الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الرئيس الذي أبهر المراقبين في لقائه بالمثقفين.. (3 – 4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


للرئيس عين تتجول في التاريخ.. بنفس التوقيت الذي ترصد فيه الخارطة..
وله رؤية ترصد الأحداث بجوار الخطط المركبة لإزاحة الاستقرار من المنطقة.. 
من موقعه السابق كرئيس لجهاز مخابرات.. 
ومن خندقه السابق كجندي مقاتل..
ومن مهمته السابقة كوزير دفاع..
يرصد الرئيس بوعي الخبير حركة الرياح التي تتشكل بها أمواج البحار فوق اليابسة..
فحرصه فقط على الوطن.. أما الكرسي فقد جلس فوق كراسٍ كثيرة ربما أكثر أهمية وراحة..
وحرصه على سلامة البلاد.. لا عطاءه الشخصي فقد كلفه المنصب التنازل عن نصف راتبه ونصف تركته التي ورثها كحق له من أسرته...
وحرصه على مستقبل البلاد... لا مستقبله مع أحفاده فكان يستطيع أن يأمن على مستقبله في أي بقعة بعالمنا المسترخي تحت سلاسل الجمال والهدوء في كوكبنا الفسيح..
من هنا عاش الرنين بصدقه يجلب خيال المتابعين له في لقاء المثقفين حين قال الرئيس السيسي..
لو أن مصلحة الوطن في تركي لمنصب الرئيس لتركته فورا.. ولكن لو سقطت مصر فستدخل المنطقة في حرب خمسين عاما..
وهكذا يقول التاريخ.. إن مصر سد ضد الانهيار.. ووطن ضد الاغتيال.. وإذا سقطت كسب الشيطان في الأرض الرهان
هذه حقائق تعيش بضمير الرئيس السيسي..
فقد أنهت طموح التتار في عين جالوت.. 
وقد أفشلت مخطط الغزو الصليبي في حطين..
وقد انتشلت رداء الخلافة فحمت سقوطه في الطين يوم أُسست القاهرة كعاصمة لخلافة بقيت لليوم مآثرها شاهدة على ما صل إليه المصريون بالدين من عمارة وتحضر وبهجة لا زالت بقاياها سرورا في رمضان وسعادة بأيام ربيع وشعبان..
وقد قادت مصر حركة التحرر الحديثة من الاستعمار..
فمصر كما هي رمانة في التاريخ هي وازنة القارات في الجغرافيا..
يعلم الرئيس حجم التحديات وعمق الأزمة.. 
وقد عرض على المثقفين مأساة التركة التي خلفتها دولة مبارك ومن بعده عام الإخوان الذي أستهلك رصيد الدولة وأدخلنا في أزمة الاستدانة والفوضى.. 
ويأمل الرئيس أنه لو استطاع ردع الفساد وتحقيق تطور بحد 50% فسيكون عن نفسه راضيا وعلى وطنه آمنا وحينها لا بأس من ترك المهمة لمن يكمل طريقا أكثر سهولة ويسرا..
وليوقع حينها على كشف الحساب الذي يقدمه الوطن متقبلا إياه بقلب راض لأنه سلفا قد قبض الثمن الذي رآه في خدمة الوطن..
الرئيس يحاول أن يحرك في الإنسان المصري قيمه الكبيرة كلها دفعة واحدة.. 
وقد قدم هو بنفسه المثل يوم تخلى عن كل ما تمنحه السلطة من عطايا ومزايا وأضاف إليها التنازل عن نصف ثروته الخاصة.. ليقول لكل مصري يدك بيدي... 
خذ من نفسك لبلدك كما أخذ هو من نفسه.. 
فالوطن في حاجة لجهد أبنائه وصبر أبنائه..
إنها عقيدة الجندي تلك التي يحكم بها عبد الفتاح السيسي بلادي.. بكل بساطتها وتألقها وما بقيمها من عناصر الجدية والتضحية والوفاء المفعم بروح الرجولة.. ليسدد من جديد سهامه.. ناحية المفسدين لعله يوقظ ضمائرهم على حاجة الوطن لتكتل كل قواه الحية لمواجهة ضخامة التحديات الآنية.