بريطانيا تتعهد بتقديم 100 مليون جنيه إسترليني للبلدان المتضررة من تغير المناخ
تتعهد الحكومة البريطانية في جلسة كوب 28 اليوم الأحد 3 ديسمبر بمساعدة البلدان المتضررة من تغير المناخ لتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة آثاره المتكررة والقاسية على نحو متزايد.
وسيعلن وزير شؤون التنمية وأفريقيا البريطاني أندرو ميتشل تقديم 100 مليون جنيه إسترليني لدعم بعض البلدان الأكثر تضررا من تغير المناخ، ومساعدتها على معالجة آثاره. هذا المبلغ يدعم مبادرة لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر في البلدان الواقعة على خط المواجهة مع تغير المناخ، للمساهمة في إنذار السكان مسبقاً من الأعاصير والفيضانات وغيرها من الظروف المناخية القاسية حتى يتمكنوا من الابتعاد عن الخطر، وبالتالي الحفاظ على الأرواح وحماية المجتمعات المعرضة للخطر.
وسيساعد هذا التمويل أيضاً في جعل الرعاية الصحية في هذه المناطق أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وعلى تحمل الكوارث، كالفيضانات، وجعلها مستعدة للتعامل مع طفرات الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والملاريا، التي قد تسببها الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ.
وإدراكاً للوضع الملح، الذي يدفع 26 مليون شخص إلى الفقر كل عام، سوف تنضم الحكومة البريطانية إلى الدعوات التي تنادي باتخاذ إجراءات جماعية أكثر طموحا من أجل حماية أرواح وصحة وسبل عيش المجتمعات الأكثر تضرراً من تغير المناخ.
هذا المبلغ الجديد يدعم إعلان رئيس الوزراء عن تقديم تمويل كبير لمشاريع المناخ، وتأكيده على ضرورة العمل الطموح والمبتكر والواقعي.
وقال وزير شؤون التنمية وأفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية، أندرو ميتشل:"إن الآثار المدمرة لتغير المناخ تضرب بشكل أكبر الفئات الأكثر عرضة له.
"وهذا التعهد بالتمويل سيساعد البلدان والشعوب لتكون أفضل استعداداً وحماية من الظواهر الجوية القاسية والكوارث الطبيعية. وسيساعد في تنفيذ تدابير مثل أنظمة الإنذار المبكر، وإتاحة فرص الحصول على التمويل المناخي لتأسيس خدمات صحية قادرة على الصمود.
"وستواصل المملكة المتحدة الحث على اتباع مقاربة طموحة لدعم المجتمعات التي على خط المواجهة مع تغير المناخ، ولجعل كوكبنا أكثر أماناً لنا جميعاً."
سوف يصادق الوزير ميتشل، نيابة عن المملكة المتحدة، على كل من ميثاق "استباق الكوارث"، و"إعلان كوب 28 بشأن الإغاثة والتعافي والسلام"، و"إعلان كوب 28 بشأن المناخ والصحة".
وفي كلمته التي سيلقيها في قمة كوب 28، سوف يتحدث السيد ميتشل عن تفاصيل حزمة التمويل، والتي تشمل:
· تمويل بقيمة 36 مليون جنيه إسترليني للعمل المناخي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدعم الاستقرار المناخي على المدى الطويل. سيؤدي ذلك إلى حشد 500 مليون دولار لمشاريع الطاقة النظيفة والنمو الصديق للبيئة، ودعم 450 ألف شخص للتكيف مع تغير المناخ، بالإضافة إلى دعم 200 ألف امرأة من أجل حماية أسرهن بشكل أفضل من الصدمات المناخية. وهذا يفي بالتزام المملكة المتحدة بزيادة التمويل المخصص مسبقاً للتعافي من الأزمات.
· تخصيص ما يقارب 20 مليون جنيه إسترليني لحزمة تمويل مخاطر الكوارث وأنظمة الإنذار المبكر. هذا من شأنه أن يساعد ثلث سكان العالم الذي لا تشملهم أنظمة الإنذار المبكر للاستعداد للصدمات المناخية والطقس القاسي، وبالتالي تقليل عدد الوفيات المترتبة على الكوارث والأضرار المرتبطة بها. كما سيوفر برنامج تأمين ضد الكوارث المناخية مثل الجفاف، بتكلفة ميسورة.
· تخصيص أكثر من 4.4 مليون جنيه إسترليني لتحسين فرص الحصول على التمويل المناخي للدول الجزرية الصغيرة النامية، وتمكينها من التكيف مع آثار تغير المناخ، بدعم من الصندوق الخاص بتغير المناخ التابع لمرفق البيئة العالمية، وتحالف الدول الجزرية الصغيرة.
· تخصيص مبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني آخر لتمويل مركز أبحاث جديد، بالشراكة مع كندا، لمساعدة المجتمعات المحلية في معالجة الصدمات المناخية والتكيف مع الآثار طويلة الأمد للمناخ المتغير. سوف يُقدَّم المبلغ من خلال برنامج التكيف مع المناخ والصمود في مواجهته الذي أطلقته المملكة المتحدة في كوب 26.
· تخصيص ما يصل إلى 18 مليون جنيه إسترليني لبرنامج جديد ومبتكر لتكييف الأنظمة الصحية وتعزيزها. ذلك سيساعد البلدان الشريكة على إدارة الآثار المتنامية لتغير المناخ على الصحة - من الأمراض المعدية ونقص الأغذية، إلى انعدام الأمن المائي وغير ذلك من حالات الطوارئ الصحية. وسيكون أول برنامج مناخي وصحي تعلن عنه دولة من مجموعة الدول السبع.
· تخصيص مبلغ آخر بقيمة 20 مليون جنية إسترليني لبرنامج بحوث جديد لتوجيه عمل المملكة المتحدة المستقبلي بشأن الأنظمة الصحية التي تصمد أمام المناخ، مع إدراك جدول الأعمال سريع التطور، والحاجة إلى قاعدة أقوى من البراهين على التدابير الناجحة لمعالجة التهديدات المتزايدة التي يشكلها تغير المناخ على الصحة.
· وأخيراً، تخصيص 3 ملايين جنيه إسترليني لشراكة جديدة مع لجنة الإنقاذ الدولية للحد من تأثير الأزمات المرتبطة بالمناخ على المدارس والطلاب والمجتمعات. ستعمل تجربة أنظمة التعليم التي تصمد في مواجهة المناخ على بناء قاعدة أدلة من المقاربات الفعالة لمكافحة تغير المناخ عن طريق التعليم، ومن خلاله.
وفي جلسة كوب 28 التي ستعقد يوم الأحد (3 ديسمبر)، ستجمع المملكة المتحدة خبراء وقادة الفكر في حلقة نقاش حول الأمن المناخي. وستكون هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة المتحدة مثل هذه الفعالية التي من المتوقع أن تحضرها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والعراق وكينيا ومالي وحلف شمال الأطلسي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تهدف حلقة النقاش هذه إلى تحسين الفهم الجماعي للتداعيات الأمنية لتغير المناخ، بما في ذلك عدم الاستقرار والصراع العالميين، بالإضافة إلى استكشاف أفضل الممارسات للاستجابة لهذه المخاطر وذلك من خلال صنع سياسات تستند إلى البيانات، واختبار الإجهاد، والقدرة على الاستبصار التحليلي، والتعاون الدولي.