة دم أخيه، سواء كان ضابطًا أو جنديًّا أو إسلاميًّا، أو أي إنسان في القاهرة أو في الإسكندرية أو في سيناء أو أي مكان، أن يتوقف لحظة ويقرأ الحديث الصحيح عن ابن عمر: “,”ما يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دمًا حرامًا“,”.
§ وعلى كل من يشرع في قتل أخيه بأي حجة أن يتذكر ابنه الصغير أو شقيقه فيحجم عن فعلته. . “,” تعبدوا ربكم بحقن الدماء“,”.. وتذكروا “,”أنها عبادة الوقت.. وواجب هذا الزمان“,”.. وأكبر الطاعات في هذه الأيام في بلاد لم تكن تعرف سفك الدماء وكانت تعرف بالصفح والتسامح.. فأصبحت الدماء تراق فيها كل يوم ومن أجل أتفه الأسباب.
§ حقن الدماء مسئولية الجميع بلا استثناء، ولكن المسئولية الأكبر دومًا تقع على من بيده زمام الأمور وقيادة البلاد والعباد.
§ حقن الدماء اليوم أولى من قيام الليل وصيام النوافل أو طلب العلم وبذله.. لأنه ببساطة “,”فرض الوقت“,”.
§ فهل تنهض طائفة لتضحي بجاهها من أجل حقن الدماء المصرية وتتحمل الأذى الذي سيلحق بها من كثير من السفهاء الذين سيشتمونها منذ بداية عملها وحتى نهاية حياتها زورًا وبهتانًا؟
§ أين من يبذل جاهه لكي تمر الأزمة بسلام وتنهض مصر من كبوتها.. أم أنه لا بد لنا من وسطاء أجانب كي يحلوا لنا مشاكلنا ويضعوا للجميع الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء؟