البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عودة الحياة لقصر محمد على بشبرا

العميد هشام سمير: أعمال ترميم قصر محمد علي بـ512 مليون جنيه

أعمال ترميم قصر محمد
أعمال ترميم قصر محمد على بشبرا

تحفة معمارية امتزج فيها الطابع التركي بالطراز الأوروبى ليجسد تفردًا غير مسبق في البناء والتشييد، فعلى ضفاف نهر النيل العظيم، وبالتحديد في منطقة شبرا الخيمة يجسد قصر محمد على خصوصيته المتفردة في البناء والتشييد.
"قصر محمد علي "، هو أحد أعرق وأهم القصور الملكية، فهو قصر مؤسس دولة مصر الحديثة محمد على باشا في شبرا الخيمة، والذى اختار موقعه ليكون بعيدًا عن مقر الحكم بقلعة صلاح الدين الأيوبى، وليكون هذا القصر مكانًا للاسترخاء والاستجمام لاستعادته الطاقة والراحة والهدوء، ليصبح متحفا من نوع خاص فكل حجر فيه، وكل فسيفساء بجدرانه، هى بمثابة تحفة جدارية لا مثيل لها.
ويقع القصر على مساحة 26 فدانًا في أرض متسعة امتدت حتى بركة الحاج، وتمت زراعة وغرس العديد من الأشجار والنباتات النادرة، وأقيم عدد كبير من البساتين. هذا الجمال النادر تعرض للإهمال، حتى قررت وزارة السياحة والآثار البدء في أعمال ترميم القصر، وإعادته للحياة مرة أخرى.
وعن تفاصيل أعمال الترميم تحدثت "البوابة"، مع العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار، والمشرف العام على قطاع المشروعات، والذي أكد أن أعمال رفع كفاءة قصر محمد على باشا بشبرا تتم بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، طبقًا لبروتوكول التعاون الموقع بين الوزارة والهيئة، في شهر أبريل عام 2017، لتطوير وترميم ٨ مواقع أثرية، من بينها المتحف اليوناني الروماني، ومتحف الحضارة والمعبد اليهودي بالإسكندرية، وقصر محمد على بشبرا، وهضبة الأهرامات، وقصر البارون إمبان.
ولفت مساعد وزير السياحة والآثار، والمشرف العام على قطاع المشروعات، إلى أن أعمال الترميم بتكلفة مالية تقديرية تصل إلى 512 مليون جنيه، ومن المقرر الانتهاء نهاية النصف الثانى من العام الحالى، حيث يصل إجمالى نسبة تنفيذ الأعمال بالمشروع إلى 96%، وتقدر مساحته الحالية نحو 26 فدانًا.
وأشار، إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الترميم بالكامل لكشك الجبلاية والتى شملت"أعمال التوثيق المساحى والمعماري والفوتوغرافى للمبنى قبل وأثناء وبعد الترميم، وفك رخام الأرضيات بعد تكويده ونقله لمعامل الترميم للتنظيف والمعالجة وإعادة تركيبها وجليها.
كما تم فك أرضيات السطح والعزل أسفلها والبراطيم الخشبية وسقف التحميل وإعادة تركيبها بعد ترميمها، وفك الخشب البغدادلي بالدور الأول للأسقف وحفظه وتشوينه ومعالجته من الفطريات والتسوس، بالإضافة إلى معالجة شروخ النافذة بجميع حوائط المبنى، وعمل الدراسات اللازمة للاتزان الإنشائي للمبنى.
وتم الانتهاء من عمل خوازيق لتحافظ على استقرار حركة المبني إنشائيًا- تم الانتهاء من أعمال تنسيق الموقع وإعادة إلى وضعه الأصلى والأثرى من أعمال زراعات وأرضيات حجرية والسلالم المؤدية للكشك وأعمال زراعة المصاطب بأنواع نجيلة مناسبة مع الحفاظ على أنواع الشجر المتواجدة حول الكشك.
وأكد "سمير"، أنه تم تنفيذ الأعمال الخاصة بقصر الفسقية بنسبة 99%، إذ تم الانتهاء من أعمال الرفع الفوتوغرافى والمعمارى والمساحى للقصر بالكامل، كما تم الانتهاء من رفع كفاءة البحيرة حيث تمت إزالة جميع الأرضيات، وتم عمل دكة أسفلها وعزلها، وتم عمل الوصلات الكهربائية الخاصة بالبحيرة وإعادة تركيب الأرضيات الرخامية لها، واسكتمال الأجزاء المفقودة من أرضية البحيرة، وإعادة تركيب المجرى الرخامى، إضافة إلى الانتهاء من أعمال ترميم الزخارف الملونة بالدهانات الزيتية بعد الوصول إلى الرسومات الأصلية المتواجدة بأروقة القصر.
أما بالنسبة للجمالون الخشبى؛ فتم الانتهاء من معالجة الأخشاب وتغيير الأخشاب المتهالكة نتيجة التسوس والعطن، هذا بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال الترميم الدقيق والتنظيف الميكانيكى والكيميائى لمشتملات القصر.
يذكر أن قصر محمد على بشبرا قد اعتمد في تصميمه على الحدائق الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتم تشييد عدة مبانٍ كل منها يحمل صفة معمارية مميزة ومنفردة، ولهذا اختيار محمد على هذا المكان البعيد ليكون هو المهرب من مشكلات الحكم وبعيدًاعن مناطق الصراع.
وجاءت عمارة القصر على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد على اختيار طراز معمارى من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذى شاع في تركيا على شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة.
وتم بناء القصر على عدة مراحل استغرقت أكثر من ١٣ عامًا ابتداء من عام ١٨٠٨ حتى عام ١٨٢١، ففى عام ١٨٠٩ سقط سقف القصر بعد انتهاء بنائه في مايو ١٨٠٩ فأعيد بناؤه مرة أخرى، وفى ١٨١٢ أنشأ محمد على عددًا من السواقى لتوفير المياه للقصر والحدائق.
وأضيف إلى القصر سرايا الجبلاية في عام ١٨٣٦ وهو عبارة عن مساحة مستطيلة أبعادها ٧٦.٥ متر × ٨٨.٥ متر، وتتكون من طابق واحد وتفتح بأواسط أضلاعه أربعة أبواب محورية يتقدم كل باب سقيفة ويشغل كل ركن من البناء حجرة تبرز من الواجهة كأنها برج.
ويتوسط البناء حوض تتوسطه نافورة تنخفض عن أرضية البناء، وقد اشتهر القصر باسم قصر الفسقية لوجود نافورة كبيرة به، وأشرف على الإنشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا، وهو أحد أمهر المهندسين في هذا الوقت.