البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"القَرعة".. والتباهي بشعر بنت أختها!!



« قبل أن تخرج القذية من عين أخيك عليك أن تُخرج الخشبة من عينك».
(السيد المسيح: إنجيل متى: آية 4 إصحاح 7)
«يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجِذْع في عينه».
(حديث شريف: رواه ابن حبان، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 33)
تذكرت قول السيد المسيح (له المجد)، وحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حينما تأملت “,”استعلاء“,” بعض قادة ما اصطلح على تسميته بـ“,”التيار المدني“,”، فهم يتحدثون ليل نهار عن ما يسمى بـ“,”الفلول“,”، خاصة حينما يأتي الحديث عن قادة وطنيين لهم وزنهم، مثل السيد البدوي رئيس حزب الوفد، والسيد عمرو موسى، وفي نفس الوقت لا يدركون حزمة مكونات الشرعية الأخلاقية، التي يجب أن يتحلى بها من يريد أن يطلق على نفسه “,”ليبراليًّا“,”، مثل قول فولتير: “,”قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمنًا لحقك في الدفاع عن رأيك“,”، ثانيًا، رواد الليبرالية يرون أن التسامح أعلى مراحل الليبرالية؛ ومن ثم فالاستعلاء حالة متناقضة مع المشروعية الأخلاقية للمواطن الليبرالي.. فما بالنا بأحد قيادات التيار الليبرالي؟
هذه كانت مقدمة لا مفر منها للولوج إلى بعض التشوهات السياسية لجبهة الإنقاذ، التي أتشرف بالانتماء إليها من بوابة عضويتي بالتيار الشعبي، يبقى أن أتوقف عند جدل العلاقة بين التجليات السياسية للجبهة، ورموزها، ومكوناتها، والواقع الاجتماعي، وليأذن لي جميع قادة الجبهة، الذين أكن لهم كل احترام وتقدير، والبعض منهم يعد من أساتذتي الذين شاركوا في تكويني فكريًّا وسياسيًّا.
فهذه الجبهة هي جبهة إنقاذ، أي جبهة مرحلية، وليست إستراتيجية، وتشبه إلى حد كبير الجبهة التي تشكلت خلف الوفد بقيادة طيب الذكر مصطفى النحاس باشا (1930-1935)، وكانت تهدف إلى إسقاط حكم ودستور صدقي، وضمت فرقاء من أقصى اليسار، والشيوعيين، وصولاً إلى العدليين، وبالطبع انتهت تلك الجبهة بتحقيق أهدافها، وبالفعل سقطت حكومة صدقي، وسقط دستور 1930، وأعاد الملك العمل بدستور 1923.
ولكن من يراجع مواقف حزب الوفد –حينذاك- لا يجد أي تصريح من زعيم الأمة، مصطفى النحاس باشا، يُجرّح في عدلي يكن باشا، أو أي من العدليين، رغم أنهم كانوا -بمنطق ذلك الزمان- من حلفاء الملك المنشقين على الوفد، ومن تعريفات هذا الزمان «فلول».. أقول “,”النحاس باشا“,”، وليس أحد القادة من السياسيين الجدد لحزب حديث النشأة غير مختبر لا اجتماعيًّا ولا انتخابيًّا !
التشوه الثاني في جبهة الإنقاذ، والذي عبر عنه «الحوار الأزمة»، هو جدل العلاقة بين قواعد الجبهة وقيادييها.. وبالطبع من الخفة طرح هذه القضية كما لو كانت صراع أجيال، وهذه إشكالية تعاني منها أغلب قيادات الجبهة، وهي النظر للجبهة كما لو كانت حزبًا، بمعنى أن عضو الحزب ملزم ببرنامج الحزب، ولكن عضو الحزب المكوِّن للجبهة ليس من المفترض التخلي عن برنامجه الحزبي، أي فقد هويته في سبيل الجبهة، بل الحفاظ على برنامج الحد الأدنى للجبهة، والحد الأقصى لبرنامجه الحزبي.
بمعنى: أنا اشتراكي أناضل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن برنامج الجبهة لا علاقة له بالعدالة الاجتماعية، وغير مطلوب منها ذلك؛ فليس مطلوب مني الخلط بين نضالي الحزبي ونضالي من أجل الجبهة، ولا مطالبة قادة الجبهة بتحقيق برنامج الحزب الذي أنتمي إليه..!
وإن كنت أتفهم رؤية الشباب.. فمن غير المفهوم استخدام بعض التيارات (غير الثورية) لبعض شعارات الشباب الثوري، كنوع من الاستقواء غير المبرر؛ لأنه يشبه المثل الشعبي القائل: “,”القرعة تتباهى بشعر بنت أختها“,”..!!