الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خطأ الأستاذ شعبان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكأنه مجمع مدارس وجد لأجلي لألتحق بمدرسة تلو الأخرى، في المرحلة الابتدائية كنت في مدرسة الشهداء، وبعد إتمام المرحلة الابتدائية التحقت بمدرسة إسكان ناصر الملاصقة لمدرسة الشهداء أيضا، إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية انتقلت إلى مدرسة في منطقة العباسية.
وشكلت المرحلة الإعدادية جزءًا كبيرًا من ذاكرتي، وأتذكر الأستاذ شعبان مدرس اللغة العربية في طابور الصباح وهو مشرف على كلمة اليوم.
وتذكرت كلماته الدائمة لمدة ٣ سنوات وهي المرحلة الإعدادية يوم الاحتفال بالمولد النبوي وهو يقول لنا من هو المسلم؟  أَنّ النَّبِيَّ قال: "الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، وكان هذا هو فهمي للمسلم، ولا أنكر أنني تعاملت بيقين أن هذا هو المسلم، وفي السبعينيات عندما ملك السادات الرئيس "المؤمن" الجماعات الدينية مصر وزمانها فسعوا في الأرض فسادا إلى أن جازوه جزاء سينمار ورايت، وشاهدت قتلى الأقباط، وحرق بيوت، وأعمال سرقة ونهب في أحداث الزاوية الحمراء، علاوة على مبدأ الاستحلال للشيخ الضرير مفتى تنظيم الجهاد "الإفتاء بحق المؤمنين من جماعات الجهاد في سرقة مال الأقباط خاصة محلات الذهب وقتلهم... ولسان حالي هل هؤلاء مسلمين! إلى أن رأيت أحداث الإخوان والسلفيين إبان الثورة وبعدها وهدم كنائس وسرقة بيوت ومحلات.
وآخر المطاف لم تتوقف الجماعات المؤمنة بخطف الفتيات بل أصبح خطف الرجال مصدر ربح لهم، أحاول جاهدا أن أذكر أن هؤلاء ليسوا مسلمين.. ورأيت أعمال أهل الإيمان في مصر قتل ٦، حرق ونهب ٩٧٠ منزلا، سرقة ٣٧ صيدلية، وتدمير 3 فنادق عائمة إلخ، وأحاول جاهدا إنكار إسلام هؤلاء حسب اعتقادي من كلمات الأستاذ شعبان.
إلى أن ظهرت داعش ورأيت أعمالهم التي تتضاءل أمامهم أعمال أعتى الشياطين فجرا وكفرا، وشاهدت أعمال الذبح والنحر وسط التكبير وهم يحملون أعلامهم السوداء وعليها الشهادتان، وشاهدت مئات من الشباب يرقدون على صدورهم ويديهم خلفهم وأهل الإيمان يفرحون ويلهون بتفريغ رشاشاتهم في رؤسائهم وسط التكبير، وأعلامهم ترفرف وسط أرواح تزهق ودماء تهرق!
وعرف العالم أعمال داعش فهم يذبحون وهم يرفعون أعلامهم وعليها الشهادتان، ويغتصبون الفتيات والصغيرات وهم يرفعون أعلامهم أيضا، ويقومون بأعمال النخاسة للسيدات والبنات وسط أعلامهم!، وشاهدت مئات الآلاف من كل الطوائف هاربين بحياتهم من المسلمين الدواعش.
وآخر المطاف تصريح شيخ الأزهر أنهم لا يكفرون لأنهم نطقوا الشهادتين فهم مسلمون، هنا أدركت خطأ الأستاذ شعبان، وعرفت معنى مسلم آخر كنت أشك في وجوده خلال معاناة أهلي الأقباط إلا أنني تأكدت عدم صدق الأستاذ شعبان، فالمسلم ليس من سلم الناس من يده ولسانه بل من نطق الشهادتين، ومهما تضاءلت أمام أعماله أعتى الشياطين قذارة وحقارة وإرهابا.
شكرًا لفضيلة شيخ الأزهر الذى أنار عقولنا بمفهوم آخر عن المسلم كنا نتردد في تصديقه، ونشك في وجوده وسط آلام أهلي الأقباط، وتأكد لنا بأعمال داعش والإخوان وأنصار الإسلام وأنصار بيت المقدس في "سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن ولبنان والجزائر.
فكلمات فضيلة شيخ الأزهر كأكبر مرجعية للعالم الإسلامي "الوسطى" لم تؤكد لنا على إسلام تلك المنظمات الإرهابية وليس على خطأ الأستاذ شعبان، بل إنما أكد لنا أن داعش إنتاج محلي.