«البوابة» في زيارة لـ«الأسمرات» جيل جديد بأحلام مختلفة بعيدًا عن العشوائيات.. «إمبارح كان صعب أوي وبكره جاي أخضر وسنين حلوة»
بعيدًا عن الأرقام والإحصائيات والعناوين والتقارير التي يمر عليها الناس، وربما لا تنقل لهم الواقع كما يجب أن يكون، فضلنا أن يكون لنا تجربتنا الخاصة؛ أن ننتقل إلى أرض الواقع بوصفنا مواطنين، قبل أن نكون صحفيين لنعايش تجربة الأهالي في حي الأسمرات، ونرى ما يحدث هناك، ونرصد واحدة من أهم إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي في أخطر الملفات؛ وهي العشوائيات، ذلك الملف الذي عاناه كثيرون دون انعكاس على أرض الواقع، ليأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي في زمن قصير لا نقول عنه إنجاز، بل إن حق القول هو إعجاز بكل ما تعنيه الكلمة.
بداية الفكرة والـGbs
حديث عن بُعد المسافة وارتباط الناس بأماكن عملها، فقررنا أنا وزميلي المصور شريف خيري خوض التجرِبة، سألنا الـGbs عن الوقت حتى نصل من مقر الجريدة بالبوابة إلى هناك، فأخبرنا أن الوقت نصف ساعة، كانت مفاجأة بالنسبة لنا.
قطعنا الطريق بجوار سور مجرى العيون، ومنه عبرنا بين آثار القاهرة التاريخية؛ تلك التي أعلنت الدولة عن تطويرها لتعود إلى رونقها القديم، أطلَّت علينا القلعة كما لو كانت تئنَّ لما حاصرها من عشوائيات، وتلومنا لما ألمَّ بها، وتدعو كل عاقل إلى أن يدافع عن ذلك التاريخ المدفون في تلال من الغبار.
من المقطم شاهدنا مصر.. شاهدناها كعروس تستعد لليلة زفاف انتظرت كثيرًا حتى يأتيها من يُقدِّرُها ويدفع مَهْرَها.
درس في النظام على مدخل المدينة
وقت قليل حتى وجدنا أنفسنا على مدخل مدينة الأسمرات، حيث يجلس ضابطان في مُقتبل عمرهما، جذبنا حديثهما إلى رجل مُسِن كان يسير عكس الاتجاه وهو يعتذر إليهما وهما يوجهانه إلى احترام المكان والالتزام بالتعليمات، أخبرناهما بهويتنا، وأننا أتينا بوصفنا مواطنين؛ للاطمئنان، وأخذ فكرة عن قُرب لما يحدث هنا.
تطوع أحد الأفراد لاصطحابنا داخل المدينة، والتي انتشرت في كل أماكنها لافتات "تحيا مصر"؛ في إشارة إلى عودة الحياة، بدأنا نستوقف المارة ونسألهم عن حياتهم هناك والأماكن التي أتوا منها، لم يخلُ حديثهم من كلمات الحنين إلى أماكن نشأتهم وإقامتهم والتي كانت -حسبما قالوا- كلها أماكن عشوائية، لا تصلح للحياة الآدمية وانتقالهم إلى حياة أخرى مهما كان جمالها إلى أنهم ما زالوا في مرحلة التعود، من مثلث ماسبيرو، الدويقة بحي منشأة ناصر، دار السلام، إسطبل عنتر، عزبة خير الله، تل العقارب، الماوردي، وبطن البقر.. إلى عمارات شاهقة مبنية بطريقة منظمة كما لو كانت لوحة فنية تفصل بينها شوارع مرصوفة كما لو كانت ممهدة بحرير لا أثر لغبار أو قمامة، هنا ملاعب مجهزة، وهناك وحدات إدارية لكل الخدمات، وأطفال يتفتح عمرهم على حياة جديدة تملؤهم السعادة، يعدون بأحلامهم كأنهم طيور تحط في كل مكان.
حكايات من العمارات
عم محمد، عامل الأسانسيرات جاء من الدويقة، وانتقل مع أسرته إلى حي الأسمرات ليعمل على الأسانسيرات، قال: «محدش يقدر يقول إننا في حلم، شقق مُجَّهزة استلمناها، وكل عمارة فيه أسانسير وأماكن نضيفة للعيال ومدارس.. لكن إحنا عِشنا طول عمرنا هناك»، تركت عم محمد يقول ما لديه، وأنا أتجول في العمارات ثم استوقفته وقلت له: يا عم محمد: «بالله عليك.. أيهما أحسن لأولادك هنا أم هناك في العشوائيات؟»، تبسم عم محمد وقال: «عايز الحق هنا مستقبل العيال.. هنا هيتربوا من جديد على نضيف».
ومن محمد إلى الست حسنية التي أتت من أزقة مصر القديمة مع زوجها والتي قالت: «أنا من الفيوم واتجوزت وقعدت في مصر القديمة وبعدين المنطقة اتزالت وقالوا لنا هتاخدوا شقق متجهزة وتتنقلوا لمكان نضيف، زعلنا كلنا وقلنا: هيرمونا في مكان بعيد مع ناس ما نعرفهاش ونسيب منطقتنا وناسنا، لما جينا وشفنا الشقق ونضافة المكان وسهولة المواصلات راح الخوف شوية.
بعد شوية بدأنا نتعرف على الجيران وبدأت العيال تلعب مع بعض وكل ما أشوف فرحة العيال أقول الحمد لله اللي تحسبه شر يطلع خير، أهو جوزي بينزل شغله ويرجع ولما بزهق بيصبرني ويقولي: «عيالنا هتتربي في أماكن نضيفة»، واشتكت الست حسنية من سلوك البعض: «المشكلة هنا إن الناس جت من حتت كتير، حتت شعبية وكل واحد له طبعه وطريقته وده مش هيتغير بين يوم وليلة لو كان على الكبار يمكن خلاص الطبع بيغلب التطبع لكن بقى على المدرسة والمدرسين اللي هنا إنهم يلحقوا العيال ويعلموهم ويقربوهم من بعض وتبقى النضافة في العقول زي المكان».
ومن محمد إلى الست حسنية التي أتت من أزقة مصر القديمة مع زوجها والتي قالت: «أنا من الفيوم واتجوزت وقعدت في مصر القديمة وبعدين المنطقة اتزالت وقالوا لنا هتاخدوا شقق متجهزة وتتنقلوا لمكان نضيف، زعلنا كلنا وقلنا: هيرمونا في مكان بعيد مع ناس ما نعرفهاش ونسيب منطقتنا وناسنا، لما جينا وشفنا الشقق ونضافة المكان وسهولة المواصلات راح الخوف شوية.
بعد شوية بدأنا نتعرف على الجيران وبدأت العيال تلعب مع بعض وكل ما أشوف فرحة العيال أقول الحمد لله اللي تحسبه شر يطلع خير، أهو جوزي بينزل شغله ويرجع ولما بزهق بيصبرني ويقولي: «عيالنا هتتربي في أماكن نضيفة»، واشتكت الست حسنية من سلوك البعض: «المشكلة هنا إن الناس جت من حتت كتير، حتت شعبية وكل واحد له طبعه وطريقته وده مش هيتغير بين يوم وليلة لو كان على الكبار يمكن خلاص الطبع بيغلب التطبع لكن بقى على المدرسة والمدرسين اللي هنا إنهم يلحقوا العيال ويعلموهم ويقربوهم من بعض وتبقى النضافة في العقول زي المكان».
جامع وكنيسة وزغرودة فرح
عم عيسى يقف في شرفة شقته يحتسي الشاي، وكأنه يستعيد ذكرياته وسنوات شقائه، يبتسم ويقول: «أنا رجل على المعاش وربنا أراد يكافئني على التعب اللي شوفته في حياتي، وأني أعيش يومين في مكان نضيف، وعلى بُعد خطوتين مني الكنيسة، فضْل ونِعْمة من عند ربنا اللي إحنا فيه وكفاية إنك تكون عايش في أمان، لا خايف سقف يقع عليك، ولا إنك لما تتعب محدش يلحقك، وعيالك قدام عينيك، شوف يا بيه عايز تعرف الفرْق، وتعرف قيمة المشروع ما تسألش الكبار شوف فرحة العيال الصغيرة عاملة إزاي؟! هتعرف إن إمبارح كان صعب أوي، وبكره جاي أخضر، وسنين حلوة على اللي الجاي، بس الصبر مفتاح الفرج.
استقبلتنا «أم شهد» بزغرودة وهي تفتح باب شقتها وتقول: «كان نفسي في شقة في المساكن الشعبية من زمان، وكل ما أقول يارب يا ولاد ما آنش الأوان يتحقق حلمك يا أم شهد، لحد ما ربنا كرمني، وأنا بشكر السيسي مش كلام وخلاص، لأ، بشكره من قلبي على اللي عمله وبيعمله، وبقوله: يا ريس، كمِّل جميلك، واعملنا هنا مستشفى كبيرة زي القصر العيني فيها كل الخدمات».
نوافذ أمل على المستقبل
حكايات كثيرة داخل مدينة الأسمرات وكأنها مَنْجَم لمن أراد أن يكتب آلاف القصص، ويُجسد المسلسلات لكن تبقى الحكاية الأهم؛ أن المدينة بكل ما فيها من جمال هي فرصة جديدة للحياة، فرصة لإعادة تأهيل جيل جديد من المصريين سحق الفقر وسحقت العشوائيات أحلام وحياة الكبار، وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليفتح للصغار نوافذ أمل على الحياة.. مشروع يستحق الفخر والتباهي، ويستدعي الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي.. باسم كل هؤلاء وباسم المصريين: شكرًا؛ لأنك مررت من هنا.
نبذة عن المشروع
الجدير بالذكر أن «حي الأسمرات» من بين الأحياء العشوائية التي تحوَّلت إلى مناطق متطورة وآمنة.
وسعت الدولة جاهدةً إلى توفير الحياة الكريمة إلى سكان حي الأسمرات؛ من خلال تطويرها على عِدَّة مراحل؛ تضمنت مشروعات متكاملة الخدمات، حيث تضم المرحلة الثالثة فقط من تطوير الحي تشييد 7300 وحدة سكنية على الأقل، تتضمن تصميمًا مختلفًا للعمارات المشيدة هناك.
وأنشئت 3 مراحل بمدينة الأسمرات على مساحة 185 فدانا تقريبا، والتى انتُهِي منها بالكامل، وجرى تسكين المرحلتين الأولى والثانية، وجارٍ التسكين في المرحلة الثالثة التى انتُهِي منها أيضًا، بإجمالى 18420 وحدة سكنية لكل المشروع.
المرحلة الأولى من مشروع الأسمرات أُنشئت على مساحة 65 فدانًا، وتضم 6258 وحدة سكنية بتكلفة نحو 850 مليون جنيه، بتمويل من موازنة المحافظة وصندوق تطوير العشوائيات، بخلاف القيمة الفعلية لثمن الأرض المقامة عليها، فيما أنشئت المرحلة الثانية من المشروع بتمويل من صندوق "تحيا مصر" على مساحة 61 فدانا، بقيمة تعاقدية 700 مليون جنيه، وتضم 4722 وحدة سكنية، بخلاف إنشاءات المبانى الخدمية والمرافق.
وتضمن العمارة الواحدة في المرحلة الثالثة من حي الأسمرات 60 شقة، أما في عمارات المرحلة الأولى والثانية كان يوجد في العمارة الواحدة 24 شقة، وذلك وفقا لتصريحات تليفزيونية سابقة للمتحدث باسم صندوق تطوير العشوائيات إيهاب حنفي.
وتهتم الدولة بتوفير بيئة متكاملة للمواطن في حي الأسمرات، حيث يتم توفير جميع الخدمات من مدارس وملاعب وأبنية خدمية وغيرها، كما أن كل عمارة الحي تتضمن 10 أدوار بها 2 أسانسير ومخصص صيانة للأسانسير، بجانب 2 خزان مياه ومواتير لرفع المياه.
ويتضمن حي الأسمرات جميع الخدمات اللازمة للمواطنين؛ من افتتاح فصول لمحو الأمية وصلت إلى 9 فصول محو الأمية، بجانب وجود مدارس لجميع المراحل، بجانب مدارس فنية، بالإضافة إلى وجود حضانات؛ حيث يوجد 13 حضانة داخل الأسمرات، تشمل 1600 طفل بجانب توفير فرص عمل للسيدات في الأسمرات؛ إنشاء خدمات سكنية متكاملة للمشروع من مدارس وحضانات وملاعب ومستشفى ووحدة صحية وساحات انتظار، ومسجد وكنيسة وقسم شرطة ومخبز و6 منافذ لتوزيع المواد الغذائية.