الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت .. الكتابة وحرية الكفر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا ينتظر الله عبادتكم، لا يغنيه إيمانكم ولا يضره كفركم، مبدأ التخيير هو المبدأ الحاكم لعلاقة الإنسان بخالقه لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ، لكن شاءت إرادته أن يختلفوا ويؤمن بعضهم ويكفر البعض الآخر ، لذا فليس مُستساغا إطلاق حكم القتل على مَن يُنكر وجود الله أو يكفر به، هذا شأنه مادام ذلك لا يحمل إرغاما للناس على الخروج من معتقداتهم.
بنفس القدر فإن مَن يُشكك فى بعثة النبى مُحمد عليه الصلاة والسلام لا يُقتل لأن الإسلام كدين لن يستفيد بشىء من قتله، بل على العكس سيخسر دعائيا نتيجة ذلك، لذا فإن حكم المحكمة الموريتانية قبل أيام بإعدام الكاتب الشاب محمد الشيخ بن محمد بسبب مقال كتبه فى موقع الحوار المتمدن في غير صالح الإسلام .
لقد قالت الحكومة الموريتانية: إن مقال الكاتب بن محمد يمثّل انتقادا للنبى عليه السلام حين انتقد قتل جميع رجال بنى قريظة لأنهم نقضوا عهدهم مع النبى فى غزوة الخندق، ولقد عُدت لأصل المقال المُتهم على "الحوار المتمدن" لأجد أن الرجل يستغرب حكم إعدام بنى قريظة والصفح عن مشركى قريش بعد فتح مكة لأن الجرم يتساوى ، وهو طرح فكرى لا يهدم أصل من أصول الدين ولا يمس النبى عليه السلام بسوء .
وحتى لو كان بن محمد يُشكك فى فعل ما أو يعتبره قاسيا إذا قورن بفعل الصفح والتسامح مع المشركين عند فتح مكة ، فهذا شأنه ، وهذا رأيه لا يُرد عليه إلا بالرأى.
إننى سأفترض أن بن محمد كافرا ومرتدا ، وأنه يكتب مُشككا فى رسالة النبى ، أو مُنكرا بعثته، ما هى المشكلة التى ستلحق بالإسلام من ذلك؟ وهل إعدامه سيفيد الإسلام والنبى؟
إن أحدا فى ظل السماوات المفتوحة والفضاء الإلكترونى الرحيب يمكنه أن يمنع شخصا ما من كتابة مقال وبثه لأن الحدود انهارت فى ظل سيادة الإنترنت، ومعنى ذلك أن أى شخص فى أى مكان يمكنه أن يقول ما يريد وقتما يريد دون رقابة من دولة أو نظام .
إن الإسلام أرسخ وأعظم من أحكام إعدام رادعة لمواجهة مخالفيه أو منتقديه، والكلمة وحدها هى القادرة على رد الكلمة . الرصاص أضعف من الكلمات ، والآراء الممنوعة هى الأكثر انتشارا .
لا تكبتوا المخالفين ولا ترهبوهم ، ولا تقتلوا من يرفضون دينكم أو حتى لا يؤمنون بالله . واجهوهم بالرأى . ذلك أتقى وأنفع . والله أعلم .