البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

انفراد| بتوقيع الرقيب.. سيناريوهات أفلام فترة رقابة نجيب محفوظ

البوابة نيوز

ببراعة ومهارة شديدة تصل إلى حد العبقرية، جمع أديب نوبل الراحل، نجيب محفوظ، بين عالمين متناقضين، شديدى التنافر، نادرا ما يجتمعان، هما الوظيفة والانضباط الشديد، والإبداع والتفرد وصولا للعالمية.
وهو ما يكشف قدراته وملكاته الشخصية، في تطويع عوالمه كيفما شاء، فهو الموظف، شديد الانضباط والالتزام باللوائح والقوانين، صباحا، والأديب صاحب الموهبة المتميزة مساء، كأنه «ساحر فرعونى» يملك شفرة الحياة ومفاتيحها.. أو «مريد» لمسته نفحة «ولى» من أولياء الله الصالحين.. فصار مبروكا.. عامرا قلبه وقلمه بحب البشر وقصصهم، وتطويعها في كلمات روايته وعالمه الروائى الخالد على مر الأزمنة.

بخط اليد.. «الرقيب» نجيب محفوظ 
عمل «رقيبا» 3 سنوات وترك منصبه عقب أزمة نشر «أولاد حارتنا» بـ«الأهرام» عام 1961 
التناقض بين العالمين، يزداد غموضا في مسيرة «محفوظ» بشكل خاص، خلال فترة عمله «رقيبا» على السينما، رغم ان كافة مسارات حياته قتلت بحثا وتدقيقا، خاصة أنها فترة لم يعرج إليها كثيرا أديب نوبل الراحل، في كافة حوارته، بشكل يفك طلاسمها، وإن كان حسمها بشكل دبلوماسى كعادته، يحمل قدرا كبيرا من الكياسة والتصالح مع النفس أيضا، بقوله، في مذكراته مع الكاتب الكبير الراحل، رجاء النقاش، بأنه يرى وظيفة «الرقيب» تتمثل في حماية سياسة الدولة العليا، ومنع المشكلات الدينية والمحافظة على تقاليد المجتمع في حدود المعقول- حسب تعبيره 
وهو رد يكشف ذكاء «محفوظ» وقناعته بعدم تعارض «الإبداع مع الرقابة» في الحدود الأمنة للسلم المجتمعى، وعدم زلزلة كيانه، بزعم الإبداع، خاصة في فترات عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى، وشطحات المبدع.
وإن كان هو نفسه تعرض لصعقات هذا «السلك العارى» بسبب ضيق الأفق، في روايته الشهيرة «أولاد حارتنا».. وكشف عن وجهه الواع، باحترامه مؤسسة الأزهر الشريف، وهو ما يكشف اتساق شخصية «محفوظ» مع نفسه على كافة المستويات.. مبدعا وإنسانا ورقيبا سابقا.
منذ عدة سنوات حملت الاقدار مفاجأة ثمينة، للباحث والمؤرخ مكرم سلامة- ٧٥ عاما- أحد أشهر جامعى الوثائق والأرشيفات بمصر والعالم العربي، بعثوره على مجموعة وثائق نادرة، تحمل توقيع أديب نوبل الراحل، تعود لفترة عمله رقيبا على السينما بمصر، خلال حقبة ستينيات القرن الماضى، وملاحظاته كرقيب على سيناريوهات بعض الأفلام السينمائية وقتها، لعدد من مشاهير مخرجى مصر.
ضمن مجموعة كتب وأوراق قديمة أشتراها «مكرم» من تاجر خردة بالقاهرة، لا احد يعرف كيف وصلت إليه تلك الوثائق، ومن هى الجهة الحكومية التى قامت بالتخلص من أرشيفها الثمين، الذى يحمل توقيع «محفوظ» عبر بيعه باعتباره ورقا مهملا والتخلص منه دون إدراك قيمته التاريخية، في ظاهرة باتت عادة مصرية لصيقة بالدواويين الحكومية!!
السيناريوهات تحمل ترخيص الرقابة على الأفلام بمصر، وتعود لعام ١٩٥٩ - خلال فترة العرض على الرقابة- وقت تولى «محفوظ» عمله رقيبا، ممهورة بخاتم الرقابة، وتأشيرات الملاحظات الرقابية المتعددة على سيناريوهات تلك الأفلام، والتى تحمل في نهايتها موافقة أديب نوبل على الملاحظات، بعبارة أوافق.. نجيب محفوظ.
والمعروف أن «محفوظ» عمل خلال حياته الوظيفية التى امتدت نحو ٣٥ عاما، بمنصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية «رقيبا على السينما» نحو ٣ سنوات، إبان تولى الدكتور ثروت عكاشة منصب وزير الثقافة، خلال الفترة من عام ١٩٥٩إلى ١٩٦١، وخروجه من منصبه، نتيجة أزمة شهيرة بسبب نشر روايته الشهيرة «أولاد حارتنا» على حلقات بجريدة «الأهرام» عام ١٩٦١، وتكشف «السيناريوهات» بشكل بأول بآخر، إشكالية «مقص الرقيب» والعلاقة الأزلية بين المبدع والسلطة.
بين الوثائق التى عثر عليها «العم مكرم» سيناريو القصة الثانية من فيلم «البنات والصيف» لإحسان عبد القدوس، والتى أعد لها السيناريو عبد القادر التلمسانى، إخراج صلاح أبوسيف، ضمن قصص الفيلم الثلاثة، التى أخرجها ثلاثة مخرجين وقتها، لأول مرة على شاشة السينما المصرية، وهم، عز الدين ذو الفقار، صلاح أبو سيف، فطين عبد الوهاب، وحمل الفيلم وقتها لأول في تاريخ السينما المصرية أيضا «ثلاث أفيشات» مختلفة، لكل قصة من القصص الثلاث بنفس اسم الفيلم.
حمل سيناريو الفيلم، الممهور بخاتم الرقابة وقتها، عبارة ترخيص رقابة رقم ٧٥٢ بتاريخ ١٣/١٢/١٩٥٩، والعديد من الملاحظات الرقابية على السيناريو لإجازة تصويره- قبل منحه اجازة العرض النهائية بدور السينما- بلغت نحو ١٣ ملاحظة رقابية، منها حذف مشاهد فتيات بلباس البحر، على الشاطئ بالإسكندرية، ومشاهد أخرى لبطل الفيلم الفنان حسين رياض ناظرا لسيقان الخادمة، بوصفها نظرات شهوانية، إضافة لحذف بعض الجمل من السيناريو باعتبارها تحمل سبا.
جاءت الملاحظات الرقابية على السيناريو بعبارات:"تراعى الحشمة والآداب العامة في الصفحات التالية، تحذف الجمل والمشاهد في الصفحات الآتية، ضرورة أن تكون المعالجة السينمائية على مستوى فنى مقبول حتى يجوز على حق التصدير للخارج، وأن تراعى عدم الإثارة الجنسية، وإلا، قصر عرضه، على الكبار فقط، وعلى أن يعرض الفيلم بعد الانتهاء من تصويره على إدارة الرقابة على الأفلام، وللرقابة الحق في حذف ماتراه مخالفا للقانون أو للآداب العامة، على أن تقدم الأغانى لإدارة الرقابة على الأغانى أن وجدت.
سيناريو أخر حمل العديد من الملاحظات الرقابية لـ«محفوظ» تتعلق بـ«الإثارة الجنسية» وهو فيلم «صائدة الرجال» عن قصة وإخراج المخرج حسن الإمام، والذى قام ببطولته هدى سلطان، شكرى سرحان، محمود المليجى.
ويحمل السيناريو خاتم وترقيم الرقابة بتاريخ ٢٣/٥/١٩٥٩ وحمل في نهايته الملاحظات الرقابية الخاصة بإجازاته وموافقة «محفوظ» على الملاحظات الرقابية، والتى جاء بنصها:"ألا يعمد المخرج في المعالجة السينمائية أو التصوير للإثارة الجنسية، وأى منظر أو كلمة من هذا النوع سيكون مصيره الحذف، وجود التعادل بين الجزء الخاص بالإغراء مع الجزء الخاص الأخير الخاص بالجزاء مع توضيح الأسباب التى دعت بطلة الفيلم للانحراف، ضررة مراعاة اللياقة والحشمة والآداب العامة والإبتعاد عما يخدش الذوق العام والعرف أو مايخل بالحياء في جميع مراحل الفيلم، وأن يعرض السيناريو كاملا مع حواره على الرقابة لمراجعته قبل البدء في التصوير، وضررة مراعاة اللياقة والحشمة والآداب العامة والإبتعاد عما يخدش الذوق العام والعرف أو مايخل بالحياء.
الملاحظات السابقة تكررت في سيناريو آخر للكاتب الراحل أمين يوسف غراب، بشكل صارم، على ملخص قصة فيلم «أبناء وعشاق» والتى حملت أيضا خاتم الرقابة، في انتظار إجازته بتاريخ ٢٩/١٢/١٩٥٩، والذى تدور أحداثه حول قصة، شاب ثرى، يغرر بفتاة تعمل خادمة لدى أسرته، ويرفض الزواج به، وتقوم بالتخلص من طفلها، لتقوم أسرة أخرى بتربيته، وتدور الأيام وتعمل الأم مربية لطفلها، وعندما يكبر يقع في حب فتاة ثرية، يكشف في نهاية الفيلم أنها شقيقته من الأب، بعد أن تصارحه أمه بخطيئتها السابقة. وجاء بالملاحظات الرقابية على القصة، مراعاة أن يظهر السيناريو فترات تأنيب الضمير للشاب المعتدى والفتاة وإيجاد جزاء لهم، وأن تكون المعالجة على مستوى فنى مقبول، وأن يعرض السيناريو كاملا على الرقابة التى لها الحق في حذف ماتراه مخلا بالأداب العامة والنظام العام، وجاء في نهاية الملاحظات عبارة أوافق نجيب محفوظ.
يرى «محفوظ» انه لم يخن الإبداع مطلقا بعمله «رقيبا». متعللا بأنه مارس وظيفة الرقيب بعقلية المبدع والفنان، على نحو كبير، بحسب ما جاء في كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» للكاتب الراحل الكبير رجاء النقاش، الصادر عن «دار الشروق» بقوله:"طوال الفترة التى أمضيتها بالرقابة كنت منحازا للفن، رغم أن الأجواء بها بها تحمل روح العداء للفن، ولم أشعر في لحظة من اللحظات أننى أخون نفسى كأديب وفنان، بل كانت أسعد أيام حياتى الوظيفية هى تلك التى أمضيتها في الرقابة، رغم المضايقات الكثيرة، التى تعرضت لها من هؤلاء الذين لايؤمنون بأن الرقابة يمكن أن تكون نصيرا للفن، واتخذت قرارا بوقف تعاملاتى مع السينما طوال فترة رئاستى للرقابة‏،‏ كانت هناك بعض التعاقدات السابقة وتلك لم أتدخل فيها،‏ لكنى رفضت أى تعاقدات جديدة إلى أن تركت عملى بالرقابة».
مضيفا: قبولى لمنصب مدير عام الرقابة، رسم على وجه الكثيرين من أصدقائى وقرائى علامة استفهام كبيرة، فكيف أكون رجلا يدعو للحرية وينادى بها، ويتخذ من الديمقراطية شعارا ثابتا له، ثم يرضى أن يكون رقيبا على الفن ويحد من حرية الفنانين؟!
متابعا:» لذلك أقول لأزيل علامة الاستفهام الكبيرة هذه، أن الرقابة كما فهمتها ليست فنية، ولا تتعرض للفن أو قيمته، ووظيفتها ببساطة هى أن تحمى سياسة الدولة العليا وتمنع الدخول في مشكلات دينية قد تؤدى إلى الفتنة الطائفية، ثم المحافظة على الآداب العامة وقيم المجتمع وتقاليده في حدود المعقول، وفيما عدا ذلك يحق للفنان أن يقول مايشاء ويعبر عن نفسه بالأسلوب الذى يراه مناسبا». 
كاشفا لـ«االنقاش» مع عاناه خلال تلك الفترة، بقوله:"لقد اختلفت مع مثل هذه العقليات كثيرا، فعندما ظهرت أغنية «يا مصطفى يا مصطفى» للمطرب الشهير بوب عزام، وتقول كلماتها.. يا مصطفى يا مصطفى، أنا بحبك يا مصطفى، سبع سنين في العطارين، فوجئت بمراقب الأغانى يصدر قرارا بمنعها، رغم أن الأغنية تذاع في الراديو، ويغنيها الناس في الشارع، ولما سألته عن سبب قرار المنع، أعطانى أغرب إجابة يمكن أن أسمعها في حياتى».
إذ قال لى إن مؤلف الأغنية يقصد بها الزعيم الوفدى مصطفى النحاس، وأن «سبع سنين» الواردة في الأغنية- عام ١٩٥٧- تشير إلى مرور سبع سنوات على قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، ووقتها أصررت على إجازة إذاعتها بالاذاعة، إلى هذا الحد من ضيق الأفق كانت العقليات التى تعمل معى في جهاز الرقابةّ!!
متابعا:عقب تركى لعملى بالرقابة، ورئاستى لمؤسسة دعم السينما، أنتجت عددا من الأعمال الجيدة على رأسها فيلم «المومياء- ضمن أهم ١٠٠ فيلم بتاريخ السينما المصرية» للمخرج شادى عبد السلام، الذى ماكان ليرى النور لولا دعم مؤسسة السينما له، وإلى جانبه دعمت عددا من الأفلام السينمائية المتميزة، منها «الأيدى الناعمة» و"الناصر صلاح الدين» وغيرها من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية.

أفلام لـ«محفوظ» واجهت «مقص الرقيب»
50 ملاحظة رقابية.. ومحذوفات بالعرض الأول لـ«ثرثرة فوق النيل».. و«المذنبون» يتسبب في إحالة «الرقباء» للمحكمة التأديبية

يكشف كتاب «١٠٠ عام من الرقابة على السينما المصرية» للباحث محمود على، الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، منذ عدة أعوام، مفاجأة كبيرة في صفحاته، البالغة نحو ٦٢٠ صفحة، بعرضه العديد من ملفات الرقابة على السينما في مصر، من واقع «ملفات الرقابة» نفسها، في وثائق تعد نادرة ومجهودا كبيرا يحسب له كباحث.
بينها «الملف الرقابى» لفيلم «ثرثرة فوق النيل» إنتاج عام ١٩٧١، لأديب محفوظ، عن رواية حملت نفس الاسم عام ١٩٦٦، بقوله: ملف الفيلم الرقابى متخما بالمحذوفات التى تجعل منه فيلما آخر غير الذى قدمه أصحابه للرقابة، حيث نرى فيلمين، الأول أثناء عرضه بالمحذوفات الرقابية وعدم عرضه بالخارج، والثانى كما أراد صانعوه بعد عدة سنوات دون محذوفات رقابية
كل الرقباء الذين شاهدوا الفيلم وافقوا على عرضه العام بوصفه على مستوى جيد ويعالج مشكلة السلبية والانعزالية بما يخدم القضية الوطنية، باعتبار السلبية مفتاح كل انحراف وفساد، مع حذف مشهدين فقط، أو لقطتين، وهما قبلة ساخنة تجمع بين أحمد رمزى وسهير رمزى، وعبارة جاءت على لسان نعمت مختار في مشهد يجمعها بعادل أدهم، وحذف نحو ٢٠ عبارة على لسان أبطاله، وبالفعل تم عرضه وقتها في البداية لـ«الكبار فقط».
لكن بعد ثلاثة أيام فقط توجه خطابا إلى مدير التفتيش الفنى بالموافقة على الترخيص بعرض الفيلم للجميع، بعد حذف جمل ومشاهد أخرى (دون أن تفصح أوراق ملف الفيلم سر التحول في الرأى) وبلغت المحذوفات الجديدة نحو ٣٠ جملة ومشهدا، ليصل إجمالى المحذوفات به- نتيجة الملاحظات الرقابية- في عرضه الأول نحو ٥٠ ملاحظة رقابية، تجعل منه فيلما آخر، غير الذى يعرض حاليا بالفضائيات.
أبرز المحذوفات التى طالت الفيلم في عرضها وقتها، عبارات على لسان عادل أدهم تحمل تهكما على الفراعنة- بحسب الرقيب- بينها عبارة: أجدادنا دول كانوا فاجرين قوى، ماوراهمش حاجة غير إنهم يخلفوا ويبنوا أهرامات» وتخفيف مشاهد الإغراء بالفيلم، وهى المشاهد والعبارات التى تعرض حاليا.
فيلم «المذنبون» للمخرج سعيد مرزوق، بطولة سهير رمزى وحسين فهمى عادل أدهم وعماد حمدى وصلاح ذو الفقار، إنتاج عام ١٩٧٥، عن رواية لم تنشر لـ«محفوظ» تسبب هو الآخر، في أزمة طالت موظفى الرقابة على السينما أنفسهم بل ومحاكمتهم تأديبيا بسبب الفيلم، في سابقة لم تحدث في تاريخ السينما والرقابة المصرية من قبل.
فاز الفيلم بخمس جوائز في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام ١٩٧٦ منها جائزة «اتحاد النقاد العالميين» كأحسن فيلم، وأحسن مخرج، والجائزة الذهبية لأحسن ممثل لعماد حمدى، فضلا عن جائزة المهرجان القومى للسينما المصرية، الذى تقيمه وزارة الثقافة.
وبعد عرضه ١٧ اسبوعا وبعد حصوله على تلك الجوائز، تقرر منعه من العرض، بزعم أنه ينطوى على تشويه لوجه المجتمع وتدمير القيم، علما بأن الفيلم رقابى يحمل رقم ترخيص ٢٣٠/ ٧٥ بالعرض العام، مع حذف قرابة ٢٠ مشهدا في السيناريو الأصلى.
بعدها مباشرة، وفى نفس العام، أصدر الدكتور جمال العطيفى، وزير الإعلام والثقافة وقتها، قرارا بإحالة ملف الفيلم إلى النيابة الإدارية، لتحديد المسئولية، لحين عرض الفيلم في جميع مراحله ابتداء من الموافقة على السيناريو إلى إنتاج الفيلم وتصديره للخارج قبل عرضه في مصر دون تنفيذ قرارات الرقابة بالحذف، وحذف المشاهد الجنسية الجنسية التى تم حذفها بناء على قرار الرقابة السابق، ومنع مشاهدت الفيلم للأحداث الذين تقل أعمارهم عن ١٦ عاما، ووقف تصدير الفيلم للبلاد العربية.