الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإسماعيلية تنتظر "حركة" المحافظين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بحكم عملي الصحفي كنت أتابع منذ مدة طويلة علاقة المحافظين بأبناء محافظاتهم، وألمح عن قرب تفاعل الناس مع المحافظ المجتهد ونفورهم من المتغطرس الفاسد، أو المتعالي الذي لا يشعر بمشاكل الناس ولا يسعى لحلها، وفي كثير من المحافظات نلحظ حاليًا حالة من الاحتقان بين بعض المحافظين والشارع، وهو أمر يمكن تفسيره بأن الاختيارات العاجلة للمحافظين بعد 30 يونيو لم تراع المزاج الثوري الشعبي وتوقعات التغيير الكبيرة لدى المواطنين، والتي لم يكن المحافظون على مستواها إطلاقًا فحدثت الفجوة، لكن على أى حال فالبكاء على اللبن المسكوب لا يجدي، والأيام المقبلة تحتاج تكثيف الزمن وتضافر الجهد وتناغم الرؤية والمنهج بين المحافظ والمواطن.
الإسماعيلية التي أنتمي لها مدينة طموحة وإلى جانب ما قدمته من عطاء وتضحية وشهداء طوال سنوات الحروب مع إسرائيل، فإن المدينة منذ الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات كانت رمزًا للجمال والنظافة في مصر قبل أن تتحول كثير من شوارعها طوال الأعوام الماضية إلى بؤر لأكوام قمامة لا تختفي أبدًا وشوارع دمرتها مشاريع وأنفاق قيد العمل ولم تتم منذ سنوات، إضافة إلى فتح الباب على مصراعيه لعشوائية لا تصدق في البناء تزامن معها عمليات هدم على أوسع نطاق لمجموعة من أجمل الأحياء والمباني السكنية، ومع مجيء محافظها الحالي كانت توقعات الناس كبيرة في الإسماعيلية، لكن كل ما جد هو أن المشاكل الموجودة ازاددت واستفحلت أكثر.
ومؤخرًا كان للإسماعيلية شرف أن تكون إحدى المدن الأساسية في مشروع قناة السويس وبناء الإسماعيلية الجديدة، فإذا كان رئيس الجمهورية ينظر للإسماعيلية كأمل مهم في عملية التنمية وعملية بناء المستقبل، فلا أقل من محافظ يفهم هذا المعنى ويجاري الرئيس في ذلك الطموح، مستندًا على محبة ودعم أبناء المحافظة، أما أن يكون إصبع محافظ الإسماعيلية هو حكاية الصحف بعد واقعة شهيرة كان بطلها اللواء القصاص محافظ الإسماعيلية الحالي، فهو أمر يدعو للعجب، فكيف لمحافظة طموحة بحجم أحلام الوطن يختصم فيها المحافظ القوى السياسية والتيارات الشعبية ورموز المثقفين، ونفس الواقع الذي تشهده الإسماعيلية يتواجد هناك في بورسعيد، حيث تحدث معي كثيرون من الذين أثق في رأيهم، وأشاروا إلى نفس الحالة من الاحتقان تجاه المحافظ.
كان لدينا نماذج كثيرة مبهرة شغلت ذلك الموقع وصارت علامة في تاريخ المحافظات التي خدموا بها، وأتمنى ألا أكون على خطأ إذا ذكرت اسم عادل لبيب في قنا، والمحجوب في الإسكندرية، وأحمد جويلي وعبدالمنعم عمارة في الإسماعيلية، لذا لن يطمئن الناس في المحافظات القلقة مثل بورسعيد والإسماعيلية إلا إذا جاء لهم بالفعل محافظ يهتدي بسيرة لبيب والمحجوب وجويلي وعمارة، لن يطمئن الناس إلا إذا جاء لهم محافظ يليق بهم وبنضالهم وبأحلامهم، حتى يمكن غلق الصفحة والانطلاق مع التغيير القادم بكل جدية ونوايا حسنة.
وبينما تدور هذه الأيام حكايات عن تغيير وزاري محدود مصحوب بحركة محافظين محدودة أيضًا، فأرى واجبًا علىّ أن أضع كلمة "حركة" بين علامتي تنصيص، وذلك لمدلولها الشعبي بين أبناء البلد بأن "حركة" من الممكن أن تكون خدعة أو مقلب أو هزار سخيف، وإذا أرادت حكومة المهندس إبراهيم محلب أن يكون التغيير مجرد "حركة"، فالمؤكد هو أن تلك الحركة ستكون "مفقوسة" وسيكتشفها الناس أسرع ما تتخيل الحكومة، وكالعادة ستتم إضاعة الوقت في خصومات نحن في غنى عنها، فالمستقبل لا يستوعب المترددين، ومعايير الكفاءة وحسن السمعة والخبرة والوطنية والالتزام والجدية لم تعد ترفًا ولكنها باتت ضرورة من أجل مصر التي نريدها.