الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..الدرس الذي لم يتعلمه وزير الداخلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أبغض من الظلمة أعوانهم..
وأسوأ من الطغاة ذيولهم..
وأفسد من المستبدين أبواقهم..
ينسكب الدم على أسفلت شوارعنا ساخنًا يعلن العصيان.. قتلى بالعشرات في تظاهرات غاضبة وكأن لا ثورة ولا تغيير.. بنفس منطق حبيب العادلي، وغيره من خدم الطغاة، يدير اللواء محمد إبراهيم وزارة الداخلية المصرية.
لم تتغير الفلسفة، ولم تتبدل العقلية، ولم تختلف أدوات القمع وأساليب المواجهة، وكانت النتيجة مثلما جرى في ثورة يناير: سقوط قتلى ومصابين.
يسير اللواء محمد إبراهيم على خطى حبيب العادلي حذو النعل بالنعل.. يضغط على رجاله في غير مهامهم الأصيلة بتحقيق الأمن، ويأمرهم بعنف، وينهاهم عن حسن المعاملة، ويتغنى بضبط النفس، مصوّرًا وزارته بالطرف المجني عليه.
قوة مفرطة في التصدي للمتظاهرين، وعنف وسادية في تكسير عظام من يقع بأيديهم من المحتجين، وقنابل غاز متتالية يختنق على أثرها الوقوف لتصعد أرواحهم إلى الله.
يحاول وزير الداخلية تقديم أوراق اعتماده لدى جماعة الإخوان، بعد أن فهم كيف خرج سلفه من الوزارة، كيف استعبدوه، ثم استبعدوه عندما حاول أن يكون وزيرًا لداخلية مصر.
في مذبحة بورسعيد حكى شهود عيان كيف اعتبرت وزارة الداخلية التظاهر أمام السجن بمثابة عدوان عليه، وكانت الأوامر جاهزة بإطلاق الرصاص على الرءوس.
في التحرير كانت التعلميات واضحة بمنع أي تظاهرات للمتظاهرين السلميين للوصول إلى مجلس الشورى، وكأنه قدس الأقداس؛ لذا فقد كان السحل مصير كل من تسوّل له نفسه الوقوف أمامه.
كشر اللواء محمد إبراهيم عن أنيابه، وحاول إثبات أنه قادر على خدمة نظام الحاكم لا الدولة المصرية؛ معتبرًا أن أمن النظام أهم من نظام الأمن، ومتفرغًا لإرهاب الثوار والمطالبين بالقصاص.
لم يقرأ الرجل تاريخ الأمم، لم يعرف قصص الطغاة وخدمهم، لم يتعلم دروس مساعدي الظلمة، ولم يدرس حكايات أعوانهم.
كان الجنرال “,”محمد أوفقير“,” سفّاحًا وطنيًّا في مغرب الستينيات، واختطف معارضين وعذّبهم وأعدمهم، ثم قتله الملك الحسن بنفسه وأصدر بيانًا يدّعي انتحاره.
وكان حمزة البسيوني جلادًا طاغيًّا خدم نظام ناصر، وسام سجناء السايسة والرأي ألوانًا من العذاب غير المحتمل، ولما حدثت الهزيمة ضحوا به في لامبالاة، وسيق إلى السجن، ليخرج منعزلاً مبغوضًا، إلى أن رحل في شماتة الضحايا والناس.
وخدم حسين كامل صهره الديكتاتور صدام حسين بإخلاص عبد، ووفاء كلب.. قَتل، وصَلّب، وأَحرق، وسفح براميل من الدماء في سبيل رضا سيده، ولما هرب من بشاعة المشهد قُتل مع أخيه في منزلهما بالرصاص، دون عرفان بخدمات أو شفاعة بماض.
كان دائمًا وزراء داخلية الأنظمة الفاشية أدوات لقهر الشعوب، وسريعًا ما يتبرأ منهم الحكام عند أي غسيل سمعة، أو عملية إصلاح شكلي لإطالة عمر نظام الحكم.. كانوا أذرع الضرب، وعبيد الحماية، وخدم القهر.. وشطبهم التاريخ، ولعنهم الناس، وظلت أسماء الضحايا محفورة في ضمائر الشعوب إلى الأبد.. والله أعلم.
[email protected]