البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

دور العلم في بناء المجتمع

دعوة للاهتمام بالعلم فالعلم يناجي صاحبه يقول له أنت مني وأنا منك فإذا أردت أن تسأل فأجيب أو تسأل فتجيب فهب لي سواد ليلك وهب لي بياض نهارك فالعلم ينحاز لمن ينحاز له ويعطي من يهتم به  فترى العلم يقود الجيوش نحو حسم الحروب والانتصار فيها فعندما رحل الخبراء السوفيت عن مصر قبل حرب أكتوبر احتاجت مصر إلى إنتاج وقود لتشغيل الصواريخ بديلا عن الوقود الروسي فكلفت الدكتور محمود يوسف سعادة رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بالمركز القومي للبحوث لتكوين فريق عمل من العلماء المصريين لابتكار وقود جديد لتشغيل الصواريخ وبالفعل نجح فريق العمل خلال ستة أشهر في إنتاج وقود مصري لتشغيل الصواريخ في حرب أكتوبر بديلا عن الوقود الروسي. 

وتجد الحرب العالمية الثانية التي حكمت نتيجتها العالم لعقود طويلة تم حسمها من خلال عدة ابتكارات علمية لعلماء منهم عالم الرياضيات - آلان تورنج - الذي كان عبقريا من عباقرة الرياضيات وبعد الانتهاء من دراساته العلمية للرياضيات بفترة وجيزة قام بنشر بحث عام 1936 أحدث ثورة في فهم طبيعة علم الرياضيات.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939 تم تكوين فريق عمل مكون من تورينج وعدد من المفكرين والعلماء البارعين من جانب الجيش البريطاني في أحد المنازل بضاحية ميلتون كينز جنوب انجلترا للعمل على فك الشفرة الخاصة بالجيش الألماني. 

وقد قام هذا الفريق من العلماء بتحقيق نجاحا باهرا في هذا الصدد وقد لعب تورينج  دورا رئيسيا في فهم كيفية فك رموز تلك الشفرة لقد كانت فكرة فك رموزها امرا بعيد المنال حتى من قبل الألمان أنفسهم ومع نهاية الحرب عندما اتضح أن دول الحلفاء كانت لديها معرفه مسبقه لتحركات الجيش الألماني وخططه السرية كانت الإدارة العسكرية الألمانية العليا تبحث عن الخونه داخل صفوفها بدلا من اللجوء إلى التفكير في احتمالية فك الشفرة. 

ويمكن الإقرار بأن نجاح الجيش البريطاني في فك شفرات معظم الرسائل السرية الخاصة بالجيش الألماني كانت السبب الرئيسي وراء الانتصار بالحرب. 

وبعد الحرب عملت قوات انجلترا على نقل ما يقرب من ١٥٠٠ عالم ألماني إلى كل من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية شكلوا مع علماء الدولتين قوة علمية كبيرة قادت التقدم العلمي في كلتا الدولتين . 

وأبرز هؤلاء العلماء الألمان عالم الصواريخ فون براون الذي كان يعمل ضمن فريق لتطوير مجموعة من الصواريخ والغريب أن هتلر لم يهتم بهم او بمنتج الصواريخ الذي عمل الفريق على تطويره وقد تلقى عرضا للعمل في الولايات المتحدة بوكالة ناسا للفضاء حيث وجد الاهتمام به وبعمله حيث طور صواريخ أطلقت رحلات أبولو الفضائية فكان النجاح في الرحلات الفضائية التي أذهلت العالم كله.

وبينما يستمر قطار العلم في التقدم نحتاج أن نحجز لنا مقعدا فيه من خلال الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا وتقدير دور العلماء والمهندسين في إحداث التغيير والتقدم نحتاج إلى إعداد جيل جديد يعي ويقدر قيمة العلم.