الأنبا مكاريوس يكتب: عيد الحب
الحب ليس له عيد، ولكنها مناسبات ننتهزها لنعبّر فيها عن محبتنا للآخرين، وفي هذه المناسبة يليق بنا أن نتذكّر كم فقدنا ممن كنا نحبهم؟ ربما بسبب حماقتنا أو غيرتنا أو طمعنا أو عثرتهم وصدمتهم فينا، وإن كانوا كما هم لم نفقد منهم أحدًا فهل أضفنا إليهم آخرين أم لا؟ هل تكسب كل يوم محبين؟ وهل تبذل طاقة حب كل يوم لأجل «آخرين»؟ إذا لم تكن قد أضفت فعلى الأقل لا تفقد أحدًا ممن أحبوك ووثقوا فيك.
كثير من الناس يحتاجون إلى قليل من الحب لينجحوا.. وآخرون يحتاجون إلى هذا القليل ليتوبوا، وغيرهم يحتاجون إليه ليغفروا، والبعض يحتاج إلى هذا القدر لينهضوا من بالوعة اليأس، والبعض يحتاجه لتصبح لحياته أجمل وأكثر إبهاجًا، إن كل إنسان مهما كانت قيمته ومهما علا شأنه فإنه في احتياج مستمر للحب والتقدير.
يهتم الكثيرون في هذه المناسبة بتقديم الهدايا لمن يحبونهم، ولعل الذين يحبونهم لا يحتاجون إلى هذا الدليل قدر ما يحتاج إليه الذين لا يشعرون بمحبتنا كدليل وتعبير عن المحبة، وكما لا تعبّر الهدايا القيمة بالضرورة عن مستوى الحب، فإن كثيرين في المقابل يحتاجون إلى أبسط الهدايا ليشعروا بمحبتنا لهم، فإذا لم تكن في طاقة يدنا أن نقدم الكثير من الهدايا فإنه بإمكاننا أن نعبّر عن الحب بكلمات مناسبة، وأحيانًا تعبّر قسمات الوجه عن الحب، وكثيرًا ما يشعر الآخر بمحبتك دون أدنى دليل مما أشرنا إليه.
الحب هو إكسير الحياة، وسر الوجود، وأكبر وأقوى معجزة، إنه الله لأن «الله محبة».