البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"لقبت بملكة جمال الكنيسة".. من هى القديسة العظيمة في شهيدات كاترين؟

البوابة نيوز

كما تصفها الكنيسة الأرثوذكسيّة وهي على ما جاء في سيرتها، من عائلة نبيلة عاشت في مدينة الإسكندريّة، وحصّلت علوم زمانها فبرعت في الفلسفة والبلاغة والشعر والعلوم الطبيعيّة واللغات، "كلّ ذلك ولم يتجاوز عمرها العشرين ربيعًا". أدركت كاترينا باكرًا أنّ إيمانها يحتّم عليها أن تضع ذكاءها ومواهبها ومعارفها في خدمة الكنيسة. فواجهت الإمبراطور مكسيميانُس (305-311) الذي دعا رعاياه كافّة إلى عبادة الآلهة الرومانيّة وتكريمها، فقالت له رافضةً الخضوع لإرادته:
"إنّ عبادة الأوثان مفسدة لا يجيزها العقل السليم، والأوثان لا وجود لها، بل المنطق يُظهر أنّه لا يمكن أن يكون هناك غير إله واحد هو أصل الموجودات كلّها وعلّتها. وهذا سلّم به كبار الفلاسفة الوثنيّين وبيّنوا، في المقابل، فساد الاعتقاد بكثرة الآلهة".
حياتها
ولدت في الاسكندرية عام 194م من عائلة ارستقراطية وثنية حيث كانت تسمى ذوروثيا. تلقت علوم الفلسفة والخطابة والشعر والموسيقى والطبيعيات والرياضيات وعلم الفلك والطب في مدارس ذلك العهد الوطنية، وقد جعل منها جمالها الجسدي الفتّان وثقافتها المدهشة وأرستقراطية أرومتها والفضيلة التي كانت تتحلى بها عروساً يطلب ودَّها الجميع، ولكنها كانت ترفض أي اقتراح من هذا القبيل، حتى أن أحد النسّاك عرفها بالعروس الحقيقي للنفوس يسوع المسيح، فاعتمدت ودعيت كاترينا أي الاكليل أو الكثيرة الأكاليل.

اعترفت القديسة بايمانها بالمسيح يسوع أثناء اضطهاد الامبراطور ماكسميانوس في بدء القرن الرابع الميلادي واتهمته علناً بقيامه بالتضحيات للأصنام. أما هو فقد أمَر خمسين خطيباً من جميع أنحاء امبرطوريته لكي يقنعوها، ولكن على العكس من ذلك فقد اقتنع هؤلاء من أقوال الفلسفة القديمة ذات العلاقة بالإله الحقيقي التي ذكرتهم بها القديسة فآمنوا بيسوع.
أمر الإمبراطور ماكسميانوس بجلد القديسة وتعذيبها ثم ألقوها في السجن، فسمعت الإمبراطورة بكاترينا فتحرّك قلبها، فأتتها زائرة برفقة ضابط اسمه برفيريوس. فلما تعرفت بها وبانت لها نعمة الله عليها آمنت بالمسيح، وآمن معها برفيريوس والجنود الذين كانوا في إمرته. ثم أن الإمبراطور عاد إلى المدينة بعد سفر قصير ليكتشف أن امرأته قد وقعت هي أيضاً في ضلالات المسيحيين فأمر بقطع هامتها، هي وبرفيريوس الضابط وسائر الجنود الذين معه. فعل ذلك مخافة أن يفلت زمام الأمر من يده ولأنه رغب في أن يتخلص من زوجته السابقة ليصفو له الجو مع كاترينا. وحاول الإمبراطور ثانية وثالثة أن يستميل فتاة الله بالحسنى فلم تشأ. إذ ذاك تحوّل كل ميله إليها إلى حقد عليها. ويقال أنه ابتدع دولاباً مسنناً بشفرات حادة لتعذيبها. ولما شاء جعل كاترينا على الدولاب تفكّك وتكّسر وتناثرت قطعه. وإذ ظن الإمبراطور أن ذلك كان بتأثير السحر الذي كانت الفتاة تتعاطاه أمر بإعدامها، فقطع الجلاّد رأسها.
أما عن رمزية الدولاب والكرة والكتب في أيقونتها، يظهر الى جانب القديسة كاترينا في ايقونتها، "دولاب" و"كرة" و"كتب"، لأنها ترمز:
الدولاب الظاهر في الايقونة يرمز الى "اداة التعذيب" التي اراد الامبراطور مكسيميانوس (٣٠٥ - ٣١١م) ان يعذبها بها. اذ انه ابتدع دولاباً مسنناً بشفرات حادة لتعذيبها. ولما أمر بوضعها على الدولاب تفكّك وتكّسر وتناثرت قطعه. 
أما الكرة والكتب فترمز الى "الفلاسفة والحكماء والعلماء" الذين ناقشتهم وافحمتهم . والكرة ترمز الى "العالم" في حضارة الروم القديمة ، ويقال ان مناقشة القديسة مع الفلاسفة دارت حول "تكوين العالم" ، وقد اقنعتهم بالمسيحية وبان "الله خلق العالم من العدم" في حين كان ديمقريطس (٤٣٠ ق.م) مثلا واتباعه من فلاسفة اليونان يقولون بخلق العالم والمادة والروح من "الذرات" غير القابلة للانقسام .
يشار إلى أنه بعد مرور حوالى ثلاث قرون من وفاة كاترينا ظهرت رفاتها المقدسة قي حلم أحد رهبان الدير الذي كان قد اقامه جستنيان فنقلت هذه الرفات ووضعت قي هيكل الكنيسة بصندوق رخمى بجانب الهيكل الرئيسي وما زال الطيب المنساب من رفات القديسة يشكل أعجوبة دائمه وأصبح الدير يعرف باسمها من القرن الحادي عشر، أما كيف انتقلت رفاة القديسة إلى قمة الجبل فليس واضحاً تماماً.
وثمة من يقول إن النسّاك عرفوا بأمرها إثر رؤيا وأنها انتقلت إلى هناك من الإسكندرية، حيث استشهدت، بواسطة ملائكة.من جهة أخرى، يُذكر أنه لا سجلات باقية بشأن القديسة كاترينا ولا ذكر لها قبل القرن الثامن للميلاد.. والقديس سمعان المترجم، في القرن العاشر للميلاد، هو من كتب السيرة التي نعرف.