الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد إعلان تحالف 25/30 ترشيح أبوفجر وأدول لمجلس الشعب المقبل.. المثقفون ينقسمون.. المعارضون: المثقف عالمه الواقعي الورقة والقلم.. والمؤيدون: أصحاب الفكر المستنير الأولى بالجلوس تحت "قبة البرلمان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي تتكالب فيه العديد من الأحزاب والتحالفات والتكتلات على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة"، أعلن أمس تحالف 25/30 الذي يقوده البرلمانى السابق مصطفى الجندى الدفع باثنين من المثقفين والروائيين لخوض الانتخابات والمنافسة على المقاعد الفردية في الانتخابات البرلمانية المقبلة وهما مسعد أبو فجر، وحجاج أدول، أعضاء لجنة الخمسين وكذلك الدكتور أحمد دراج أستاذ الصحافة ومحمد الأشقر منسق حركة كفاية وغيرهم من الشخصيات المحسوبة على الأوساط الثقافية والعلمية والإعلامية.

وهو الأمر الذي فتح من جديد ملف دور المثقفين في الانتخابات المقبلة وهل من اللائق أن يخلو البرلمان المقبل منهم، أم أن دورهم يحتم عليهم أن يكونوا متواجدين بكل قوة.. وما هي فرصهم في الفوز إذا قرروا ترشيح أنفسهم، كل هذه الأسئلة وغيرها دفعتنا لنستطلع آراء المثقفين في هذا الأمر.. 
في البداية قال الفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، إن مشاركة المثقف في البرلمان، شيء إيجابي، فمن الممكن الاستفادة من الفنانين والأدباء والمفكرين في مجلس الشعب، لما يمتلكون من رؤية وفكر يساهم في الارتقاء بالمجتمع المصري.
وأضاف "المليجي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، نتمنى أن يكون للمثقف دور مؤثر في البرلمان، وطرح الأحزاب مرشحين من الأدباء والمفكرين، يساهم بشكل كبير في وجود رؤية واضحة، قادرة على تحقيق الأحلام، مشيرًا إلى أن المثقف دائما يحلم بتحقيق أشياء كثيرة مفيدة للبلاد، ونحتاج إلى تحقيق الأحلام من خلال مشاركة المثقف في البرلمان.
ورفض المليجي، أن توضع كوتة للمثقفين في مجلس الشعب، قائلًا "المثقف ليس مغلوبا على أمره حتى تخصص له كوتة، فهو صاحب فكر وله دور في المجتمع، ومن الممكن أن يقوم مجلس الشعب باختيار أسماء معينة، كمستشارين، والاستفادة منهم في اللجنة الثقافية بالمجلس، فالثقافة لها دور كبير في المجتمع.

كما قالت الروائية الدكتور أمينة زيدان، إن فرصة المثقفين في مجلس الشعب المقبل، ستكون ضعيفة جدًا، وكذلك مشاركتهم ستحظى بنفس الحظ، باستثناء أسماء قليلة، تعد على أصابع اليد الواحدة.
أضافت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن دور المثقف في البرلمان لن يكون فعالا أو مؤثرا، ومن يقوده في العملية الانتخابية، قد تكون قوة رأسمالية أو غيرها من القوى التي لها باع في الانتخابات.
وأوضحت زيدان، أن تخصيص كوتة للمثقفين في البرلمان مسألة غير واردة، فكل من يرغب في المشاركة في البرلمان، سيكون بمجهوده الفردي، وإمكانياته المادية أو مدفوع من قبل قوة سياسية بعينها.
وأشارت إلى أن السلطة لن تتعاطى مع عمل كوتة للمثقف، كما أن المناخ العام لا يساعد على العمل، فالثقافة تعامل على أنها غير ذات أهمية.

ومن جانبها قالت الروائية سلوي بكر إنه لا يوجد ما يسمى ترشح المثقفين لانتخابات مجلس الشعب، لأن من يقوم بتلك الخطوة، مواطن عادي من حقه أن يعلن ترشحه، طالما أنه يشارك في العمل العام.
وأضافت بكر، أن أي شخص شارك في الثورة، وانشغل بالعمل السياسي، هو شخص شارك في عمل عام.
وأوضحت "بكر" أن من حق الأديب مسعد أبوفجر أو غيره الترشح للبرلمان، وخوض العملية الانتخابية أن يقدم عليها كمواطن.

في حين قال الشاعر أحمد الشهاوي: إن البرلمان المصري قديم وراسخ في ليبراليته، حيث إنه أحد أقدم البرلمانات في العالم، ومن أول البرلمانات التي ضمت في أعضائها كتابًا وشعراء وأدباء ومفكرين، جنبًا إلى جنب مع الساسة والوزراء، الذين يشتغلوا بالسياسة.
وأضاف الشهاوي "استمر هذا التقليد إلى يومنا هذا في مصر، رغم أننا رأينا كبار شعراء العالم وكتابه أعضاء في برلمانات بلدانهم، بل تولوا رئاسة الجهورية، ونجحوا في ترسيخ مبدأ الديمقراطية، صحيح أن بعضهم خاصة في أمريكا اللاتينية، ما أن صار رئيسًا حتى بسط ديكتاتوريته على زملائه من السياسيين والشعراء، والتاريخ الحديث ليس بعيدًا عن أعيننا".
وتابع: "أما الترشح للبرلمان، فقد رأينا في الزمن القريب حمدي أحمد، وكمال الطويل، والقائمة طويلة قديمًا وحديثًا، وأنا أعول كثيرًا على المثقفين فيما يكون تحت قبة البرلمان، حارسًا للحق، ومحافظًا على جوهر الديمقراطية، وباحثًا عن الحقيقة، وعارفًا بآلالم وأوجاع الناس".
وأوضح الشهاوي أن ترشح المثقفين للبرلمان ظاهرة لافتة في أن يسهم فصيلًا أساسيًا من المجتمع في بناء المرحلة المقبلة، التي تتطلب عقولًا ترسم سياسات تنهض بمصر من وهدتها التي استمرت طويلًا.
وأشار إلى أن بلدًا بحجم مصر ينبغي أن يكون برلمانها يضرب به المثل في العالم، وليس الوطن العربي فقط، إذ أن مصر عرفها العالم ببرلمانها الذي كان جنبًا إلى جنب مع برلمانات بريطانيا، وفرنسا.


قال الشاعر الجميلي أحمد: إن المثقف إنسان نرجسي وأناني يحب الناس على الورق فقط أو في الخيال وليس واقعيًا على الإطلاق، وأفضل دليل على ما أقول الأصدقاء الذين يتقلدون مناصب في وزارة الثقافة مثلًا، فأسوأ ما يكون المثقف إذا وصل إلى منصب، وخاصة إذا كان هذا المنصب هو البرلمان.
وأضاف الجميلي: "الناس البسيطة تحب الإنسان الواقعي، تحب من يكن معهم على الأرض، والمثقف دائمًا ما يكون في الفضاء، ولو كان للمثقف دور في المشهد العام كان قد ظهر هذا الموقف في ثورة 25 يناير إلا من رحم ربي.
أما الشاعر محمد عبد القوى حسن، مقرر شعبة شعر العامية باتحاد الكُتاب، فقال: "دومًا وأبدًا نشعر أن البرلمان المصري يفتقد إلى شيء مهم جدًا، وهو المثقف بصفة عامة والأدباء بصفه خاصة، وكثيرًا ما يسيطر على البرلمان أصحاب الوجاهة والسلطة والمال، ولكن قلما نجد بالبرلمان المصري مفكرًا أو مثقفًا أو شاعرًا أو أديبًا أو كاتبًا صحفيًا متميزًا".
وأضاف حسن: "مع الأسف الشديد يتضح لنا جليًا فقر البرلمان للوعي وللفكر، وربما يكون هذا الفقر متعمدًا في معظم الأحيان لأرباب السياسة الهزيلة والمنعزلة عن السمو والحضارة، وكثيرًا ما طالبنا بنشر الوعي الثقافي في مصر، وكانت هناك هدية أتت على مائدة نزلت علينا من السماء، ولكن لم نتخذها عيدًا بل أهدرناها، وهي ثورة 25 يناير، ولو أحسنا نشر فكر وثقافة وأيدولوجية الثورة لأصبحنا من الدول العظمى في العالم".
وأوضح: "كثيرًا ما ننادي بأن نحارب الإرهاب بالفكر ليس بالسلاح، ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان هناك ممثلين عن الشعب المصري من المثقفين والأدباء لأنهم هم ضمير الأمة ولسان حال الوطن في أفراحه وأتراحه ومكابداته ومعاناته، فلولا الأدب والثقافة ما عرفنا الطريق إلى المجد، وكل شيء ليس فيه أدب ولا ثقافة تجده هشًا خاويًا من كل أصيل ومتميز، وأرى أن المجلس المقبل به كوته للمرأة ولذوي المتطلبات أو الحاجات الخاصة وللشباب وللمغتربين في الخارج، ولكن لا توجد كوتة للأدباء والشعراء والإعلاميين والمثقفين، لماذا؟".
وتابع: "إنني أطالب بكوتة للمثقفين والأدباء في البرلمان حتى ينصلح حال البلد، فمصر أهل حضارة ورقي، ولن ترتقي إلا بأفكار المفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين.

بينما قال الناقد الفني عصام زكريا: إن المثقفين المصريين لديهم هوى بدور المعارض المغلوب على أمره، المقهور، المنسحب من الساحة اعتراضا أو احتقارا، وفي هذا المناخ غالبا ما يصبح المثقف المشارك في الحياة السياسية محط انتقاد واتهام وتخوين من قبل الجماعة الثقافية. 
وأضاف، لذلك يحتاج الأمر إلى جرأة كبيرة من المثقف الذي يغامر بدخول معترك السياسة، خاصة من خلال انتخابات ومنافسات قد تراق فيها دماء النزاهة والأخلاق، مع ذلك فمن واجب المثقف أن يوظف علمه وفكره لصالح مواطنيه، وأن يسعى لصنع سياسة جديدة وعالم جديد، بدلا من الاكتفاء بالكلام النظري عن المدينة الفاضلة. 
وأضاف زكريا: "أرحب بدخول المثقفين مجال البرلمان، وأتمنى أن ينجحوا وأن يكونوا مثالا طيبا لكل المثقفين وأصحاب العلم، وألا يكونوا سببا في مزيد من احتقار وانهيار الثقافة.

كما حبذ الروائي حمدي أبو جليل فكرة دخول المثقفين في المعترك السياسي من خلال البرلمان، قائلًا: رموز الإسلام السياسي على مدى القرن العشرين كانت آرائهم بها تطرف واضح وفي المقابل أراء المثقفين كانت تدعو إلى المحبة والتسامح.
وأضاف أبو جليل: المفارقة الكبيرة أن الناس كانت تسير وراء أفكار التيار الظلامي طوال هذه السنوات، والذين كانت لهم مشاركة واضحة في البرلمان، فلماذا لا يشارك المثقفون بأفكارهم الخيرة ويقدمونها لجميع الناس؟، فهذه الأفكار وحدها القادرة على مواجهة التيارات الظلامية.