البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رائدات من زمن فات| روحية خالد.. شجرة الدر

البوابة نيوز

تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة، اللاتى قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد أختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة» بموسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصري»، التى لم تنشر حتى الآن؛ حيث تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن فى المساهمة بإبداعهن فى إثراء مسيرة المسرح المصري. ويصبح لنا السبق فى نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالى رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصرى بمختلف تصنيفاته، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتى برعن فى تجسيد دور «الأم» لأهمية هذه الشخصية المحورية فى الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.
بدأت الفنانة روحية خالد حياتها الفنية في ١٩٢٧ من خلال انضمامها لفرقة "رمسيس"، التي عملت بها لفترة طويلة تحت قيادة الفنان يوسف وهبي، وبالتحديد حتى ١٩٣٥، ويحسب لها في مسيرتها الفنية إيمانها الكبير بضرورة صقل الموهبة بالدراسة المنتظمة، فعلي الرغم من تحقيقها للنجاح الفني بفرقة "رمسيس" إلا أنها أصرت على الالتحاق بأول معهد عالٍ حكومي للتمثيل عام ١٩٣٠-١٩٣١، هكذا أوضح الدكتور عمرو دوارة، مضيفا أنها تتلمذت خلال تلك الفترة على يد كل من الأديب طه حسين، والفنان جورج أبيض، والرائد المسرحي زكي طليمات، وحينما تم إغلاق المعهد بعد سنة واحده تحت ضغوط سياسية واجتماعية لم تيأس بل أصرت على استكمال صقل موهبتها الفنية بالدراسة، وبمجرد إعادة افتتاح المعهد "العالى للتمثيل "الفنون المسرحية" مرة أخرى التحقت به ثانية، وتخرجت فيه بالحصول على درجة البكالوريوس ١٩٥٢، وذلك ضمن دفعة من الموهوبين الذين تألق بعضهم وحققوا النجومية بعد ذلك وفي مقدمتهم: "سميحة أيوب، أنور محمد، كمال عيد، حسين جمعة".
ويوضح دوارة، أنه من المنطقي بعد تخرجها في المعهد أن تتعدد مشاركاتها الفنية سواء في المسرح، السينما، الإذاعة، التليفزيون، وظل المسرح هو المجال المحبب لها، الذي حقق لها طموحها الفني خاصة بعد انضمامها للفرقة "القومية" في ١٩٣٥، ومشاركاتها في بطولة عدد كبير من المسرحيات، وخلال أربعينيات القرن الماضي شاركت أيضا ببعض عروض جمعية "الشبان المسلمين" التي قدمت عدة مسرحيات تاريخية وإسلامية من تأليف عبدالقادر الساعاتي، وأثناء تألقها المسرحي شاركت بمجموعة من الأفلام السينمائية، حيث قامت بأداء بعض الأدوار الرئيسة فيما يقرب من أربعين فيلما من أهمها: "سلامة في خير"، "انتصار الشباب"، "أولاد الفقراء"، "هدمت بيتي، شمعة تحترق"، "الجريمة والعقاب"، "بين الأطلال"، "المعجزة"، "شنبو في المصيدة"، "نحن لا نزرع الشوك"، "للحب قصة أخيرة"؛ برغم تعدد مشاركاتها التليفزيونية ومساهمتها بتجسيد بعض الشخصيات الدرامية المهمة بعدة مسلسلات وسهرات تليفزيونية إلا أنها لم تستطع تحقيق ذلك التميز والتألق اللذين نجحت في تحقيقهما من خلال "ميكروفون الإذاعة"، والذي ساهمت من خلاله في أداء بعض الأدوار الرئيسة المتميزة في عدد كبير من المسلسلات الإذاعية، ويمكن من خلال رصد جميع المشاركات الفنية لها خلال الفترة من الأربعينيات حتى الثمانينيات من القرن الماضي أن نسجل لها تميزها ونجاحها في تجسيد مجموعة متنوعة من الأدوار الرئيسية، والثانية، وخاصة النفسية المركبة، التي استطاعت بحساسيتها المفرطة وأسلوبها المميز في الأداء إثارة شفقة المشاهدين وكسب تعاطفهم مع تلك الشخصيات التي قامت بتجسيدها، ولتميزها الفني بصفة عامة وبصورة خاصة في "فن الإلقاء" فقد أسند إليها في خمسينيات القرن الماضي تدريس مادة "التمثيل" بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
قضت "خالد" في العمل كممثلة محترفة ببعض الفرق المسرحية المهمة ما يقرب من نصف قرن، حيث شاركت في بطولة ما يزيد علي مائة مسرحية من المسرحيات المهمة، من بينها ما يقرب من خمسين مسرحية بفرقة "رمسيس" خلال الفترة ١٩٢٧ – ١٩٣٥، وتألقت في تجسيد عدد من الشخصيات الدرامية الخالدة منها: شخصية الابنة الجميلة المدللة بمسرحية "الأمل"، سلمى بـ"مجنون ليلى"، ولي العهد بـ"لويس الحادي عشر، نيشت بـ"غادة الكاميليا"، إيزابيل بـ"مرتفعات وذرينج"، أليزا بـ"حواء"، دويتسا ملكة فرنسا بـ"الوطن"، المرأة المتغطرسة بـ"المصيدة"، الجدة بـ"تانجو".
كما قدمت مع فرقة "رمسيس": "الكوكايين، قلب الأم، قهوة الذوات، الحرية، نسوان وظاويظ، في ظلال الحريم، المرأة الكاذبة، أولاد الفقراء" وغيرها؛ ومع فرقة "اتحاد الممثلين": "جرانجوار، الفاكهة المحرمة، في سيل الوطن، هرناني، الجنرال ريشيليو" في ١٩٣٤، ومع فرقة "المسرح القومي": "تاجر البندقية، السيد" في ١٩٣٦، ثم "الزوجة الثانية، اللهب، المعجزة، مجنون ليلى، الأمل، تلميذ الشيطان، أنتيجونا، عبيد الذهب، لويس الحادي عشر، التائبة، الثائرة الصغيرة، إلكترا، الوطن، زوج كامل، غادة الكاميليا، مرتفعات وذرينج، تاج المرأة، سكرتيرها الخاص، الحالة ج، أول بختي، مدرسة الإشاعات، صلاح الدين ومملكة أورشليم، العائد من فلسطين، النسر الصغير، شجرة الدر، صفقة مع الشيطان، حواء"، إلى جانب "دائرة الطباشير القوقازية" في ١٩٦٨؛ ومع "المسرح الحديث": "شجرة الظلم" في ١٩٦٢، "قهوة مصر، المصيدة" في ١٩٦٣، "لا حدود، أدهم الشرقاوي" في ١٩٦٤، "حبل غسيل" في ١٩٦٥، "رجل ولا كل الرجالة" في ١٩٦٦؛ أما مع فرقة "الجيب": "تانجو" في ١٩٦٩.
وقد تعاونت من خلال هذه المسرحيات مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون مختلف الأجيال منهم: "عزيز عيد، يوسف وهبي، زكي طليمات، عمر جميعي، فلاندر، فتوح نشاطي، أحمد علام، سراج منير، نبيل الألفي، سعيد أبوبكر، كورت فيت، سعد أردش، صلاح منصور، محمود السباع، كامل يوسف، فوزي درويش"، حتى رحلت في ٦ مايو ١٩٩٠.