البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

التوريث يزلزل عرش الطرق الصوفية.. اجتماع ساخن الخميس لحسم مصير 3 مشايخ.. و"طفل العشيرة" يثير غضب المريدين: "طريقتنا ليست عقارًا يورث"

البوابة نيوز

يعقد المجلس الأعلى للطرق الصوفية برئاسة عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق، بمقر المشيخة العامة، اجتماعًا بعد غدٍ الخميس، لحسم مصير 3 مشايخ جدد على رأس طرق "البرهامية، والعشيرة المحمدية، والدسوقية المحمدية"، إلى جانب التطرق إلى بحث سبل زيادة مخصصات الصوفية من صناديق النذور والتي تبلغ 10٪ من إجمالي الحصيلة التي تشرف عليها وزارة الأوقاف وتحوز النصيب الأكبر منها.



خلافة الأطفال وحصة أكبر من النذور
وكشفت مصادر مطلعة بالبيت الصوفي أن أحد أهم أسباب مطالب تعديل نسبة الصوفية من صناديق النذور هو تدني عائد الطرق من الصناديق وسط حديث وزارة الأوقاف عن ارتفاع الحصيلة لنحو 100 مليون جنيه، إضافة إلى توقف الموالد نتيجة الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، مشددة على أن الصراع القائم حول شيخ العشيرة المحمدية الجديد فجر حالة من الغضب وأعاد إلى الطاولة ملف التوريث الذي شهد هجومًا عنيفًا من قبل.
ووفقًا للباحث في الملف الصوفي مصطفى زايد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" فإن مسألة تعيين شيخ الطريقة وفق آليات التعيين المتبعة والمتضمنة تولي أحد أبنائه تسبب في فرض أطفال تحت وكالة ووصاية أقاربهم ما يعرض الطريقة لصراعات لا طائل لها، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك معايير جديدة في حل صغر سن أبناء المشايخ من بينها أن يكون الشيخ له حظ من العلم ومعرفة بما يكون عليه الصوفي.
ولفت إلى أنه سبق للإمام محمد زكي أن رفض هذا المبدأ في التوريث حيث يقول في كتابه البداية: إن الشيخ أبو الشاذلي انطلق ليحج مصطحبا معه تلميذه وصديقه أبا العباس المرسي، وفي هذا الوادي عند شاطئ البحر الأحمر قرب (عيذاب) جمع أصحابه ليلة وفاته واوصاهم، ثم خلى بأبى العباس المرسى وحده وأوصاه، واختصه بما أختصه الله به من البركات، ثم وجه حديثه إلى أصحابه قائلًا: "إذا أنا مت فعليكم بأبى العباس فإنه الخليفة من بعدي، وسيكون له بينكم مقام عظيم، وهو باب من أبواب الله سبحانه".
كما يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في كتابه المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي: وقد للشيخ أولاد ذكور فلم يفكر في أن يستخلف أحدهم وإنما استخلف من رآه أحق بالخلافة"، راجيا أن يعتبر به رجال الطرق في العصر الراهن فلا يجعلوا الطريقة مورد رزق تورث كما يورث العقار".

اتهامات لقيادة بارزة بالمشيخة
بينما يرى كبار قيادات العشيرة أن المعركة سببها الأساسي هو نقض البيعة وخاصة أنه نما علم لبعضهم بتحيز شخصية عامة وذات حيثية ومكانة علمية بين قيادات المشيخة لتنصيب الطفل يوسف شيخًا ويكون كريم حفيد أرملة الشيخ عصام محمد وأم الشيخ الراحل نور وصي على الطفل وسط تريد لكلمة " اللي عايزه هو اللي هيحصل.. وأنه أعطي وعد لأرملة الشيخ عصام".
وشددوا على أن أبناء الطريقة يشعرون بأن المشيخة تتلاعب بهم وأن تنصيب الصبي يوسف أمر واقع، وسط محاولات من قبل أحد قيادات المشيخة بأن يتم فصل الجمعية الأهلية عن الطريقة وتعطى لأرملة الشيخ عصام وأن تذهب الطريقة لسامح جمال زكي إبراهيم حفيد الشيخ محمد زكي إبراهيم مؤسس الطريقة.

تغريب للعشيرة
فيما أصدر كبار مريدي طريقة العشيرة المحمدية، بيانا حول اجتماع المجلس الأعلى، وقال البيان: "إن اجتماع المجلس الصوفي إما لوأد الطريقة ومخالفة القانون باختيار الطفل بوكالة اسم باهت بلا لون ولا طعم ولا رائحة تحركه الأهواء كيف تشاء، أو تغريب الطريقة وتفريغها من جوهرها باختيار وكيل للصغير من قامات المجتمع ممن لم يبايع عليها ولا يعلم أصولها ولا معالمها، ظنا بأن ذلك يهدئ الرأي العام عنهم".
وتابع: "أن تنصيب الصغير هو في حقيقته موت تدريجي وسم بطيء للإجهاز على طريقة الشيخ محمد زكي إبراهيم وإراحة السلفية من ناحية ومن الدجالين من ناحية أخرى بالقضاء على وسطية دعوته"، مشددًا على ضرورة أن يعمل المجلس العقل وينصب الشيخ المبايع من السواد الأعظم لمريدي الطريقة العميد أشرف وهبي شيخًا للطريقة المحمدية ويستقر الأمر ويتوسده أهله من ذوي الرجاحة والدراية.