السبت 12 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

صفقات منتصف الليل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكره الخطوط المتعرجة . أتوه فى انحناءاتها وأنزعج بالتفافاتها ، وأؤمن أن الطريق المباشر هو أقرب الطرق لطرح أى حل سياسى لأى أزمة أو مشكلة .
صفقات الليل دائما خاسرة . يخسر الوطن والمواطن لأنهما لا يُخيرا . لا يطلعا على القرار فيؤيدانه أو يرفضانه . فى المساء وصل وفد الكونجرس الامريكى إلى سجن العقرب ففتحت الابواب وخرج نائب المرشد منتفخا ليتفاوض ويتناقش مع الوفد الامريكى .
لم نسأل أنفسنا بأى حق ؟ وبأى صفة ؟ إن هو الا سجين جنائى متهم بالتحريض على القتل . ليس معتقلا سياسيا ، ولا رجل صاحب رأى مختلف . إنه ضلع رئيسى فى جريمة ضد الوطن وضد أمنه واستقراره .
لا أجد مبررا ، ولا منطقا يسمح بمخالفة قواعد السجون ليفتح باب زنزانة متهم ليلا . لا أقبل انتهاك كرامة بلادى التى صاغها شعب عظيم أسقط حكاما مستبدين غير جديرين بها . لا أرضى أن تتكرر زيارات سياح السياسة الأجانب لآثار الظلام فى بلادى ولو كانت اللافتة هى المصالحة .
ما جرى عكس طموحاتنا وأحلامنا . ضد استقلالنا وكرامتنا الوطنية . ضد 30 يونيو عندما خرج الشعب معلنا حقه فى اقرار مصير مصر . ضد وقفة السيسى كالأسد الهصور هاتفا لا تصالح مع الارهاب . ضد الكراهية الشعبية التى ولدت تلقائيا فى نفوس الملايين تجاه سماسرة وتجار الدين . ضد قرارات القضاء الصادرة لملاحقة ومتابعة قيادات الاخوان الداعية والقائلة بالعنف علنا .
ضد نشيد بلادى الذى يردده الصبية كل يوم فى طوابير الصباح المدرسية . ضد عرّق الفلاحين الغلابة وهم يحرثون تراب مصر . ضد شاى العصارى ، وزقزقة العصافير ، ونسائم الصباح ، وتراتيل القرآن فى رمضان ، واغانى الأطفال ، وأجراس الكنائس .
ضد تضحيات أحمد عرابى ، وصلابة سعد زغلول ، وفدائية عزيز المصرى ، ووطنية مصطفى النحاس ، وعزة نفس جمال عبد الناصر .
زيارة الليل استفزت مشاعرنا واستباحت كبريائنا وأربكت ثقتنا فى مصر الجديدة التى كلما تفاءلنا صدمتنا تقلباتها . الزيارة خطأ وخطيئة وسقطة ورصاصة طائشة لا معنى لها . لا بيرنز ولا جراهام ولا حتى من أرسلهما عانى مثلما عانينا ، وخدع مثلما خدعنا ، ودفع ضريبة الدم مثلما دفعنا .
لا تصح الزيارة ولا تصح صفقات الليل واتفاقات الغرف المغلقة ، فالشعب من حقه أن يعرف وأن يقرر وأن يوافق أو يرفض . إننى لا أجد كرامة لمصالحة وطنية بوساطة أمريكية أو أوروبية أو تركية ، ومالم تكن المصالحة مصرية خالصة ، نابعة من ارادة الشعب ، متفق ومتوافق عليها ، فلا مرحبا بها . والله أعلم