باقى صدقة.. قديس معاصر وأحد المصلحين العظام
رحل عن عالمنا جناب القس باقى صدقة راعى الكنيسة الإنجيلية الأولى فى أسيوط، الملقب بـ"شيخ الرعاة الإنجيليين فى مصر".
القس باقى صدقة أحد المعالم الروحية لأسيوط وعمود من أعمدتها.
كان باقى صدقة من قديسين عصرنا عاش مع قديس آخر كبير وهو المطران ميخائيل ومعهما مطران كبير كيرلس وليم أطال الله عمره، ثلاثة كبار وعظام مثلوا ثلاثية الكنيسة وكانوا يواجهون التجارب معا، ويوقعون على بيانات مشتركة فى محبة وسلام وواجهوا الإرهاب من عصر المحافظ الإخوانى عثمان إسماعيل وحتى حكم الإخوان.. واجهوا ذلك فى قوة روحية ودافعوا عن الكنيسة والوطن والسلام دون أى خلاف دينى أو مذهبي.. رحم الله القس باق والمطران ميخائيل.
لذلك كان رحيله مؤثرا فى كل أهالى أسيوط، ونعته الطائفة الإنجيلية، وقالت عنه فى بيانها: إنه كان نموذجًا مسيحيًا تقيًا وخادمًا عظيمًا وقائدًا من قادة الكنيسة الإنجيلية التزم بكلمة الله وجسّد فى خدمته معانى التقوى والإيمان الراعى المخلص والمعلم الذى شكل أجيالًا من قادة الكنيسة نشكر الله لأجل حياته وخدمته المؤثرة ونصلى لأجل العزاء لأسرته وأحبائه وللكنيسة بمصر.
القس باقى صدقة ولد فى 30 سبتمبر 1929 بشبرا – القاهرة وقام بتدريس اللغة الإنجليزية بالتربية والتعليم حتى عام 1976 والتحق بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة فى عام 1972 وتخرج فيها عام 1975 ورُسم ونُصب راعيًا للكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط منذ 5 مارس 1976 ثم عُين نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر كما عين عضو المجلس الإنجيلى العام عدة مرات وتولى رئاسة سنودس النيل الإنجيلى مرتين وتولى رئاسة مجمع أسيوط الإنجيلى لعدة مرات وأسس الإدارة المالية العامة بسنودس النيل الإنجيلى وكان مديرا ورئيسًا لمجلس إدارة كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة لعدة سنوات وعضو مجلس إدارة لبيت لليان تراشر وقام بتأليف وتعريب وترجمة الكثير من الكتب.
وشارك القس «باقى» فى تقديم العديد من البرامج الإذاعية بإذاعة حول العالم، وقدم مئات البرامج الإذاعية، وألّف وترجم الكثير من الكتب، كما زار الراحل الكريم بلادًا كثيرة حول العالم للخدمة وإلقاء المحاضرات فى أفريقيا وآسيا وأوروبا والدول العربية.
وتقدم جنازته اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط للأقباط الأرثوذكس، والأنبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليك، والدكتور القس أندريا زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، والعديد من القيادات الدينية والتنفيذية والشعبية.
وأكد الأنبا يؤانس أسقف أسيوط للأقباط الأرثوذكس، أن القس باقى صدقة، راعى الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط، كان نموذجًا مسيحيًّا تقيًّا، وخادمًا عظيمًا وخدم الكنيسة الإنجيلية واستطاع أن يعبر بها لبر الأمان، كما له العديد من المواقف الداعمة للدولة المصرية والوحدة الوطنية بين أطياف المجتمع المصرى الواحد.
وقال الأنبا كيرلس وليم، مطران الأقباط الكاثوليك فى أسيوط، إن القس باقى صدقة، عميد رعاة الطائفة الإنجيلية فى مصر كان قريبا جدًا من نفوسنا لا بل كان يتربع على قلوبنا بمودة صادقة، كم تشاركنا وتعاونا وتواصلنا على مدى 30 سنة منذ بداية خدمتى لإيبارشية أسيوط وقبل ذلك مع أسلافي
لقد رحل عن عالمنا باقى صدقة، ولكن هل مات العظيم العملاق؟ هل غابت وانتهت حدوتة الحب؟!.
إن القس باقى صدقة سيبقى بصدقه ومحبته وبذله وتضحيته.. وهو لم يمت، فهناك كتبه ومقالاته، وهناك حواراته وأحاديثه الإذاعية والتليفزيونية، وهناك تلاميذه، ومحبوه، وهناك من عايشوه عن قرب.
كل العزاء للوطن والكنائس الثلاثة الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية وللوطن ولأسرة جناب القس باقى، وإن ذهب بالجسد باقى فهو بالروح باقي.