السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

غباء العم سام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
“,”لا يكفي أن تمتلك عقلا جيدا بل المهم استخدامه بشكل جيد“,” ديكارت.
أخطاء تلو الأخطاء.. هي بنفسها تتكرر.. ولكنه لم يتعلم! إنه العم سام.
لم يتعلم من الماضي ولا الحاضر بل بغباء شديد يحاول تدمير المستقبل، معتقدًا أن مؤخرته في مأمن، بينما الواقع والتجربة أكدت أنه أول من عانى وخاض تجارب أليمة راح ضحيتها آلاف الأرواح من شبابه ولم يحصد سوى الكراهية والحقد والعار.. ولعنات الشعوب.
ومن كوارث وخطايا العم سام العجيبة أنه هو الأب المؤسس لطالبان والذي موّلها كجماعات أيديولوجية لضرب روسيا فحصد ما زرعه في عقر داره عام 2001 في غزوة مانهاتن التي راح ضحيتها 3000 إنسان.
أسس العم سام جماعة الإخوان في الإسماعيلية لضرب الملك واحتضنت الجماعات الراديكالية والمتطرفين في بلاد الشرق فوقف العديد منهم قائلًا بتبجح: سوف نتبول على قصر برمنجهام وعلى الملكة وسوف نرفع رايات القاعدة والجهاد على القصر، وأخيرا ذُبح أحد ظباهم في عقر دارهم وترك طفلة ذات عامين.
احتضنتهم ألمانيا وعلّمتهم فردوا الجميل للمدينة ودخلت التاريخ لتصبح مقرا لخلية هامبورج التي خططت لغزوة مانهاتن عام 2001.
ساعدتهم وموّلتهم ليبيا فكان رد الجميل قتل سفيرهم في ليبيا والتمثيل بجثته! واعترف العم سام على لسان وزير خارجيته مسز كلينتون قائلًا “,”لقد ساعدناهم ومولّناهم بأموال وأسلحة...“,” وكان رد الجميل ليس بالقتل فقط بل بالتمثيل بالجثث.
“,”لقد ساعدناهم وملّكنا أحد رجالنا على حكم مصر فماذا كانت النتيجة.. التنسيق لقتل السفير الأمريكي في ليبيا تم التخطيط له في مكتب الشاطر نفسه“,”.
إسرائيل أسست حماس لتقسيم الوحدة الفلسطينية الموحدة تحت راية منظمة فتح، وأمريكا أوجدت طالبان، وبريطانيا أسست الجماعة، كلها تيارات دينية اكتوى بنارها من أسسها ومن عضّدها.
بغباء العم سام أيضا احتضن الإخوان ومكّنهم من مصر بتمويل أكثر من 3 مليارات من الدولارات معتقدا أنه في مأمن.. لكنه لم يتعلم من الماضي ولا الحاضر، فخُطَط الإخوان لضرب المنطقة أرادوا بها إشعال حرب مقدسة بين الشيعة والسنة، لا تهمهم الأقليات الدينية ولا العرقية، همهم الأوحد ترويض الأفعى بأفعى كامنة في سفاراتهم غير عالمين بأنهم أول من عانوا وفقدوا مصداقيتهم لدى شعوب المنطقة.
لقد أصبح العم سام راعيًا للإرهاب ومعضدًا للجماعات الإرهابية وفقد مكانته الأخلاقية في المنطقة.. وربما سيحل من هو خير منه ولم يتعلم بعد.
اعتقد العم سام باحتضانه للأفعى أنه في مأمن وأنه لن يتجرع السم الذي صنعه، ولم يعرف أنه بتسليحه للجماعات الراديكالية والتي سلّطها سوطا على شعوبها سوف يلسع ظهره. لم يتعلم من حرق مدنه وهدم ناطحاته ولم يفهم... والأسوأ قادم لا محالة.. لأن هذا الوحش الذي أنّ بالأمس صنيعة العم سام لا يرتوي مهما شرب من دماء، وحينما تجفّ الدماء في الشرق سوف يوجه بوصلته إليه.. وهو قد فعلها سابقًا وللأسف لم يتعظ العم سام.