البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

قطر تمول نشاط «نصر الله» لدعم الطائفية والفساد

البوابة نيوز

أحكم المثلث الأسود، المتمثل في الطائفية، والفساد السياسى، والانهيار الاقتصادى، قبضته على لبنان، متجهًا به نحو هاوية الضياع.



وفى ظل مساعى حزب الله، المدعوم من قطر وإيران، لنشر الفوضى، وتدمير الدولة، في لبنان، خاصةً في ظل تواطؤ النخب السياسية، وإصرارها على الخوض في خلافات جانبية، تتكشف كل يوم أبعاد التورط القطرى في تدمير لبنان، من خلال تقديم دعم مالى، غير محدود، لـ"حزب الله".


التمويل القطرى

المعلومات الواردة، حول تمويل قطر لـ"حزب الله"، تكشف أن حسن نصر الله وزمرته، يتلقون تمويلاتهم من الدوحة، تحت مظلة الجمعيات الخيرية القطرية، ومنها جمعية "الشيخ عيد بن محمد آل ثاني"، و"مؤسسة التعليم فوق الجميع"، وتتولى كلاهما تمويل الجماعات السياسية والدينية النشطة في مختلف أنحاء العالم.
ويلقى الضوء على المعلومات الواردة في هذا الشأن، الدكتور طارق فهمى، نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط؛ موضحًا أنه تم خلال الفترة الماضية، الكشف عن محاولات قطرية لإخفاء دعمها لـ"حزب الله"، عن طريق دفع رشاوى، لمن يملكون الوثائق، التى تثبت علاقة الدوحة بالحزب، خاصةً بعد أنباء ترددت عن قرب نشر هذه الوثائق.
وأشار "فهمي"، إلى أن أبرز ما تتضمنه الوثائق، هو أن "حزب الله" يتحمل، بشكل أو بآخر، مسئولية تفجير مرفأ بيروت، الذى وقع الأيام الماضية، وخلف مئات القتلى والجرحى، حتى يسهل من تنفيذ سيناريو نشر الفوضى في لبنان، وإخضاع البلد للدوحة وطهران.


وأوضح الدكتور طارق فهمى، الخبير في العلاقات الدولية، أن مصادر بوكالة للعلاقات العامة في ألمانيا، استطاعت الحصول على أدلة تؤكد تمويل الدوحة لـ"حزب الله" بشكل سرى، حصلت عليها عن طريق عميل استخباراتى سابق، لم توضح هويته، أو لصالح من يعمل. 
وبحسب "فهمي"؛ فإن المصادر أكدت أن العميل حصل على رشاوى بآلاف اليوروهات، من قطر، لإخفاء معلومات، حول ملف تمويلها لصفقات تسليح "حزب الله" اللبناني.
السفير القطرى لدى بلجيكا، عبد الرحمن الخليفى، كان الوسيط الذى قدم رشوة لعميل الاستخبارات، هذا ما أكدته المعلومات التى حصلت عليها وكالة العلاقات العامة الألمانية؛ حيث يوضح الدكتور طارق فهمى، أن العميل تلقى في البداية عرضا برشوة قدرها ٨٠٠ ألف يورو، مقابل التعتيم على المعلومات التى يمتلكها حول دعم قطر للإرهاب.
المعلومات كشفت أيضًا، عن أن السفير القطرى في بلجيكا، تفاوض مع العميل الاستخباراتى لمدة تجاوزت ٧ أشهر، قبل أن تتعطل، لإصرار الأخير على الحصول على ١٠ ملايين يورو، مقابل إخفاء ما لديه من معلومات.
وحول المعلومات التى تضمنتها الوثائق، التى حاولت قطر إخفاءها؛ قال "فهمي"، إنها تضمنت تفاصيل دقيقة، تتعلق بصفقة أسلحة ومعدات حربية، تم توريدها من أوروبا الشرقية، إلى حزب الله، على حساب الحكومة القطرية.
وأوضح فهمى، أن الوثائق ترصد مسارات حركة الأموال، من حسابات المسئولين، ورجال الأعمال القطريين، إلى مهاجرين لبنانيين، متورطين في تمرير الأموال من الدوحة إلى "حزب الله".
ولفت "فهمي"، إلى أن وكالة العلاقات العامة الألمانية، أمكنها أيضا الحصول على تسجيل صوتى مسرب، يرصد تفاصيل مكالمة هاتفية، للعميل الاستخباراتى مع مصدر مجهول، كان يتحدث خلاله عن صفقة، بصدد عقدها مع السفير الخليفى، لمنع نشر المعلومات المتعلقة بالعلاقة بين الدوحة و"حزب الله" اللبنانى، وأن العرض النهائى الذى تم الاتفاق بشأنه، هو ٧٥٠ ألف يورو، التى بدأ بها الخليفى عرضه.
وأشار "فهمي"، إلى أن قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، أدلت هى الأخرى بمعلومات تحصلت عليها في هذا الشأن؛ موضحًا أن القناة الأمريكية، أكدت تمويل قطر لميليشيات "حزب الله"، رغم تصنيفه جماعةً إرهابية، لدى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
وشملت عمليات التمويل، شراء صفقات أسلحة، تتضمن معدات عسكرية حديثة، تمثل نقلة نوعية لـ"حزب الله"، كما أن عملية التمويل القطرية، تمت بمعرفة وإشراف أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الدوحة مباشرة. 
وأكدت القناة الأمريكية، أن "حزب الله" ما زال حتى اللحظة، يتلقى تمويلات من قطر وإيران، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى، إلى توجيه اتهام صريح لقطر، بأنها تمول الإرهاب، على أعلى مستوى.


تحقيقات دولية

بدوره؛ أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، أنه أجريت خلال الشهور الماضية، أعمال تحقيق موسعة، حول علاقات "حزب الله" اللبنانى مع قطر؛ مشيرا إلى الدور الذى لعبته ناتالى جولييه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، في قيادة أعمال لجنة تحقيق، تتبعت شبكات متطرفة في أوروبا، واستطاعت كشف دور قطر تجاه "حزب الله"، بل إنها دعت إلى الحذر، بشكل خاص، فيما يتعلق بعلاقة قطر بتمويل الإرهاب، وذلك بحسب ما ورد في تقرير سلمته النائبة الفرنسية إلى الجمعية الوطنية، أى البرلمان الفرنسي. 
ولفت "بدر الدين"، إلى أن النائبة الفرنسية، قالت في تقريرها: "يجب اتباع سياسة حذرة تجاه قطر، إذا كنا نريد وقف تمويل الإرهاب، وكذلك تجاه تركيا، التى تدعم جماعة الإخوان، ذات الأيديولوجيا الخطيرة".
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الأمر تكرر في مجلس العموم البريطانى، الذى تتبع عن طريق عضوه، إيان جونيور، ملف تمويل الإرهاب، وقال في جلسة عامة: "إنه يجب على حكومة المملكة المتحدة، الوقوف بحزم في وجه تمويل قطر الواضح للإرهاب، بشكل عام، وحزب الله اللبنانى على وجه الخصوص"؛ مشيرًا إلى أن المسئولين القطريين متورطون، على أرفع المستويات، في دعم الإرهاب.
وطالب النائب بمجلس العموم البريطانى، باتخاذ إجراءات فورية ضد قطر، لدورها في تمويل إرهاب "حزب الله"، كما طالب بلجيكا بطرد السفير القطرى لديها؛ مشيرًا إلى أن الأنظمة المالية القطرية، متورطة بقوة في مخططات تمويل الإرهاب حتى النخاع، ومن بين المؤسسات صاحبة السبق في ذلك "مؤسسة قطر الخيرية"، وبنك "قطر الوطني".
ولفت "بدر الدين"، إلى أن المخابرات الأمريكية، كشفت في تقرير تداولته وسائل الإعلام هناك، عن أن جميع الأعمال التى تجرى داخل مرفأ بيروت، الذى شهد الانفجار المروع، قبل أيام، تخضع بشكل غير رسمى لـ"حزب الله"، الذى يمارس عن طريق أتباعه، أعمالا غير قانونية، داخل هذا المرفأ، محملةً مسئولية الانفجار إلى هذه الأنشطة، التى يمارسها الحزب من خلف ظهر القانون.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن مصادر استخباراتية، أكدت وقوع انفجارات صغيرة، داخل المرفأ، قبل الانفجار الضخم مباشرة، مما يشير إلى وجود حالة من التعمد والتخريب، أدت إلى هذه الكارثة المروعة.
وأكد "بدر الدين"، أن "حزب الله"، ينفذ مخططا قطريا إيرانيا، يهدف إلى تحويل لبنان، إلى ساحة للفتنة والطائفية، حتى يمكن نشر الفوضى بها، بما يسهل من سيطرة عناصر الحزب على مفاصل الدولة، وإلهاء الجيش اللبنانى، في الأمور الداخلية، لنكون أمام نموذج جديد من الدول العربية المخربة، لصالح الأهداف الاستعمارية، والإرهابية لثلاثى الشر في المنطقة، وهو قطر، وتركيا، وإسرائيل.
وشدد، على أن حزب الله يتحمل أيضا مسئولية انهيار الاقتصاد اللبنانى، في ظل الأعمال غير المشروعة التى يمارسها، والتى أفقدت المانحين والمستثمرين الأجانب، الرغبة في التعامل مع الحكومة اللبنانية، كما أن ضغوط الحزب المدعوم من قطر، هى التى تعرقل أى جهود لإجراء إصلاح سياسى، ينهى هيمنة القوى التقليدية على مفاصل الدولة.