الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإصرار الأميركي على بقاء "الإخوان"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من نافلة القول أن نكرر أن تنظيم “,”الإخوان المسلمين“,” خارج مصر وداخلها هو أداة أميركية، مثله مثل كل تنظيمات الإسلام السياسي من القاعدة وطالبان والجهاد وغيرها، وربما ما يحدث في مصر على مدى الأيام الماضية يزيل الشك لدى أي متشكك في هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس.
جماعة “,”الإخوان“,” في مصر من أهم التنظيمات التي تستخدمها واشنطن وحلفاؤها، وأهميتها ترجع لوجودها في بلد مثل مصر له أهميته الاستراتيجية في المنطقة، ونهوض هذه الجماعة في مصر واستيلاؤها على السلطة فيها، أعطى دفعة قوية لتنظيمات “,”الإخوان“,” في باقي دول المنطقة، وسقوطها يعني بالتالي إحباطا كبيرا ودحرا لهذه التنظيمات في الدول التي تعمل فيها.
لقد سبق أن قلنا إن الأميركيين أخطأوا خطأ كبيرا بدفع الإخوان للاستيلاء على السلطة في مصر بعد ثورة 25 يناير، وهي تعلم جيدا أنهم غير مؤهلين للحكم ولم تعدهم هي لهذه المهمة الصعبة، فمهمة تنظيم الإخوان ليست الاستيلاء على الحكم، كما يتصور البعض، بل مهمته أن يكون وسيلة ضغط على الأنظمة الحاكمة. ك
ثافة زيارات المسؤولين الأميركيين لمصر الآن، الهدف الرئيسي منها هو تصحيح الخطأ السابق وإعادة تنظيم الإخوان لمهمته الأصلية، وهي أن يظل ورقة ضغط على النظام الحاكم في مصر، هذه المهمة التي يرى الأميركيون أنها باتت الآن ملحة وضرورية أكثر بكثير عن ذي قبل، خاصة مع نهوض المؤسسة العسكرية المصرية.
ومع موجة الغضب الشعبي على الأميركيين، ومع الدعم العربي الكبير من دول مثل الإمارات والسعودية والكويت للتغيرات التي تحدث في مصر، الأمر الذي ينبئ بعودة مصر لممارسة دورها العربي والإقليمي، مما يشكل تهديدا للهيمنة الأميركية في المنطقة.
الأميركان يعلمون جيدا أن “,”الإخوان“,” في مصر لن يعودوا للسلطة، لا بالانتخابات ولا بغيرها، وما يفعلونه الآن من ممارسات إرهابية في سيناء وداخل مصر لا يقلق الأميركيين كثيرا، بل على العكس، هم لا يريدونهم أن يعودوا لممارسة العمل السياسي فقط، فقد ساءت سمعتهم تماما وثبت فشلهم الذريع في ممارسة العمل السياسي، وإذا عادوا لما كانوا عليه قبل ثورة 25 يناير فسيكونون ضعفاء، ولن يكون لهم تأثير قوي على الساحة بعد أن تراجعت شعبيتهم كثيرا وتلطخت أياديهم بدماء المصريين.
ولهذا تسعى واشنطن لإعادتهم للساحة السياسية ليمارسوا العمل السياسي علنا والنشاط الإرهابي سرا، وفي الحالتين سيكونون ورقة ضغط قوية لواشنطن على السلطة المصرية، بل سيكونون أقوى من ذي قبل لأنهم سيعوضون تراجعهم السياسي بتقدمهم الإرهابي.
واشنطن لن تتنازل عن ورقة الإخوان، لأنها ببساطة ليس لديها غيرها في مصر وفي دول عربية أخرى، والسلفيون لا يصلحون كبديل لأنهم أقل تنظيما وتبعية للخارج، وأكثر تدينا ووطنية من الإخوان، الأمر الذي ترفضه واشنطن تماما.
البيان الاماراتية