طفرة في عالم الصحة.. المستشفيات تبدأ في استخدام عقار "مولنوبيرافير" لعلاج مصابي كورونا.. وأطباء: مصر حققت نجاحًا في الصناعة الدوائية المحلية.. ويوضحون مساهمته في تقليل المخاطر العالية من الإصابة
تزامنًا مع ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الوقت الراهن بعد انتشار المتحور الجديد "أوميكرون" على مستوى العالم أجمع، حققت الدولة المصرية طفرة كبيرة في توفير عقار لعلاج مرضى كوفيد 19، وهو "مولنوبيرافير".
رخصة استخدام "مولنوبيرافير"
حصل عقار "مولنوبيرافير" على رخصة الاستخدام الطارئ لعلاج فيروس كورونا المستجد، بعد أقل من شهر من حصول المستحضر على رخصة الاستخدام الطارئ من الجهات الرقابية العالمية مثل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهيئة الأدوية الأوروبية، وذلك وفقًا لما أعلنته هيئة الدواء المصرية. (EMA)
أوضحت الهيئة، أنه تم حصر تداول عقار "مولنوبيرافير" المستخدم في علاج فيروس كورونا داخل المستشفيات فقط، لضمان استخدامه تحت الإشراف الطبي الكامل، وما تقره اللجان العلمية لضمان المتابعة العلاجية المستمرة، مشيرة إلى أنه أول علاج فموي للبالغين المعرضين لمخاطر إصابة بـ "كورونا"، فهو يقلل من خطر دخول المستشفى والوفاة بمقدار 50% بالنسبة للمرضى الذين يعانون من إصابة بالفيروس بدرجة خفيفة إلى متوسطة، ويعالج الفيروس في 5 أيام من بداية الإصابة.
ومن المقرر إدراجه ضمن البروتوكول العلاجي لـفيروس كورونا، بعد الانتهاء الشركات المحلية الخمس من التصنيع والحاصلة على موافقة التصنيع من قبل هيئة الدواء المصرية.
فوائد عقار "مولنوبيرافير"
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن فوائد عقار مولنوبيرافير هو استخدامه في علاج الحالات البسيطة والمتوسطة من إصابات فيروس كورونا المستجد، يتم أخذه في الأيام الأولى من الإصابة للمصابين بنقص المناعة وكبار السن، لافتًا إلى أن الوزارة تسعى للوصول إلى 70% من التطعيم بلقاحات كورونا قبل منتصف 2022 من أجل العودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي، وتمتلك مصر المواد الخام لتصنيع هذا العقار الذي يستخدم في الحالات البسيطة والمتوسطة.
وأضاف عبد الغفار، في تصريحات رسمية، أنه يتم إنتاج هذا العقار بـ5 شركات محلية لتصنيع الدواء بعد اجتيازه للاختبارات المعملية الدقيقة التي أجازت الاستخدام الطارئ للدواء، منوها بأنه تم إنتاج نحو 25 ألف عبوة، مع توافر مواد خام تكفي لتصنيع نحو 150 ألف عبوة إضافية، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الفترة المقبلة، وضرورة تلقي اللقاحات المضادة للفيروس للحد من دخول المصابين المستشفى والحالات الحرجة، مضيفا: «نسب الإشغال بالمستشفيات الجامعية التي بها أقسام عزل لمصابي كورونا، ما زالت في الموضع الآمن والمطمئن».
ومن ناحيته، يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن عقار مولنوبيرافير قصة نجاح جديدة، فإن ما حققته مصر يعتبر قصة نجاح جديدة للصناعة الدوائية المحلية، والدخول في السباق العالمي في تصنيع عقار "مولنوبيرافير" وتوفيره، ونتيجة ذلك، أصبحت مصر الدولة العربية الأولى على مستوى قارة أفريقيا والشرق الأوسط والرابعة عالميًا في تصنيع هذا العقار، موضحًا أنه هناك خمس شركات محلية في مصر ستبدأ التصنيع كمرحلة أولى، هذا الإعلان جاء بالتزامن مع طرحه في أميركا وإنجلترا بعد موافقة الاستخدام الطارئ من هيئة الغذاء والدواء الأميركية.
ويواصل بدران، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مصر تعتبر الدولة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط سمحت بالتسجيل الطارئ له وإنتاجه محليًا، وفي إطار توجيهات القيادة السياسية بأهمية توفير أحدث أدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد، والحرص على تعميق توطين صناعة المستحضرات الدوائية في مصر، أعلنت هيئة الدواء المصرية عن قصة نجاح جديدة، حيث قامت بمنح رخصة الاستخدام الطارئ لمستحضر "مولنوبيرافير"، وذلك بعد اجتيازه للتقييمات اللازمة للحصول على رخصة الاستخدام الطارئ، ففي أقل من شهر من حصول المستحضر على رخصة الاستخدام الطارئ من الجهات الرقابية العالمية، وأهمها هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) وهيئة الأدوية الأوروبية EMA، قامت مصر بإستيراد المواد الخام للعقار منذ أكثر من 8 أشهر، وستبدأ بتصنيعه محليًا من خلال خمس شركات محلية كمرحلة أولية، تعقبها عدة شركات أخرى ما زالت في مراحل التقييم المختلفة.
ويوضح، أن هذا العقار يعدّ أول علاج فموي للبالغين المعرضين لمخاطر عالية مع مرض كوفيد-19 نجح في التقليل من خطر دخول المستشفى بمقدار النصف، والوفاة بمقدار النصف بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض خفيف إلى متوسط، فإن الهدف من هذا العقار هو إبقاء المرضى بعيدًا من المستشفيات، وساعد "مولنوبيرافير" المرضى الذين لديهم عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بكوفيد-19 الشديد، على تجنب دخول المستشفى، إذ يعمل العقار كمضاد للفيروسات على خفض قدرة الفيروس على التكاثر مما يحجم المرض، ويُشبه العقار من ناحية الوظيفة وسهولة استخدامه وتوافره بدواء "التاميفلو" الدواء المضاد للفيروسات الذي يستخدم لمنع الأعراض الخطيرة للإنفلونزا، إذ يخفف من احتمال انتقال العدوى إلى مخالطي الشخص المصاب، يعطى هذا العقار للمصاب في الأيام التي تلي تشخيص إصابته وهو يخفض الى النصف احتمال دخول المستشفى.
ويشير إلى أنه في البداية سيتم حصر تداول العقار داخل المستشفيات فقط لضمان استخدامه تحت الإشراف الطبي الكامل، ووفقًا للمعايير التي تقرها اللجان العلمية لضمان المتابعة العلاجية المستمرة، وضمان توافر كافة المستحضرات الدوائية، وبخاصة الحديثة، بالإضافة إلى توطين صناعتها محليًا من خلال تقديم الدعم الفني لشركاء الصناعة، وإتاحة المجال لزيادة الاستثمار الدوائي، ودعم التنافسية الإيجابية بسوق الدواء المصري، كما أن وجود 5 شركات تنتج الدواء في مصر سيسمح بتوفير الدواء محليًا وإقليميًا وقاريًا، ويعتبر "مولنوبيرافير" أول مضاد فيروسات يُعطى من طريق الفم لعلاج كوفيد-19، خلافًا للعقاقير الأخرى المصرح باستخدامها حاليًا لهذا الغرض والتي يجب إعطاؤها من طريق الوريد أو الحقن، متمنيًا أن يؤدى توفير هذا العقار في إنقاذ الدول ذات الدخل المتدني والمتوسط في مواجهة جائحة كورونا وانتشار متحوراتها في ظل عدم توافر اللقاحات التى تقى من الكورونا كوفيد-19 في بعض الدول الفقيرة.
كما يضيف الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أنه عقار مولنوبيرافير علاج للحالات المصابة بفيروس كورونا المتسجد هام جدًا، لأنه يضمن شفاء المريض، ويقلل احتمالية دخول المستشفي بنسبة 50%، ويقطع سلسلة نقل العدوى، موضحًا أن المتحور أوميكرون ينتشر بسرعة كبيرة، وعدوى المتحور يصل من 10 إلى 17 شخص خلال 3 أيام، وتكون الأعداد كبيرة جدًا، وعلاج المريض بالعقار يقضي على سلسلة العدوى والتحكم في الجائحة، بجانب حصول المواطنين على التطعيم.
ويستكمل عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مصر ستكون من أولى الدول المصدرة للعلاج للدول الأخرى، مثل ما حدث في علاج فيروس سي، فهناك حماس من المشركات المنتجة للعقار، مؤكدًا أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، ومن المتوقع أن يتوافر العقار في الصيدليات، ولكن بشرط أن يصرف بروشتة معتمدة، فإن العقار يُأخذ بالفم لمدة 5 أيام منذ بداية الإصابة، ومن المتوقع أن يكون هناك اعتماد لشركات أخرى لإنتاجه بكميات كبيرة، ومن ثم سهولة توفيره في الصيدليات، ولكنه في الوقت الحالي قد يكون توافره في الصيدليات في غير محله، وتم تداوله داخل المستشفيات العامة والخاصة للحالات المؤكد إصابتها من خلال تحليل الـ pcr.