الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أمريكا و"إخوانها"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 صحت الولايات المتحدة على كابوس اسمه تدمير برجيّ التجارة العالمية، ولم تكن خسارة البرجين ولا الضحايا الذين سقطوا نتيجة احتراقهما وانهيارهما هو المروع في الأمر، بل وصول “,”الإرهاب“,” إلى العمق الأمريكي ذاته رغم قوتها العسكرية الهائلة والمخيفة في آن، ورغم أن الرواية الرسمية الأمريكية رمت بالاتهام على أسامة بن لادن وتنظيمه “,”القاعدة“,” الذي كان فاراً آنذاك كالجرذ في مغارات “,”تورا بورا“,” الجبلية الوعرة، ورغم أنه لا يملك التقنيات الملائمة لتنفيذ هذا العمل “,”الفني“,” الرفيع ورغم أن شواهد عديدة تؤكد أنه “,”فعل أمريكي داخلي“,” من جماعة “,”الداووديين“,” وهم أخطر الجماعات الدينية تطرفاً وإرهاباً بعد النازية، وأسسها الأمريكي دافيد فريش وهم جماعة من المسيحيين السبتيين أتباع كنسية السبت الذين يؤمنون باقتراب النزول الثاني للسيد المسيح عليه السلام، ولها أصول عبرانية يهودية، وذلك انتقاماً لمحرقة مقر الجماعة في 19 أبريل 1993 بعد هجوم قوة من المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI نجم عنه حريق هائل مات فيه دافيد فريش ومعه 75 من أتباعه ومعهم 21 طفلا اختناقا وحرقا لكن جورج بوش الابن “,” آثر“,” إلصاق هجمات سبتمبر بتنظيم القاعدة لإيجاد مبرر أمام شعوب العالم بحرب أمريكا “,”الصليبية“,” على العالم الإسلامى كما قال في أوائل خطبه بعد الحدث وهو التعبير الذي تراجع عنه بعد ذلك، وإن لم تتراجع أمريكا عن التدمير الممنهج لمقدرات واستقلالية العالم الإسلامي والعربي، وبدا واضحاً أن الاستسلام لأمريكا أصبح “,”فريضة“,” واجبة على “,”حكام“,” المسلمين والعرب منذ ذلك الوقت، بدليل أن الجماعات والتنظيمات الإسلامية الراديكالية – ومنها تنظيم الإخوان – وضعت يدها في يد أمريكا قبل أن تجف منها دماء المسلمين والعرب، كما بدا واضحا أن أمريكا بدأت تنفذ مخطط “,”الفوضى الخلاقة “,” بالقلاقل التي دفعت لغضب الشوارع العربية ضد أنظمتها الخائنة والفاسدة في تونس ومصر وليبيا ثم ضد النظام القمعي في سوريا، بمساعدة “,”الطابور الخامس“,” المسمى بتنظيم الإخوان ليعتلوا فيما بعد سدة الحكم في هذه البلدان عدا سوريا “,”حتى الآن“,” ما يعني أن البيت الأبيض في واشنطن سيكون هو الحاكم “,”المباشر“,” لتلك البلاد، مع زوال كل ما من شأنه تهديد “,”أمن وسلامة“,” الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وهكذا نام الأمريكيون سعداء بما “,”أنجزوه“,” على الأرض العربية بدون طلقة واحدة.
لكن غباء “,”أهل الحكم الجدد“,” في مصر صور لهم الأمر على أنهم امتلكوا البلاد والعباد – مطمئنين لهذا الدعم الأمريكي اللا محدود - فبدأوا يعيثون فيها فساداً وبدأ مندوبهم في الرئاسة المصرية “,”يحصن“,” قراراته“,” بإعلان دستوري جعله حاكماً مطلقاً يمتلك ما يشبه “,”الحصانة الإلهية“,” لقراراته التي لم تكن لصالح الشعب أبداً بل ضده على طول الخط، ما جعل ملايين الشعب تقذف بهذا المرسي من فوق الكرسي وتوقف المهزلة الأمريكية دون أن تدري.
لكن القوات المسلحة المصرية الباسلة كانت “,”تدري“,” وكانت تعرف “,”أكثر“,” وسارعت بعزل الخونة و“,”العملاء “,”، ووقف قائدها العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمام التغول الأمريكي ممثلا في جماعتها الإخوانية وليصفع الطموح الصهيو أمريكي في تحويل الدول العربية – وعلى رأسها مصر بالطبع لأنها المقصودة أصلا – بكل ما يجري، إلى “,”جمهوريات الموز“,” الجديدة.
ما فعله السيسي ورفاقه من قادة وضباط وجنود جيش مصر العظيم هو إضرام النار في الثوب الأمريكي الذي اضطر باراك أوباما إلى محاولة إطفائه برميه على الأرض، لكن ما لم ينتبه إليه هذا الرئيس “,”الإسرائيلي الأمريكي“,” – والذي يواجه الآن خطر العزل بسبب “,”لعنة الفراعنة“,” - أن أمريكا تقف اليوم عارية حتى من ورقة التوت التي تداري السوأة أي أنها تقف“,”بلبوصاً “,” أمام المواطن العادي الذي رفض “,”معونتها“,” وخرج يهتف ضدها و ضد “,”إخوانها“,” وهو يصيح بملء فيه “,”كـ ... م “,” أمريكا وإخوانها ...... !!
ويؤكد الجنرال الشاب هذا المعنى لأمريكا التائهة في حواره مع الواشنطن بوست إحدى كبريات الصحف الأمريكية حين أعلنها في وجه أوباما، « مصر خرجت من تحت عباءتكم ففكّروا في صيغة جديدة للعلاقة يرتضيها المصريون، ولا تضعوا مصالحكم بالتعارض مع إرادتهم ».