البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأب بطرس فهيم.. صاحب أول فكرة للصالون الثقافي لمحاربة الإرهاب بالتعليم والحب

البوابة نيوز

لم يكن كغيره من الأطفال في نشأته فقد وُلد أرثوذكسي وصار إنجيليًا ثم بمحض الصدفه تحول ليصبح كاثوليكيا محبا لطائفته ومن خلال هذه الرحلة سيّم كاهنًا ومطرانًا كاثوليكيًا، وهو الحدث المنفرد من نوعه فى تاريخ الكنيسة.
تدرج في مراحل تعليمه لكي يصبح عالما لاهوتيا ودكتوراه فى الفلسفة والكتاب المقدس من روما، لم يكتفِ بحصد تلك الدرجات العلمية بل وصل الأمر إلى أن يكون صاحب أول فكرة للصالون الثقافى فى الكنيسة القبطية، كما وسع مستوى الخدمات الإنسانية مخصصًا لها عشرات الخدمات، وفكر يحارب الأرهاب بالتعليم والحب.
وبمناسبة تخليه عن مطرانية المنيا للاقباط الكاثوليك نسرد فى سطورة نبذة عن سيرته الذاتية:
ولد المطران بطرس فهيم في محافظة المنيا بقرية بسيطة عام 1961 من عائلة أرثوذكسية، باسم كمال فهيم، حيث كان والده فلاحًا ووالدته ربة منزل، وكان الالتزام الديني للأسرة متوسطًا وبالرغم من ذلك، كانت له مشاعر روحية عميقة، منذ عمر الثمان سنوات وحتى الإعدادية، وكان يرعى الغنم في فجر كل يوم قبل ذهابه للمدرسة، ويعود لها لمساعدة أبيه حتى المساء.
وذات يوم، حدث خلاف شديد بين أبيه وراعى الكنيسة الأرثوذكسية التابعين لها، ما أدى لتوجه الأسرة للكنيسة الإنجيلية لمدة ثلاث سنوات، حتى شعروا بافتقاد وشوق لطقوس وأسرار الأرثوذكسية مثل التناول والاعتراف التي هي ليست ضمن طقوس الكنيسة الإنجيلية.
ومع شدة خلاف الأب مع الكنيسة الأرثوذكسية، لم يعودوا لها، وذات يوم أثناء مرور والده بالصدفة وهو في مأمورية عمل أما إحدى الكنائس الكاثوليكية، شعر بقوة تدفعه للصلاة داخلها. ومنذ ذلك الحين تبعت الأسرة بناءً على رغبة الوالد الكنيسة الكاثوليكية، وذلك عقب إلحاح شديد منه على راعيها أن يقبلهم بها، حيث كان الراعي متخوفًا أن يقال إن الكنيسة الكاثوليكية تجذب إليها أبناء الأرثوذكسية.
وعقب مرور عامين، طُرحت فكرة سيامة المطران بطرس فهيم (كمال فهيم) كاهنًا ثلاث مرات من كهنة مختلفين تعاقبوا على الكنيسة، وكان يستبعد الفكرة لعدة أسباب: أولًا، لأنه كمثل باقي الشباب كان يحلم أن يتزوج ويكوّن أسرة ويستمتع بحياته مع أصدقائه، ثانيًا، لم يكن متدينًا للدرجة التي تدفع للكهنوت، فكان بالكاد يحضر القداس في المناسبات. ثالثًا، كان يسمع أن الكنيسة الكاثوليكية تشترط لقبول الكاهن أن يكون لديه مؤهل عالي، وهو حاصل على دبلوم تجارة، ولكن كانت تأتيه ردود أن المسيح حين اختار تلاميذه لم يختر المتدين والعالم، بل العشار الخاطئ والصياد البسيط، فالله له مقاييس أخرى.
وعقب تجليس البطريرك الكردينال الأنبا أنطونيوس نجيب كمطران للكنيسة الكاثوليكية في المنيا، استدعي "كمال فهيم" لمناقشة سيامة الكهنوت، ومن أجل رفضه منحه عامًا للتفكير في الأمر، وما إن انقض، ذهب بنفسه لطلب الاتحاق بالكلية الإكليريكية في المعادي، حيث درس ستة أعوام منذ عام 1979.
وعقب ذلك أدى الخدمة العسكرية لمدة عام واحد، وفي عام 1988، تمت سيامته كاهنًا، وقام بالخدمة الرعوية لثلاث سنوات في المنيا، حتى عيّن في هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية في المعادي، وعقب مرور أربع سنوات، سافر إلى روما لدراسة الماجستير والدكتوراة في الفاتيكان.
وفي عام 2001، عاد إلى مصر للتدريس مجددًا بالإكليريكية، حتى تم انتخابه أسقفًا كنائب بطريركي ومساعد للأنبا أنطونيوس نجيب، المطران السابق للمنيا، فى عام 2006، ثم تم تكليفه كمطران لإيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك فى عام 2013.
ومنذ ذلك الحين أولى المطران بطرس فهيم، اهتمامًا خاصً بالخدمة التنموية فى المنيا إيمانًا منه بدور الكنيسة فى خدمة كل إنسان، بغض النظر عن انتمائه الدينى السياسى، وخدمة كل الإنسان من كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وحتى التعليمية والثقافية.