البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رئيس وزراء فرنسا يزعم أن القدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي

رئيس وزراء فرنسا
رئيس وزراء فرنسا

اعتذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حضور حفل العشاء السنوي السادس والثلاثين لمنظمة الكريف (Crif ) بسبب  رئاسته المجلس الأوروبي الاستثنائي في بروكسل لإدارة الأزمة الأوكرانية التي أثارها غزو روسيا لأوكرانيا والتى تسببت فى زعزعة أجندة الرئيس وحل رئيس الحكومة جان كاستكس بدلا من ماكرون في الحفل 

يشار الى أن منظمة الكريف (Crif ) هى المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، بمثابة اللوبي الإسرائيلي، الذي أقيم لأول مرة بعد عامين من الغياب بسبب فيروس كورونا ،وتتمثل مهمة الهيئة اليهودية في تقديم مخاوف واهتمامات اليهود الفرنسيين للسلطات العامة وكذلك رعاية مصالح دولة إسرائيل.

في سياق الانتخابات الرئاسية كما جرى التقليد لكسب أصوات يهود فرنسا ،دافع رئيس الدولة  ولكن عبر صوت رئيس وزراءه الذي قرأ خطابه عن سجله في مكافحة معاداة السامية.

وزعم كاستكس أن الأعمال المعادية للسامية انخفضت في فرنسا بنسبة 14٪ في عام 2021 مقارنة بعام 2019 ، ودعا إلى "تعبئة عامة" ضد معاداة السامية.

لكن ما أثار غضب عرب ومسلمي فرنسا أن يعلن كاستكس ( ولا نعرف منه أم من ماكرون) أن "القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي" كما انتقد تقرير منظمة العفو الدولية الذي هاجم اسرائيل من خلال وصفها بمصطلح "الفصل العنصري" فقال بأنه" تعبير غير صحيح". 

ناقض جان كاستكس في خطابه قرار الأمم المتحدة ، الذي ينفي الصلة بين الشعب اليهودي والحرم القدسي. 

   

"محو اليهودية غير مقبول"

 

 خلال خطابه ، أعاد كاستكس التأكيد على قناعته مدى الحياة.  بأن"القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي" ، وتابع رئيس الوزراء ، الذي أشاد به الجمهور وقال بأنه سخصيا يقولها منذ فترة طويلة ، وتابع: "من غير المقبول محو نصيب اليهود ،في إشارة مباشرة إلى مؤسسات مثل الأمم المتحدة ، التي أصدرت قرارًا في ديسمبر الماضي ينفي العلاقة بين الشعب اليهودي وحرم الهيكل. ولكن رئيس الحكومة الفرنسية قال "هذا لا يمنعنا بأي شكل من الأشكال من الاعتراف واحترام ارتباط الديانات الأخرى بهذه المدينة" ، وتابع.  "لقد أدرك جميع المواطنين أن أملهم الوحيد هو السلام معًا".

 

ويبدو أنه وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية ، كانت في هذا المساء لهجة سياسية قوية.  وكان المرشحون، الإشتراكية آن هيدالجو والخضر يانيك جادوت واليمينية فاليري بيكريس حاضرين.  ومع ذلك ، لم تتم دعوة مارين لوبن وجان لوك ميلينشون وإريك زمور.  فميلينشون وزمور  على خلافات مع اليهود.  أما بالنسبة لمارين لوبن فيخشاها يهود فرنسا بسبب أن والدها يعتبر في نظرهم أكبر نازي في أوروبا. لكن في الواقع تدعو المؤسسة اليهودية إلى حجب جميع المرشحين من أقصى اليسار واليمين المتطرف.

 

- وزير الداخلية يحظر مظاهرات مناصرة لفلسطين - 

 

طالب وزير الداخلية الفرنسية جيرار دارمانان بحل جمعيتين لدعم الشعب الفلسطيني ، بما في ذلك تجمع فلسطين فينكرا كما وسبق أن أعلن في العام الماضي، عن منع تظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني بهدف "تجنّب المساس بالأمن". فيما اعتقلت الشرطة رئيس جمعية التضامن الفرنسي الفلسطيني برتراند هيلبرون، بعد مشاركته في تجمع لدعم فلسطين بباريس.

وكانت التظاهرات مناصرة لفلسطين ومنددة بالعدوان على غزة لكن تبرير الوزير بدعوى منع حدوث اضطرابات بهدف تجنّب المساس بالأمن.

 

وقال دارمانان موضخا موقفه "طلبت من مدير الشرطة منع المظاهرة المقررة لكونها مرتبطة بالتوتر الأخير في الشرق الأوسط​​​ خوفاً من تكرار اضطرابات 2014 والتي أحرق فيها المهاجرون ستة آلاف سيارة وأحداث شغب فيما سمي آنذاك بانتفاضة الضواحي.

السؤال الذي يفرض نفسه ويستمد قوته من واقع الأحداث؛ إلى متى يتم مغازلة أصوات اليهود الذين لا يتجاوز عددهم نصف مليون نسمة وتجاهل عدد مسلمي الجالية في فرنسا الذي يتجاوز  عشرين مليون نسمة وهم قادرون على ترجيح كفة على حساب كفة في الانتخابات؟!

كان الجواب التقليدي في السابق أنهم لا ينتخبون ولا يهتمون بالسياسة على عكس أبناء عمومتهم.

 فهل سيضع عرب ومسلمو فرنسا ثقلهم في الانتخابات الرئاسية القادمة أم يستمرون في ترك مصيرهم في أيدي غيرهم؟ هذا ما ستكشف عنه الأحداث القادمة وإن غدآ لناظره قريب.