العالم يستعيد الثقة فى مصر.. نجاحات منقطعة النظير للسياسة الخارجية بعد ثورة 30 يونيو.. فهمى: نظرة الغرب تغيرت كثيرًا للقاهرة.. وربيع: تحولات جذرية صححت مسار البلاد
نجاحات مبهرة تلك التي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي على مستوى العلاقات الخارجية خلال فترة رئاسته لمصر، جعلت وجهة نظر الغرب تتغير بشكل كبير، خاصة بعد النظرة السلبية التي كان العالم يراها تجاه القاهرة قبل ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣. حيث كانت السياسة الخارجية المصرية شبه معزولة على الساحة الدولية، وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية مصر، وكان الاتحاد الأوروبي على وشك فرض عقوبات على البلاد لولا التدخل القوي للسعودية والإمارات، وعلقت الولايات المتحدة تسليم المعدات العسكرية.
وكان لمصر حينها ٣ دول حلفاء فقط يدعمونها وهى السعودية والإمارات والكويت، كما أظهرت روسيا دعمها، وربما رأت فرصة لجذب مصر نحو موسكو من خلال الإشارة إلى استعدادها لتزويد القاهرة بمعدات عسكرية متطورة.
ومنذ يونيو ٢٠١٤، الشهر الذي أصبح فيه السيسي رئيسًا منتخبًا لمصر، بدأت السياسة الخارجية لمصر تشهد تصحيحات لم تغير مبادئها الأساسية بشكل أساسي.
واستعادت مصر عضويتها في الاتحاد الأفريقي، وكانت أول زيارة خارجية للرئيس المنتخب حديثًا إلى أفريقيا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي.
واستأنفت الولايات المتحدة تسليم الشحنات العسكرية المعلقة، ولجأ الاتحاد الأوروبي إلى العمل كالمعتاد مع مصر، وقررت القاهرة، مع تعزيز تحالفاتها التقليدية، التوجه شرقًا نحو الصين والنمور الآسيوية، وكان الرئيس السيسي أول رئيس مصري يزور فيتنام، وكذلك سنغافورة.
وشهد مارس ٢٠١٥ عودة السياسة الخارجية المصرية بالكامل، وتحديداً عندما حضر العالم بأسره من أجل تقديم الدعم اللازم للاقتصاد المصري بشرم الشيخ.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح للسياسة المصرية الخارجية الكثير من الاستقلالية والفاعلية في التعامل مع عدد لا يحصى من التحديات والتهديدات لمصالح الأمن القومي المصري.
ونجحت في إعادة وضع البلاد في أفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط لتصبح شريكًا استراتيجيًا فاعلًا للقوى الأوروبية والدول العربية في تحالف قوى يسعى لاستعادة توازن القوى الاستراتيجي بين المتنافسين.
وكان موقف مصر مما يحدث في ليبيا خير دليل على ذلك الأمر، من خلال التهديد باللجوء إلى الوسائل العسكرية للدفاع عن حدودها المشتركة مع ليبيا، وعملت وما زالت تعمل على أن تصبح ليبيا مرة أخرى دولة مستقرة تعيش بسلام في الداخل، ويعود هذا الأمر إلى أن القاهرة بدأت في التحدث إلى جميع أصحاب المصلحة في ليبيا بما في ذلك حكومة الوفاق الوطني. وفي سوريا تحاول مصر وراء الكواليس مساعدة دمشق دون تنفير شركائها الاستراتيجيين سواء في العالم العربي أو الغرب.
استعادة دور مصر
قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن نظرة الغرب بالتأكيد تغيرت كثيراً في الوقت الحالي تجاه مصر عكس السابق، وخاصة في الفترة التي حكمت بها جماعة الإخوان البلاد.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ«البوابة نيوز» أن جماعة الإخوان حاولت إحداث تغيير مفصلي تجاه الدول التي كانت تعاديها مصر في السابق وعلى رأسها دولة مثل إيران، والكل يتذكر الزيارة الشهيرة للرئيس الإيراني الأسبق، أحمدي نجاد، كما كان لها أيضاً تعاون كبير مع الجانب التركي وقطر ودول أخرى كانت مصر لها مواقف سياسية معها.
كما أشار إلى أن العلاقات في عهد الإخوان شهدت اضطرابات مع دول مثل سوريا، واصفاً السياسة الخارجية المصرية حينها بالضعيفة للغاية، وكان الغرب ينظر لمصر بأنها تمارس سياسة دبلوماسية فيها نوع من الانتهازية وفيها عدم نوع من الجدية فيها عدم وضوح من الرؤية فيها كثير من المغالطات فيها كثير من التناقضات الكبيرة التي أضرت بمكانة وسمعة البلاد.
وأوضح أنه بعد ذلك اختلفت الرؤية بشكل كبير نجحت أجهزة الدولة والدبلوماسيات الرئاسية بالمهارة في استعادة دور مصر، وكان التحرك في صنع دوائر جديدة للسياسة الخارجية المصرية في إقليم شرق المتوسط شرقا عبر دبلوماسية المصالح المشتركة، ونجحت مصر بمهارة في العودة لأفريقيا بعد تعليق عضويتها.
وقال: أعتقد أن الغرب تفهم الأوضاع الجديدة في مصر، واستأنفت الدول الأوروبية علاقتها مع مصر والبرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي وغيرها، أعتقد أن كل هذا مهم للغاية، خاصة بعد الاضطرابات التي شهدتها السياسة الخارجية المصرية، وأعتقد أن الخارجية المصرية والدبلوماسية الرئاسية لعبتا دورا كبيرا في هذا الإطار، وقد تفهم الغرب حاجته إلى دول مستقرة في الشرق الأوسط، ومصر لها دور رئيسي في الأزمات الإقليمية.
وقال محمد ربيع المحلل السياسي، إنه لا شك أن نظرة الغرب اختلفت كثيرا الآن عن الوضع في مصر بل أيضا لمكانة مصر الدولية والإقليمية فبعد ثورة ٣٠ يونيو كان هناك نظرة معادية لمصر وكانت الجماعة الإرهابية ومن يساعدها يسعي جاهدا لتشويه الأحداث في مصر وبث الأكاذيب والإشاعات عن الواقع المصري حتي أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث في أحد المؤتمرات على أن الدولة المصرية تواجه أكثر من ٢١ ألف إشاعة خلال ثلاثة أشهر وهو رقم ضخم للغاية.
وأضاف ربيع في تصريحات لـ "البوابة نيوز" أنه وبعد ٩ سنوات على ثورة يونيو ٢٠١٣ أصبحت سمعة مصر ومكانة مصر الدولية كبيرة جدا بل أصبحت الدولة المصرية أكثر تأثيرا في بيئة القرار الدولي فأصبحت هناك دعوات دولية في المحافل الكبرى لمصر، وأصبحت رؤية مصر تلقي ترحيبا على كافة الأصعدة الغربية خاصة بعد نجاح مصر في مكافحة الإرهاب ففي بداية مواجهة مصر للإرهاب كان هناك عدم ثقة في الرؤية المصرية ومع مرور الوقت أصبح هناك ثقة بل دعم أيضا للتوجه المصري في مكافحة ومحاربة الإرهاب.
وأشار إلى أنه بات هناك دعم دولي لجهود مصر من قبل الدول العربية في الإقليم خاصة أن رؤية مصر في الإقليم تسعي إلى إحلال السلام وإنهاء الحروب في المنطقة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول فضلا عن كونها وسيطا نزيها في مفاوضات الأطراف المتصارعة في بعض الدول وتحرص على إعلاء المصالح الوطنية للدول.
وأكد أن الثقة الغربية في مصر الآن نتيجة الوعي والإدراك القوي بمحورية الدور المصري في ظل رؤية القيادة المصرية إذ تري الدول الغربية أن القيادة السياسية في مصر ذات رؤية وطموح وطني يهدف إلى تحقيق الصالح العام للدولة المصرية بل استطاع أن يستعيد لمصر خلال سنوات قليلة مكانتها الدولية وهذا أحد أهم عوامل الثقة في الدولة المصرية هو المتمثل في الدور الذي تلعبه قياده الدولة المصرية الممثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونشاط الرئيس في كافة المحافل الدولية وعرضه الدائم للرؤية المصرية تهدف لتحقيق الاستقرار والسلام الدولي.