أثبت عبد الفتاح السيسي أنه طرازٌ فريد من الرؤساء المصريين الذين سيذكرهم التاريخ المصري، وسيُسَطِر سيرتهم بحروفٍ من نور؛ ليس لأنه أفنى زهرة شبابه مرتدياً البدلة الميري جندياً مقاتلاً يزود عن بلاده ضد الأعداء، مدافعاً عن مصر والأمة العربية، ليس لأنه كان مديراً للمخابرات الحربية يرصد على مدار الساعات الأربع والعشرين يومياً ما يُحاك لهذا الوطن من مؤمرات تستهدف قِوام الجيش المصري ومحاولة تفكيكه من قِبل فصائل لا دين لها ولاضمير ولا وطن، ليس لأنه كان وزيراً للدفاع قاد دفة الجيش وسط أمواج عاتية ليبعده كرُبَانٍ ماهر عن أتون السياسة ليعيده ثانيةً إلى مهنيته واحترافيته من خلال الإعداد والتدريب ليظل أقوى جيش في المنطقة العربية وأحد أقوى الجيوش على مستوى العالم، ليس لأنه القائد المُخَلِص الذي أنقذ هذا الوطن من السقوط في براثن جماعة الإخوان وانحاز إلى جانب هذا الشعب الرافض لحكم الجماعة الفاشلة، ليس لأنه الرئيس المنتخب بأغلبية غير مسبوقة على مدار الانتخابات الرئاسية التنافسية على مستوى مصر ودول عديدة أخرى، ليس لأنه الرئيس الذي بدأ مرحلة جديدة من العمل الوطني وألهم حماس الشعب المصري بمشروعات قومية كبرى من بينها مشروع قناة السويس الجديدة.
وإذا لم يكن عبد الفتاح السيسي طرازاً فريداً من الرؤساء المصريين لهذا كله.. فَعَلامَ سيذكره التاريخ.
إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أن التاريخ قبل أن يسوق ما ذكرته سلفاً، سيذكر للسيسي الإنجاز الأهم على الإطلاق: سيذكر أنه كان رئيساً لكل المصريين كما لم يكن رئيسٌ من قبله، وخاصةً أنه جاء بعد رئيس معزول كاد أن يفتت المصريين شيعاً وأحزاباً ومذاهبَ وفصائلَ يذيق بعضها بأس بعض. لقد أذهلنا الرئيس عبد الفتاح السيسي ليلة أمس مسلمين ومسيحيين عندما توجه إلى الكاتدرائية بالعباسية لكي يقدم التهنئة للبابا تواضروس والإخوة الأقباط الأرثوذكس بمناسبة عيد الميلاد المجيد رغم أن وعثاء السفر لم تكد تفارقه بعد عودته من دولة الكويت الشقيقة، ورغم أنه أرسل كبير الياوران ليقدم التهنئة نيابة عنه إلى الإخوة الأقباط، لقد نسى الرئيس كل ذلك وتجاهل المراسم والبروتوكول، كما تناسى التعب ومشقة السفر الذي عاد منه قل من ساعات معدودة.. لماذا؟، لأنه رئيسُ لكل المصريين دون تصنع أو تكلف. وليس أدل على ذلك سوى اللقاء الحميم الذي كان يملؤه الحب بينه وبين الإخوة الأقباط من شعب مصر العظيم.. إن مايخرج من القلب يصل إلى القلب دون تفكير أو حسابات.
ليس هذا فقط بل لو عدنا بالذاكرة قليلاً قبل سفر الرئيس إلى دولة الكويت الشقيقة لوجدنا الرئيس نفسه حرص أن يتقدم بالتهنئة لكل المسلمين من أبناء هذا الشعب بمناسبة المولد النبوي الشريف، مشدداً بالتأسي بتسامح النبي الخاتم، ومجدداً دعوته بتجديد الخطاب الديني البعيد عن التطرف والغلو، والذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، وداعياً إلى ثورة دينية تعيد الدين الإسلامي إلى سماحته وانفتاحه على العالم أجمع، وعدم تأويل النصوص بفكر يتسم بالضيق والمحدودية حتى لا نُلصق بالإسلام بما ليس فيه.
وفى إشارة أخرى لا تقل دلالة على أن هذا الرجل رئيسٌ لكل المصريين أنه يصر مراراً وتكراراً على عدم تأسيس حزبٍ سياسي رغم محاولة البعض إقناعه بذلك بحجة أن هذا الحزب سيكون ظهيرا شعبيا له، إلا أن الرئيس أراد – بكل قناعة – ألا يكون رئيساً لحزب أى لفئة دون أخرى من المصريين، لأن ذلك سوف يجعله رئيساً لتلك الفئة ذات المصالح، بما يؤدي إلى انكماش شعبيته لدى سائر المصريين الذين لن يكونوا أعضاءً في هذا الحزب. إن السيسي ليس مبارك، فليهدأ المصريون بالاً، وليهنأ المصريون جميعاً برئيسٍ ليس له حزب أو جماعة مصالح تتحلق حوله.
كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس له بِطَانة كما ذكر في حواره اللافت مع رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية، وهو ما يعني أن قراره لا يمليه عليه أحد وفق مصالحه وأهوائه، كما أكد أنه لن يسمح لأي مسئول بتجاوز اختصاصاته، وأن المواطن مش ناقص هموم، وأن أكثر مايغضبه هو الإساءة للمواطن بدلاً من تقديم يد المساعدة له.
وفي النهاية أقول: إنه إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أثبت أنه رئيسٌ لكل المصريين، فالمصريون سوف يردون الجميل للرئيس، وسوف يصبحون هم كلُ رجال الرئيس.
وإذا لم يكن عبد الفتاح السيسي طرازاً فريداً من الرؤساء المصريين لهذا كله.. فَعَلامَ سيذكره التاريخ.
إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أن التاريخ قبل أن يسوق ما ذكرته سلفاً، سيذكر للسيسي الإنجاز الأهم على الإطلاق: سيذكر أنه كان رئيساً لكل المصريين كما لم يكن رئيسٌ من قبله، وخاصةً أنه جاء بعد رئيس معزول كاد أن يفتت المصريين شيعاً وأحزاباً ومذاهبَ وفصائلَ يذيق بعضها بأس بعض. لقد أذهلنا الرئيس عبد الفتاح السيسي ليلة أمس مسلمين ومسيحيين عندما توجه إلى الكاتدرائية بالعباسية لكي يقدم التهنئة للبابا تواضروس والإخوة الأقباط الأرثوذكس بمناسبة عيد الميلاد المجيد رغم أن وعثاء السفر لم تكد تفارقه بعد عودته من دولة الكويت الشقيقة، ورغم أنه أرسل كبير الياوران ليقدم التهنئة نيابة عنه إلى الإخوة الأقباط، لقد نسى الرئيس كل ذلك وتجاهل المراسم والبروتوكول، كما تناسى التعب ومشقة السفر الذي عاد منه قل من ساعات معدودة.. لماذا؟، لأنه رئيسُ لكل المصريين دون تصنع أو تكلف. وليس أدل على ذلك سوى اللقاء الحميم الذي كان يملؤه الحب بينه وبين الإخوة الأقباط من شعب مصر العظيم.. إن مايخرج من القلب يصل إلى القلب دون تفكير أو حسابات.
ليس هذا فقط بل لو عدنا بالذاكرة قليلاً قبل سفر الرئيس إلى دولة الكويت الشقيقة لوجدنا الرئيس نفسه حرص أن يتقدم بالتهنئة لكل المسلمين من أبناء هذا الشعب بمناسبة المولد النبوي الشريف، مشدداً بالتأسي بتسامح النبي الخاتم، ومجدداً دعوته بتجديد الخطاب الديني البعيد عن التطرف والغلو، والذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، وداعياً إلى ثورة دينية تعيد الدين الإسلامي إلى سماحته وانفتاحه على العالم أجمع، وعدم تأويل النصوص بفكر يتسم بالضيق والمحدودية حتى لا نُلصق بالإسلام بما ليس فيه.
وفى إشارة أخرى لا تقل دلالة على أن هذا الرجل رئيسٌ لكل المصريين أنه يصر مراراً وتكراراً على عدم تأسيس حزبٍ سياسي رغم محاولة البعض إقناعه بذلك بحجة أن هذا الحزب سيكون ظهيرا شعبيا له، إلا أن الرئيس أراد – بكل قناعة – ألا يكون رئيساً لحزب أى لفئة دون أخرى من المصريين، لأن ذلك سوف يجعله رئيساً لتلك الفئة ذات المصالح، بما يؤدي إلى انكماش شعبيته لدى سائر المصريين الذين لن يكونوا أعضاءً في هذا الحزب. إن السيسي ليس مبارك، فليهدأ المصريون بالاً، وليهنأ المصريون جميعاً برئيسٍ ليس له حزب أو جماعة مصالح تتحلق حوله.
كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس له بِطَانة كما ذكر في حواره اللافت مع رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية، وهو ما يعني أن قراره لا يمليه عليه أحد وفق مصالحه وأهوائه، كما أكد أنه لن يسمح لأي مسئول بتجاوز اختصاصاته، وأن المواطن مش ناقص هموم، وأن أكثر مايغضبه هو الإساءة للمواطن بدلاً من تقديم يد المساعدة له.
وفي النهاية أقول: إنه إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أثبت أنه رئيسٌ لكل المصريين، فالمصريون سوف يردون الجميل للرئيس، وسوف يصبحون هم كلُ رجال الرئيس.