البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

«بايدن» يستخدم سلاح «الدبلوماسية الصارمة» في مواجهة «الملالى»

بايدن
بايدن

تسعى إدراة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تغيير سلوك إيران، والتصدي لمحاولاتها زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، عبر الطرق الدبلوماسية.
أوضحت مجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية، أن إحياء الاتفاق النووي، هو أهم اتفاق منذ أكثر من ربع قرن للحد من انتشار السلاح الأكثر فتكًا في العالم، قد ثبت أنه معقد بالفعل بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد.
ويتعين على إدارة بايدن الآن الانخراط في دبلوماسية صارمة وخيالية وربما مؤلمة مع إيران لاستعادة أي شعور بأن أمريكا يمكن أن تحل بشكل ملموس التهديدات العالمية، ومع قدوم بايدن فإن الولايات المتحدة أصبحت من حيث المبدأ، ملتزمة مرة أخرى بالدبلوماسية الدولية الشاملة، حيث تحاول الإدارة الجديدة التعامل مع الأضرار التي خلفها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عدد من القضايا الدولية، أهمها الملف النووي الإيراني.
ونوهت المجلة إلى أن نطاق الضرر الدبلوماسي الأمريكي والتقدم العلمي الإيراني في صناعة الأسلحة النووية خلال عهد ترامب أصبح الآن واضحا، ويبدو خفض التصعيد بين البلدين أمرًا صعبًا، على الرغم من أن واشنطن وطهران تشتركان في هدف إحياء الاتفاقية النووية التي تم الوصول إليها في عام ٢٠١٥.
وقالت المجلة إن العملية الدبلوماسية ستكون شاقة وصعبة، وربما تستغرق بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان كلا الجانبين متفقين على ما سيعرفونه بأنه "الامتثال" للاتفاق النووي، ولا تزال جميع العقوبات الأمريكية سارية، لكن مع كل يوم تقترب إيران أكثر إلى صنع القنبلة النووية، والآن لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسائل أقل لمراقبة المنشآت الإيرانية.
وذكرت في وقت سابق، الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إنها توصلت إلى اتفاق مع إيران للتخفيف من وطأة الخطوات التي تعتزم طهران اتخاذها والتي تشمل إنهاء عمليات التفتيش المفاجئة، حيث اتفق الجانبان على إبقاء المراقبة "الضرورية" لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وذلك خلال زيارة قام بها رئيس الوكالة الدولية رافائيل جروسي للبلاد.
وأكد "جروسي" الذي أدلى بتصريح للصحفيين في مطار فيينا، بعد عودته من إيران، أن طهران ستمضي قدما في خطتها لخفض التعاون مع الوكالة.
وأشارت المجلة إلى أن طهران تري إدارة بايدن مثل ما كانت تري إدارة ترامب، حيث قال ناصر هديان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران والذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة والمقرب من المسئولين الإيرانيين، للمجلة، أن بلاده تنازلت كثيرا عن حقوقها في الاتفاقية النووية والتي تعرف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، موضحا أنه: "هناك شعور بالخيانة في طهران، لقد تخلينا عن كل قدراتنا في الاتفاقية ولم نحصل على أي شيء في المقابل."
ويصر المسئولون الإيرانيون على أن تتحرك واشنطن أولًا هذه المرة، وترفع العقوبات، لأن الولايات المتحدة تخلت من جانب واحد عن الاتفاقية، وهو الأمر الذي يزيد صعوبة بدأ المفاوضات من خلال العملية الدبلوماسية، خاصة أن الولايات المتحدة تصر بدورها على ضرورة امتثال إيران للاتفاق النووي، والذي تسعي واشنطن بأن يكون أكثر صرامة من أجل منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
في حين أعرب مسئولون أمريكيون عن غضبهم بعد سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا في العاصمة العراقية بغداد، الاثنين الماضي، حيث سقط اثنان منها في المنطقة الخضراء المحصنة بالمدينة، دون وقوع إصابات، وفقا لإذاعة "صوت أمريكا"، وقال الجيش العراقي إن أربع مركبات تضررت بالإضافة إلى بعض الممتلكات.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن الصواريخ سقطت بالقرب من السفارة الأمريكية، وأيضًا منطقة قيادة العمليات المشتركة، حيث ينسق العسكريون الأمريكيون مع الجيش العراقي في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ولم تعلن أي جهة مسئوليتها الفورية عن الهجوم، الذي يأتي بعد أسبوع فقط من هجوم صاروخي خارج مطار أربيل الدولي في شمال العراق، والذي أسفر عن مقتل متعاقد للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وإصابة تسعة آخرين، بمن فيهم عضو بالجيش الأمريكي.
وصرح السكرتير الصحفي للبنتاجون جون كيربي، أن المسئولين العسكريين الأمريكيين يأخذون الهجمات الأخيرة على محمل الجد، مضيفا:"سنقوم بالرد في الوقت والمكان وبالطريقة التي نختارها".
وأثار عدد من المشرعين الأمريكيين مخاوف من أن سلسلة الهجمات الصاروخية الأخيرة من المحتمل أن تكون مدبرة من قبل إيران. وأشارت إذاعة "صوت أمريكا" إلى أنه لطالما ألقى مسئولو الدفاع الأمريكيون باللوم على إيران لكونها المحرك الرئيسي لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكنهم أضافوا أنهم واثقون في أن عدد القوات الأمريكية في المنطقة كافٍ للتعامل مع هذا التهديد