كل ما تريد معرفته عن المؤتمر العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب بشرم الشيخ
تشهد مدينة السلام شرم الشيخ استضافة فعاليات المؤتمر العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب للاتحاد البرلماني الدولي، والذي يقام تحت شعار «النواب الشباب من أجل العمل المناخي»، وينظمه مجلس النواب المصري بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي ويقام بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويعد المؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب الذي يعقده الاتحاد البرلماني كل سنة محفلا فريدا للنواب الشباب من أجل الاجتماع والتبادل والتعلم وتحديد الاستراتيجيات المشتركة والمبتكرة لتعزيز تمكين الشباب، وتركزت دورات المؤتمر العالمي منذ عام 2014، على مسألة تمكين الشباب، وقد قدمت علي مر السنين توجيهات سياساته في مجالات عدة منها المشاركة السياسية، والسلام والازدهار، وأهداف التنمية المستدامة والإدماج الاجتماعي والاقتصادي والتعليم والتوظيف والرفاه والتعافي من جائحة كورونا، وسيواصل هذا المؤتمر العمل على تحقيق هدف تمكين الشباب والنواب الشباب ولكن في مجال العمل المناخي هذه السنة.
ففي عام 2022 لا يوجد موضوع ملح ووجودي أكثر من العمل على وقف تغير المناخ والاحترار العالمي، ونظرا إلى أن تغير المناخ لا يعترف بالحدود الجغرافية، فلم يصبح أولوية قصوى على المستويين العالمي والوطني فحسب، وإنما حفز القاعدة الشعبية للمجتمع المدني الشبابي في جميع أنحاء العالم لمطالبة القادة السياسيين بالعمل وتحقيق النتائج المنشودة والنواب الشباب، الذين انخرط العديد منهم في الحياة السياسية ليكونوا قادرين على المساهمة في العمل السياسي المناصر للمناخ، هم في وضع مثالي للربط بين المجتمع المدني الشبابي المناصر للمناخ وعمل البرلمان وتوجيه آرائهم إلى واضعي السياسات.
وسيجمع المؤتمر العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب النواب الشباب من جميع أنحاء العالم لتنسيق الإجراءات البرلمانية الرامية إلى التخفيف من تأثير المناخ وإبقاء متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين، بل حبذا بقائها دون 1.5 درجة مئوية، تماشيا مع أهداف اتفاق باريس، وسيكون المؤتمر أيضا منبرا لتبادل الأفكار والخبرات والمارسات الجيدة فيما يخص النهوض بمشاركة الشباب وروحهم الابتكارية وأصواتهم حتى يتمكنوا من التأثير في القوانين والسياسات المتعلقة بالمناخ.
وستركز جلسات المؤتمر على الموضوعات الرئيسية الأربعة التالية:
حالة تغير المناخ وتأثيره وحقوق الإنسان إلي جانب الآثار البينية لارتفاع درجات الحرارة، توجد آثار بشرية أيضا، ولذلك سيقيم المؤتمر الحالة الراهنة لتغير المناخ وأعمال الاستجابة الدولية، فضلا عن ارتباط تغير المناخ بحماية حقوق الإنسان وإعمالها، ويشمل ذلك تأثير تغير المناخ في الأمن البشري والفئات الضعيفة، ومفهوم العدالة المناخية بوصفة إجراء قانونيا لحماية حقوق الإنسان الخاصة بالأجيال القادمة.
كما سيشهد المؤتمر العمل البرلماني لمكافحة تغير المناخ، ويؤدي النواب الشباب أدوارا رئيسية في التصدي لتغير المناخ تمتد من المشاركة في صياغة التشريعات الجديدة ومراجعة ميزانيات الدولة إلى تطبيق أدوات الرقابة لمراقبة وفاء الحكومة بالتزاماتها المتعلقة بالمناخ، ولذلك سيسلط المؤتمر الضوء على أمثلة لما يمكن أن يفعله النواب الشباب لأداء دور قيادى في مكافحة تغير المناخ.
وسيتناول الممارسة المتزايدة للتحليل القائم على البيئة في الميزانيات أي ما يعرف بالميزانيات الخضراء« المراعية للبيئة»، وسيقدم أيضا مفهوم الحد من البصمة البيئية للبرلمانات حتى تكون أكثر مراعاة للبيئة «البرلمانات الخضراء»، فضلا عن خبرات البرلمانات وتجاربها في ذلك المجال.
وسيركز المؤتمر أيضا على تغير المناخ والمجتمع المدني، حيث يتبوأ النواب الشباب بصفتهم ممثلي الشعب مكانة مثالية للربط بين الشباب ومجموعات المجتمع المدني، خاصة مجموعات الشباب في عمل البرلمانات على مكافحة تغير المناخ، ولذلك سينظر المؤتمر في كيفية تعزيز الروابط ومشاركة الجمهور وإسماع أصوات الشباب بشكل أفضل في البرلمان، وسيشمل أيضا عرضا للتقرير البرلماني العالمي لعام 2022 بشأن إدراك الجمهور في عمل البرلمان الذي أصدر بالاشتراك بين الاتحاد البرلماني الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما سيركز أيضا على دعم البلدان النامية في التصدي لتغير المناخ، حيث تحتاج جميع البلدان وسائل لوضع وتمويل تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، ولكن هذه الحاجة أكثر إلحاحا في البلدان النامية، ولذلك سينظر البرلمان في الدور الذي يمكن أن تؤديه البرلمانات لتسهيل التعاون الإنمائي بين البلدان المتقدمة والنامية بغية العمل معا على ضمان تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بتغير المناخ مع تشجيع التنمية المستدامة.
وستستند مناقشات المؤتمر في المقام الأول إلى تبادل القوانين والسياسات والممارسات الإبداعية في مجال العمل المناخي، وستتضمن مزيجا من الدراسات الإفرادية والخطابات الملهمة والجلسات الفنية التي تهدف كلها إلى تمكين النواب الشباب من تولي أدوار قيادية في بلدانهم في هذا المجال، ونشجع الوفود على تحضير أمثلة للممارسات الفضلى المتبعة في بلدانها من أجل مشاركتها مع الحاضرين.
وسيتيح المؤتمر الفرصة للترويج لحملة «أقول نعم للشباب في البرلمان» التي بدأها الاتحاد الدولي، ويقود الحملة منتدى الاتحاد البرلماني الدولي للبرلمانيين الشباب، وهي ترتكز على ستة تعهدات اختارها نواب الشباب بأنفسهم لتحقيق أكبر قدر من الفعالية في تحفيز العمل، وتسعى الحملة إلى حشد القادة ورؤساء البرلمانات والبرلمانيين من جميع الإعمار لاتخاذ إجراءات تحويلية فيما يخص مشاركة الشباب في البرلمان عن طريق قطع تعهد أو أكثر على أنفسهم والعمل على الوفاء بها.