واشنطن بوست: الجمهوريون في "كوب-27" يعتزمون التحدث عن أهمية الطاقة النووية والغاز
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن أعضاء مجلس النواب الأمريكي من الحزب الجمهوري الذين يعتزمون التوجه إلى مصر خلال الساعات المقبلة للمشاركة في فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-27)، في شرم الشيخ، سيتحدثون حول أهمية الطاقة النووية والغاز الطبيعي في تحقيق أهداف المناخ العالمية، حتى في الوقت الذي ينتقد فيه بعض نشطاء المناخ هاتين التقنيتين.
وقال النائب الجمهوري جون كيرتس من ولاية يوتا (في تصريح نقلته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني) إنه من الواضح أن هناك دورًا للغاز الطبيعي يمكن أن نستغله من أجل مكافحة تغيرات المناخ، وحتى أن المزيد والمزيد من زملائي الديمقراطيين ينضمون إلينا في هذه الحُجة".
ويقود كورتيس، الذي يرأس تجمع المحافظين للمناخ، خمسة أعضاء من التجمع في رحلة إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في فعاليات كوب-27، فيما سيحضر المشرعون الجمهوريون المؤتمر بداية من يوم غد الخميس إلى الأحد القادم ويُرجح أن يجتمعون مع وفود من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة في إفريقيا وآسيا والاتحاد الأوروبي، وفقًا لـ آدم كلوتش، وهو متحدث باسم كورتيس.
وأضاف كيرتس: أن الجمهوريين روجوا لهذه التقنيات في النسخة الماضية من كوب التي انعقدت في جلاسكو العام الماضي، غير أن حجتهم في هذا الشأن ثبتت صحتها على مدار العام الجاري تحديدًا مع تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا وقيام بعض الدول بإغلاق المفاعلات النووية، مما جعلها أكثر اعتمادًا على الإمدادات الروسية التي انخفضت بالفعل في ضوء استمرار الأزمة مع أوكرانيا.
وتابع: لقد أعطتنا أوروبا نظرة على مستقبل الولايات المتحدة. فقبل عشرين عامًا، قررت بلجيكا وقف البرنامج النووي باعتباره سيئ وغير صديق للبيئة. واليوم تم استبدال تلك الطاقة بالغاز الطبيعي الروسي السيئ رغم أن أوروبا انتجت قبل 15 عامًا فقط نفس القدر من الغاز الطبيعي الذي أنتجته روسيا، لكنه كان جيدا جدًا في عمليات تكسيره، وبسبب وقف استخراجه، أصبحت أوروبا رهن شراء الغاز الطبيعي المكسر من روسيا".
مع ذلك، أبرزت "واشنطن بوست" أن معارضي الطاقة النووية يزعمون بأن بناء المفاعلات الجديدة سيستغرق وقتًا طويلًا جدًا وأن مشكلة النفايات النووية لم يتم حلها. في غضون ذلك، قال علماء بارزون إن العالم يجب أن يتخلص سريعًا من جميع أنواع الوقود الأحفوري - بما في ذلك الغاز الطبيعي - لدرء العواقب الوخيمة للتغير المناخي الذي خرج عن السيطرة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية/ أن الرحلة إلى شرم الشيخ تأتي في الوقت الذي يسعى فيه الجمهوريون إلى تعزيز مصداقيتهم بشأن تغير المناخ، والتي تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين المحافظين الشباب يريدون من المسئولين المنتخبين مخاطبتها. وأكد كيرتس، في هذا الشأن، أن ناخبيه في مقاطعة كاربون - التي سميت على اسم بلدات تعدين الفحم القديمة - يطالبون بالعمل المناخي، وقال: لقد رأيت وسمعت بوضوح شديد من الشباب المحافظ في منطقتي أن هذا مهم بالنسبة لهم".
مع ذلك، لم يصوت أي من الجمهوريين لصالح قانون خفض التضخم، الذي أجاز أكبر دفعة إنفاق في تاريخ الولايات المتحدة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية السخية للمفاعلات النووية المتقدمة، حتى أن النائبة الجمهورية ديبي ليسكو من ولاية أريزونا، التي تنضم إلى الوفد المشارك في كوب-27، أطلقت على قانون المناخ اسم "قانون التوسع في التضخم".
على النقيض من ذلك، قال السناتور الديمقراطي إدوارد ماركي من ولاية ماساتشوستس (في تصريح لـ"واشنطن بوست") إنه يخطط لتسليط الضوء على فوائد الطاقة المتجددة عندما يحضر كوب-27 بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والتي بدأت في الولايات المتحدة منذ يوم أمس الثلاثاء.
وأضاف ماركي:" أن الطريق إلى أمن الطاقة هو الطاقة النظيفة: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين والطاقة الكهرومائية، وأي مساهمة يمكن أن تقدمها الطاقة النووية، لكنني لا أعتقد أنها ستكون مهمة مع مرور السنين مقارنة بهذه المصادر الأخرى". أما بالنسبة للغاز الطبيعي، قال ماركي إنه بينما تزيد أوروبا اعتمادها على الغاز "على أساس الطوارئ" في المدى القريب، يتعين عليها "إنهاء حقبة الاعتماد على الوقود الأحفوري" على المدى الطويل للحفاظ على أهداف المناخ وضمان تحقيقها.