البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مشروعات قوانين تثير الخلافات تحت القبة.. البرلمان ينتصر للعمال والطلاب والمسيحيين.. سولاف درويش: مكتسبات عديدة بمشروع قانون العمل.. إيهاب رمزي: قانون الأحوال الشخصية سيخرج إلى النور في صيغتين

البوابة نيوز

مع انطلاق دور الانعقاد الثاني بمجلس النواب، بدأ الحديث مجددًا عن القوانين ‏التي تم تأجيلها منذ الفصل التشريعي الأول، والتي تشهد خلافًا حادًا سواء داخل ‏لجان البرلمان أو من طوائف المجتمع ومؤسساته المختلفة، بسبب رفض مواد ‏يراها البعض محل خلاف.‏

حيث رصدت «البوابة نيوز» أبرز القوانين التي ثار الجدل حولها، خلال الفترة الماضية، ‏وأبرز المواد الخلافية في مشروعات القوانين، سواء من نواب تحت القبة أو ‏الأحزاب الممثلة بالبرلمان أو النقابات المهنية والمؤسسات المختلفة والأفراد ‏المعنيين.‏        

صراع كبير أشعله قانون العمل الجديد خلال مناقشته داخل أروقه لجنة القوي ‏العاملة بمجلس الشيوخ، حول تعديل بعض مواد القانون والتي تنتصر لحقوق ‏العمال كما يراها نواب مجلس الشيوخ، بينما يراها أعضاء مجلس النواب أنها لا ‏تحقق التوزان بين الحفاظ على مصلحة العامل وأصحاب الأعمال؛ مؤكدين على ‏المحافظة على المستثمرين ورجال الأعمال جنبًا إلى جنب مع الحصول على ‏مصالح العمال وحقوقهم.‏

وأكدت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوي العاملة بمجلس النواب، أن ‏اللجنة حاولت خلال مناقشة القانون داخل البرلمان، حصول العمال على أكبر ‏مكاسب لهم وأيضا بالتوازي مع المحافظة على حقوق أصحاب الأعمال.

النائبة سولاف درويش

وأشارت، ‏إلى أنهم أقاموا لجان استماع عديدة حول القانون خلال مناقشته بحضور مجموعة ‏كبيرة من رجال الأعمال وممثلي عن العمال والحكومة التي قبلت الرأي والرأي ‏الآخر حول القانون، ووافقت على كافة التعديلات التي أقرتها اللجنة وذلك للوقوف ‏على أفضل مواد وصياغة للقانون.‏ وتابعت وكيل لجنة القوي العاملة بالبرلمان في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن ‏تعديل المادة ٧٠ الخاصة بتحويل المدد الزمنية اللازمة لتحويل العقد من عقد محدد ‏المدة إلى عقد مفتوح المدة، قد تمت مناقشته قبل ذلك داخل لجان الاستماع التي ‏عقدتها اللجنة، ولكن تم رفضه من قبل أصحاب الأعمال وهو ما جعلها تخرج بهذا ‏الشكل. وأكدت، أنه لا يمكن أن يخرج القانون في اتجاه واحد فقط فلا بد من الحفاظ ‏على مصالح أصحاب الأعمال والمستثمرين، لأنهم من يقدموا العمل والقانون هدفه ‏الحفاظ على مصالح الجميع.‏

وأشارت، إلى أن التعديلات التي يجريها نواب مجلس الشيوخ الآن على القانون ‏تُحترم، ولكنها ستعود مرة أخري لمناقشتها داخل البرلمان والتصويت عليها مرة ‏أخيرة قبل أن يخرج القانون إلى النور؛ موضحًة أن القانون به مجموعة استحقاقات ‏وقواعد جديدة بجانب ضمانات وتحفظات لعلاقات العمل، على رأسها منع توقيع ‏العامل على "استمارة ٦" قبل العمل.

إلى جانب منع أزمة الاستقالة المسببة، وزيادة ‏نفقات الجنازة من ٢٠٠ جنيه إلى ١٠٠٠ جنيه، كما راعى حقوق المرأة العاملة، ‏وألزم صاحب العمل بحقها في الحصول على إجازة كاملة الأجر خلال فترة ‏الرضاعة.‏

وأكدت درويش، سيكون هناك توسع كبير في بعض المواد الخاصة بالعمال ‏والمرأة والعمل، تحقيقًا لمبادئ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها ‏الرئيس عبد الفتاح السيسي.

النائب عبد الفتاح محمد

 من جانبه؛ صرح النائب عبد الفتاح محمد، عضو لجنة القوي العاملة بمجلس ‏النواب، أن المكاسب التي حصل عليها العمال من خلال قانون العمل الجديد الذي ‏يناقش حاليًا في لجنة القوي العاملة بمجلس الشيوخ غير مسبوقة ولم يحصل عليها ‏العمال من قبل؛ مشيرًا إلى أن القانون الجديد ينظم العلاقة جيدًا بين العمال ‏وأصحاب العمل ولا نريد الضغط أكثر على أصحاب رؤوس الأموال.‏

وأكد عبد الفتاح في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن لجنة القوي العاملة سوف تقيم ‏جلسات حوار مجتمعي حول التعديلات التي سيجريها مجلس الشيوخ على مواد ‏القانون، بحضور ممثلين عن الحكومة وعن العمال وأصحاب العمل ورجال ‏الأعمال لمناقشتها والخروج بأكبر مكاسب للعمال.‏

وتابع عضو القوي العاملة بالبرلمان، أنه سوف يتقدم باقتراح لضم العاملين من ‏خلال شبكة الإنترنت "الفري لانسر"، بعد انتشار جائحة كورونا إلى القانون، ‏وتخصيص باب لهم حتى يستفيدوا من الحماية الاجتماعية للقانون فقد أصبحوا ‏جزءًا من اقتصاد الدولة.‏

وقالت ألفت المزلاوي، أمين سر لجنة القوي العاملة بالبرلمان، إن القانون ‏يضمن حقوق العاملين من خلال حظر الفصل التعسفى وإلغاء استمارة ٦ سيئة ‏السمعة، ويدعم ملف العمالة غير المنتظمة، فهو قانون شامل مدقق يهدف إلى ‏تحقيق الأمان الوظيفى وحماية حقوق العمال، وضبط العلاقة بين العامل وأصحاب ‏العمل. وذلك بما يجعلها متوازنة محكومة بقانون واضح يشجع الشباب على الانخراط في ‏العمل والاستثمار، ويحرص على توفير بيئة مناسبة في القطاع الخاص تضمن ‏حقوق العاملين به من خلال حظر الفصل التعسفى، والعمل على طمأنة المستثمر ‏المصري والأجنبى.‏

النائبة ألفت المزلاوي

 

وتابعت، أن اتحاد عمال مصر قد طالبوا بقانون عمل جديد يحدث التوازن بين ‏طرفي علاقة العمل وهما صاحب العمل والعمال، وذلك نظرًا لوجود مشكلات كبيرة ‏منها تعثر التسوية الودية بين طرفي العمل وبطء عملية التفاوض وعدم وجود ‏محاكم عمالية متخصصة، وكذلك مشكلات استمارة ٦ وتوقيع العامل على استقالته.

‏كما أن القانون القديم لم يتناول العمالة غير المنتظمة ولم يعط ذوي الهمم ‏حقوقهم، مشددًة على أنه نظرا لأهمية القانون الذي تنتظره الفئة الأهم في المجتمع وهى ‏شريحة العمال فإنه من الضرورى مناقشته في حوار مجتمعي يشارك أصحاب ‏الشأن وفى مقدمتهم اتحاد عمال مصر وممثلي العمال وعقد لجان استماع لبحث ‏النقاط الخلافية أثناء مناقشة مشروع النون.‏

وأكدت أمين سر لجنة القوي العاملة بالبرلمان، أن القانون عالج ما يعرف باستمارة ‏‏٦، ليصبح هناك ٤ نسخ لعقد العمل مع العامل وصاحب العمل ومكتب التأمينات ‏ووزارة العمل للقضاء على احتمالية التلاعب.‏

فيما قال النائب عمرو عزت، وكيل لجنة القوي العاملة بمجلس الشيوخ، إن قانون ‏العمل الجديد المرسل من الحكومة لا يحقق التوزان بين العامل وصاحب العمل أو ‏صاحب المنشأة، لذلك فنحن داخل اللجنة حاربنا من أجل تعديل المادة ٧٠ الخاصة ‏بتحويل المدد الزمنية اللازمة لتحويل العقد من عقد محدد المدة إلى عقد مفتوح ‏المدة، مشيرًا إلى أن اللجنة تحاول الخروج بقانون ينتصر لحقوق العاملين بكافة ‏الطرق.‏

النائب عمرو عزت

وأكد عزت في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هناك العديد من المواد الموجودة في ‏فصل العقد والعقوبات تحتاج إلى تعديل، منوهًا بأن تنسيقية شباب الأحزاب تعمل ‏على وضع بعض التعديلات، وسيتم تقديم هذه التعديلات في أقرب، لمناقشتها داخل ‏اللجنة في نطاق أوسع ولعمل مداولة حولها كي نخدم مصلحة العامل.‏

فيما أشاد وكيل القوي العاملة بالشيوخ، بالفصل الخاص بعمل المرأة الموجود ‏داخل القانون مؤكدًا أنه انتصار حقيقي للمرأة العاملة داخل المجتمع المصري.‏

ويأتي مشروع قانون العمل الجديد والذي يعد من أهم القوانين التي تنظم العلاقة ‏بين أصحاب العمل والعمال، ضمن عدد من التشريعات والقوانين التي سيناقشها ‏المجلس النيابي وهى تهدف في جملها إلى توفر السلم الاجتماعي وزيادة الإنتاج ‏وحماية حقوق المواطنين.‏

وكان مجلس الشيوخ قد شرع في مناقشة قانون العمل الجديد فور إرساله من ‏مجلس النواب، وقد شهدت المناقشات شد وجذب كبير بين نواب المجلس وممثلي ‏الحكومة، حول تعديل بعض المواد المثار حولها الخلاف ومنها المادة ٧٠ الخاصة ‏بتحويل المدد الزمنية اللازمة لتحويل العقد من عقد محدد المدة إلى عقد مفتوح ‏المدة.‏

 

الطوائف المسيحية تتوافق على مواد مشروع القانون.. والسماح بالطلاق المدنى 

على مدى أكثر من نصف قرن، وما زال قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين ‏يطرح جدلًا وأزمة لأطراف المعادلة بالأسرة المصرية، على الرغم من أنه وضع ‏ليكون منظمًا للتعامل الأسري في حالات الطلاق أو الوفاة وغيرها.‏

ويعد الهدف الرئيسي من فكرة القانون هو تنظيم الحفاظ على بنية الأسرة ‏المصرية، خصوصًا الأطفال، بحيث يضمن جميع حقوقهم، بالإضافة إلى نشأتهم ‏في بيئة خصبة لا يستشعرون فيها بأي فجوة في حياتية بسبب الخلافات القائمة بين ‏الأم والأب.‏

جلسات عدة على مدى سنوات، تمت بين الطوائف المختلفة للوقوف على صيغة ‏ترضي جميع الأطراف، وتمت دعوة جميع الطوائف المسيحية لمناقشة مواده ‏داخل مقر إدارة التشريع بوزارة العدل، في نهاية العام الماضي، وعقدت عدة ‏اجتماعات.

حتى تم التوصل لتوافق عام لكل بنود القانون والذي تمت صياغته ‏وعرضه على الكنائس المصرية التي وقع ممثلوها على مشروع القانون وهم: ‏‏«الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الكنيسة الكاثوليكية، الطائفة الإنجيلية، كنيسة ‏الروم الأرثوذكس، كنيسة السريان الأرثوذكس»، وذلك حسب تصريحات ‏المستشار منصف نجيب سليمان، عضو مجلس النواب وممثل الكنيسة القبطية ‏الأرثوذكسية في إعداد مشروع القانون.‏

النائب إيهاب رمزي

وكشف النائب إيهاب رمزي عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، ‏عن آخر مستجدات القانون قائلًا: "إن قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين يتم ‏مراجعته داخل وزارة العدل حاليًا، بعد أن توافقت عليه كافة الطوائف المسيحية".‏

وأوضح «رمزي» في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه تم الاتفاق على دمج جميع ‏مشروعات القوانين المُقدمة للبرلمان فيما يخص قانون الأحوال الشخصية ‏للمسلمين، في قانون واحد، وفور الانتهاء منه سيتم عرضه على البرلمان ‏لمناقشته؛ مشيرًا أن قانون الأحوال الشخصية سيخرج إلى النور في صيغتين "عام ‏وخاص" للمسلمين والمسيحيين وليس في قانون واحد.‏

وجاءت أبرز التعديلات التي تضمنها مشروع قانون الأحوال الشخصية ‏للمسيحيين، والذي تبلغ مواده ٢٨٤ مادة، هو الطلاق المدني الذي نص عليه ‏مشروع القانون في مادة (الفرقة) وهو منح الطلاق في المحاكم للزوجين إذ ثبتت ‏استحالة العشرة واستحالة الحياة الزوجية بين الطرفين بشرط مرور ٣ سنوات ‏متصلة بدون أطفال و٥ سنوات في حالة وجود أطفال.

فتحكم المحكمة بالتطليق ‏المدني أي الانحلال المدني للزواج، ويجوز للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن ‏تصرح أو لا تصرح للطرفين أو كليهما وفقَا لأحكام الشريعة المسيحية بالزواج ‏مرة أخرى.‏