اليوم العالمي لمكافحة السمنة.. تزيد خطر الإصابة بالزهايمر وارتفاع الضغط والسكر والسرطان والسكتات الدماغية.. "الصحة" تفحص 4 ملايين طالب بمختلف مدارس الجمهورية
يوافق اليوم السبت 4 مارس من كل عام، اليوم العالمي لمكافحة السمنة، حيث تطلق منظمة الصحة العالمية عدة حملات للتوعية بخطورة السمنة، لخطورتها على الصحة، كما أن لها العديد من الآثار السلبية على الصحة النفسية، ويعاني من الأمر ملايين من السيدات حول العالم.
المشكلات الصحية للسمنة
أصبحت السمنة من أكثر المشاكل الصحية شيوعا وانتشارا بين الكبار والأطفال أيضًا، حيث أنها تزايد خطر الإصابة بفقدان الذاكرة «الزهايمر»، وارتفاع ضغط الدم، والسكر والسرطان بأنواعه، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يجب اتباع نظام غذائي سليم من أجل الحد من تلك الأزمة التي أصبحت ظاهرة خلال الأعوام الأخيرة.
كشفت الأبحاث الكندية الجديدة، أن زيادة الوزن تؤثر على الصحة العقلية لدى الفرد، وذلك أحد الأسباب الأساسية التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف، خاصةً لدى الشباب، حيث أن مرض الزهايمر والسمنة المفرطة يسببان تغيرات سلبية في عمل الخلايا العصبية في مناطق معينة من الدماغ.
قال الدكتور «فيليب موريس»، في جامعة «ماكجيل» الكندية، إن التخلص من مشكلة السمنة قبل الشيخوخة سيسمح بالحد من مخاطر الإصابة بالخرف والأمراض التنكسية العصبية، موكدًا أن الدراسات حتى الآن لم تتوصل إلى الأسباب الرئيسية وراء إصابة الشباب بمرض الزهايمر، ولكنهم يفترضون أن السمنة تعطل عمل الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ.
وأضافت الدراسات، أن السمنة تساهم في تطور مرض الزهايمر، نتيجة تسارع انحطاط المادة الرمادية في بعض مناطق القشرة الدماغية، مشيرين إلى ان مرض الزهايمر هو أكثر أشكال الخرف شيوعًا، يتميز بوجود آفتين رئيسيتين في الدماغ: لويحات الشيخوخة، والتشابك الليفي العصبي.
وأوضحت، أن السمنة تؤثر سلبًا على صحة الدماغ، خاصةً في المناطق الأكثر عرضة لتأثيرات مرض الزهايمر، قد يؤدي هذا إلى تفاقم أعراض مرض الزهايمر في حالة ظهوره، موضحة «كلما زاد الوزن زادت مستويات فقدان خلايا الدماغ لديهم وانخفاض تدفق الدم في الدماغ»، بالإضافة إلى بعض الأضرار التي لحقت بالألياف التي تربط خلايا الدماغ، حيث تغير السمنة الوظائف العقلية للفرد.
السمنة لدى الأطفال وأسبابها
يعتبر الأطفال الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند نفس المستوى أو أعلى من 95% من أقرانهم مصابين بالسمنة، مؤشر كتلة الجسم هو أداة تستخدم لتحديد حالة الوزن، يتم حساب مؤشر كتلة الجسم باستخدام الطول والوزن، يتم بعد ذلك تحديد النسبة المئوية لمؤشر كتلة الجسم (حيث تنخفض قيمة مؤشر كتلة الجسم بالنسبة إلى الأشخاص الآخرين) باستخدام الجنس والعمر.
لا تؤثر السمنة في مرحلة الطفولة على الصحة البدنية فقط، يمكن أن يصاب الأطفال والمراهقون الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة بالاكتئاب وضعف الصورة الذاتية واحترام الذات، يمكن أن يستمر تدهور الصحة الناجم عن بدانة الأطفال حتى مرحلة البلوغ.
يلعب التاريخ العائلي والعوامل النفسية ونمط الحياة دورًا في السمنة لدى الأطفال، الأطفال الذين يعاني آباؤهم أو أفراد الأسرة الآخرون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة، لكن السبب الرئيسي هو الجمع بين الإفراط في تناول الطعام وقلة ممارسة الرياضة، ويمكن أن يتسبب النظام الغذائي السيئ الذي يحتوي على مستويات عالية من الدهون أو السكر وقليل من العناصر الغذائية في زيادة وزن الأطفال بسرعة، الوجبات السريعة والحلوى والمشروبات الغازية من المذنبين الشائعين.
أفادت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، بأن 32% من المراهقات و52% من الفتيان المراهقين في الولايات المتحدة يشربون 24 أونصة من الصودا - أو أكثر – يوميًا، كما أن الأطعمة المريحة مثل وجبات العشاء المجمدة والوجبات الخفيفة المالحة والمكرونة المعلبة يمكن أن تساهم أيضًا في زيادة الوزن غير الصحية، يُصاب بعض الأطفال بالسمنة لأن والديهم لا يعرفون كيفية اختيار الأطعمة الصحية أو تحضيرها، قد لا تتمكن العائلات الأخرى من شراء الفواكه والخضروات واللحوم بسهولة.
يمكن أن يكون النشاط البدني غير الكافي سببًا آخر لسمنة الأطفال، يميل الأشخاص من جميع الأعمار إلى زيادة الوزن عندما يكونون أقل نشاطًا، تحرق التمارين السعرات الحرارية وتساعد في الحفاظ على وزن صحي، قد يكون الأطفال الذين لا يتم تشجيعهم على النشاط البدني أقل عرضة لحرق السعرات الحرارية الزائدة من خلال الرياضة أو قضاء الوقت في الملعب أو غير ذلك من أشكال النشاط البدني، وتؤدي المشكلات النفسية أيضًا إلى السمنة لدى بعض الأطفال، الأطفال والمراهقون الذين يشعرون بالملل أو التوتر أو الاكتئاب قد يأكلون أكثر للتعامل مع المشاعر السلبية.
المشاكل الصحية للأطفال بسبب السمنة
الأطفال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية من أقرانهم الذين يحافظون على وزن صحي، ومن هذه المخاطر:
السكر
داء السكري من النوع 2 هو حالة لا يقوم فيها الجسم بعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى أمراض العيون وتلف الأعصاب والخلل في وظائف الكلى، الأطفال والبالغون الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2، ومع ذلك قد تكون الحالة قابلة للعكس من خلال التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة.
أمراض القلب
ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم يزيدان من مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل لدى الأطفال المصابين بالسمنة، قد تؤدي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، النوبة القلبية والسكتة الدماغية نوعان من المضاعفات المحتملة لأمراض القلب.
أزمة الربو
الربو هو التهاب مزمن في الشعب الهوائية في الرئة، السمنة هي أكثر الأمراض المصاحبة شيوعًا (عندما يحدث مرضان في نفس الشخص في نفس الوقت) مع الربو، لكن الباحثين غير متأكدين تمامًا من كيفية ارتباط الحالتين، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Asthma Research and PracticeTrusted Source ، فإن حوالي 38٪ من البالغين المصابين بالربو في الولايات المتحدة يعانون أيضًا من السمنة، وجدت نفس الدراسة أن السمنة قد تكون عامل خطر للإصابة بالربو الشديد لدى بعض الأشخاص المصابين بالسمنة، ولكن ليس جميعهم.
اضطرابات النوم
قد يعاني الأطفال والمراهقون المصابون بالسمنة أيضًا من اضطرابات النوم، مثل الشخير المفرط وتوقف التنفس أثناء النوم، يمكن أن يؤدي الوزن الزائد في منطقة الرقبة إلى انسداد المسالك الهوائية.
ألم المفاصل
قد يعاني الطفل أيضًا من تصلب المفاصل والألم ونطاق الحركة المحدود من حمل الوزن الزائد، في كثير من الحالات يمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى القضاء على مشاكل المفاصل.
جهود وزارة الصحة لمكافحة السمنة
أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن فحص 4 ملايين طالب بمختلف مدارس الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للكشف المبكر عن أمراض (الأنيميا والسمنة والتقزم) لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وذلك منذ إطلاقها العام الدراسي الحالي يوم 6 ديسمبر 2022 وحتى الثلاثاء الماضي، يأتي ذلك في إطار حرص الدولة علي صحة وسلامة الطلاب.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة تستهدف فحص الطلاب في المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، وذلك بـ 30 ألف مدرسة حكومية وخاصة، مشيرًا إلى أن المبادرة تستمر فى العمل حتى نهاية السنة الدراسية الحالية بجميع محافظات الجمهورية.
وأضاف «عبدالغفار»، أن خدمات المبادرة تتضمن إجراء المسح الطبي للطلاب وقياس الوزن، والطول، ونسبة الهيموجلوبين بالدم، للكشف عن أمراض سوء التغذية، ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
كما أوضح الدكتور تامر سمير، منسق المبادرة الرئاسية، أن الفرق الطبية المشاركة في المبادرة بلغت 2400 فريق، ويتكون كل فريق من 3 أفراد (ممرضة، وفني معمل، وإداري) تم تدريبهم على بروتوكولات الفحص والتشخيص، كما تم تدريبهم على معايير مكافحة العدوى، مؤكدًا أن جميع مهام المبادرة تتم مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، مشيرًا إلى أن المسح يتم على مدار العام لمنع التكدس بين الطلاب، كما تقوم فرق التثقيف الصحي بالمحافظات بتقديم التوعية للطلاب عن كيفية الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحتهم، لافتًا إلى تخصيص الخط الساخن "106" للرد على استفسارات المواطنين الخاصة بالمبادرة.