"أسبوع البَياض".. بين مرفع اللحم ومرفع الجبن
أسبوع البَياض في الكنيسة الأرثوذكسية هو الأُسبوع المُمتدّ بين "أحد مرفع اللحم" والأحد الذي يليه "أحد مرفع الجبن"، حيثُ أن أحد مرفع اللحم هو اليوم الأخير الذي يُسمح فيه بتناول اللحوم قبل أحد الفصح العظيم المقدس، فيُرفع بعده اللحم ومنتوجاته نهائيًا عن الموائد، ونبتدئ من صباح اليوم التالي بالدخول في الصوم بشكل تدريجيّ.
وذلك وعيًا من الكنيسة بضعف الطبيعة البشرية التي قد تستصعب الانتقال من حالة مُعيّنة إلى حالة أخرى مختلفة بصورة سريعة، أي الانتقال من السماح بتناول كافّة أنواع المأكولات إلى الانقطاع الفوريّ والكُليّ التامّ عن تناولها، فتُريد الكنيسة اذًا أن تتدرّج في ادخالنا إلى زمن الصوم الأربعينيّ الكبير المقدس والجهاد الروحي المقدس.
ماذا نأكل خلال هذا الأسبوع
خلال أيام هذا الأسبوع التي تَلي "أحد مرفع اللحم" يُسمَح فيها بتناول المنتوجات الحيوانية من الحليب والبيض ومُشتقّاتها فقط، بالإضافة إلى الأسماك، بما فيهما يوميّ الأربعاء والجمعة، لذلك دَرجَ في التقليد الأرثوذكسيّ تسمية هذا الأسبوع ب "أُسبوع البياض" أو "أسبوع مرفع الجبن" وفي الأحد التالي الذي هو "أحد مرفع الجبن" (أحد الغفران) يُرفَع أيضًا الحليب والبياض والأجبان عن الموائد نهائيًا، ونبتدئ من صباح يوم الاثنين التالي (المسمى الاثنين النظيف) بالصوم كُلِّيًا عن كافّة المنتوجات الحيوانية من لحوم وأسماك وبيض وأجبان ومشتقاتها، مبتدئين الصوم الأربعيني الكبير.
يشار أيضًا إلى أنه في يومي الأربعاء والجمعة من الأسبوع المقبل (أسبوع البَياض أو أسبوع مرفع الجبن) لا تقام خدمة القداس الإلهي، كما يرسم التيبيكون الكنسي، واعتبارًا من يوم الأربعاء منه، تمتنع الكنيسة الأرثوذكسية عن إقامة سر الزواج المقدس (الإكليل) لغاية يوم "الأحد الجديد" الذي يلي أحد الفصح العظيم المقدس.