البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

السويس.. ناصر وثورة يوليو


خلد قائد يوليو الرئيس جمال عبدالناصر السويس بقوله المأثور «ما من بلد يرتبط اسمه بالتاريخ المصرى والنضال المصرى كما ارتبط اسم السويس ملتقى التجارة فى التاريخ الطويل كله وما أحاط التجارة من أحداث التطورين السياسى والاجتماعى على مر العصور باعتبارها مفتاح الطريق البحرى إلى الشرق قبل وبعد قناة السويس».
كما أضاف الزعيم ناصر «يكفى أن السويس اسمها على أشرف علم فى مواقع النضال الشعبى المصرى وأخطرها فى التأثير على الأحداث عام 1956».
هكذا تكلم الزعيم جمال عبدالناصر فى خطبه الرسمية عن تقديره لأبناء السويس.
وعلى أرض الواقع كانت زيارات الرئيس جمال عبدالناصر المتعددة مرتبطة بإنجازات وأفعال وطنية، حيث رفع ناصر العلم المصرى على معسكر ومطار الشلوفة بالسويس فى 22 مارس 1955 بعد أن تم إنزال وحرق العلم الإنجليزى الذى كان مرفوعا على ذلك المعسكر.
وزيارات الزعيم ناصر إلى السويس للبناء والتعمير ودعم التنمية على أرضها، حيث شهدت السويس من خلال الزيارات المتعددة للزعيم إنشاء العديد من المصانع الكيميائية والبترولية فضلا عن مشاريع الخدمات.
وفى زيارة السويس 22 مارس 1966، قام بافتتاح مجموعة من المصانع الجديدة 
• مشروع تفحيم المازوت بتكلفة 25 مليون جنيه.
• مشروع مصنع الشحومات والزيوت بتكلفة 10 ملايين جنيه.
• محطة توليد الكهرباء «محطة قوى السويس الحريرية» بتكلفة 12 مليون جنيه.
فضلا عن تطوير مصنع الكارفت لصناعة الورق بالإضافة إلى تطوير مصنع السماد الذى أنشأه عبود باشا وقام بتطويره بالأجهزة والمعدات الحديثة ليصبح المصنع رائد صناعة الأسمدة وتغير اسمه إلى شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيميائية بعتاقة.
مع التوسعات والتطوير للصناعات البترولية بتحويل شركة شل وآبار الزيوت الإنجليزية إلى شركة النصر للبترول وتطوير معمل التكرير الحكومى للبترول بتحويله إلى شركة السويس لتصنيع البترول لتتحول محافظة السويس إلى قلعة صناعية ثانية بعد منطقة حلوان الصناعية بالقاهرة.
كما شهدت السويس نهضة عمرانية لبناء المساكن الشعبية عند مدخل السويس بمنطقة المثلث ومناطق الغريب والأربعين وأول طريق بورتوفيق فيما عرف باسم المساكن اللوكس.
وقد شهدت فترة يوليو بناء عشرات من المدارس وقصر ثقافة السويس ومستشفى السويس العام والكثير من المنشآت الصحية.
كما اتسمت علاقة عبدالناصر بالسويس بالتقدير الوطنى حين إنشاء معهد الدراسات السياسية الأول على أرض السويس لتدريب الشباب المصرى أعضاء منظمة الشباب من أجل الاهتمام بالصف الثانى للثورة.
وعلى المستوى العسكرى اهتم الرئيس عبدالناصر بزيارات متعددة سرية وعلنية للسويس لمتابعة معارك الاستنزاف ومواقع الجنود بطول شواطئ السويس وأمام جبهة سيناء بالقرب من قناة السويس.
ويتذكر السوايسة دور الإعلامى الكبير ابن السويس محمد عروق مدير إذاعة صوت العرب والكثير من الكتاب والسياسيين من قيادات الاتحاد الاشتراكى والفنانين والشعراء بينهم عبدالرحمن الأبنودى الذى ارتبط اسمه بالإنتاج الأدبى الغزير فى فترة يوليو.
لقد كان الزعيم جمال عبدالناصر ملهمًا للسويس وأبنائها حين تم اختيار عيد السويس القومى الأول يوم 22 مارس من كل عام ذكرى رفع العلم المصرى على معسكرات الإنجليز فى السويس.
وكان ذلك تاريخ العيد القومى للمحافظة قبل تغييره ليصبح إلى 24 أكتوبر من كل عام بعد هزيمة القوات الإسرائيلية ودحرها فى شوارع السويس ومنعها من محاولة احتلال السويس فى حرب أكتوبر العظيمة.
وبعيدا عن المعارك الوطنية كان للزعيم عبدالناصر ارتباط إنسانى واجتماعي بمحافظة السويس بسبب تواجده وأسرته فى فترة تاريخية مهمة فى حياته حينما كان والده يعمل بمكتب بريد السويس ويعيش مع أسرته بمنزل عائلة حمد الله الشهيرة بالأربعين.
واليوم ونحن نحتفل بالعيد الثامن والستين لثورة 23 يوليو علينا أن نستخلص الدروس الوطنية من خلال المعارك الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل أن نتطلع إلى المستقبل الأفضل لبلادنا ولنا فى المشاريع القومية الحالية فى الطرق والمواصلات والكبارى والمصانع وإصلاح الأراضى الزراعية، والتى تهتم بها القيادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسى وحكومة الدكتور مصطفى مدبولى علينا أن نتطلع إلى أهمية فقه الأولويات والتخطيط والمتابعة والعمل الدءوب المستمر من أجل مستقبل أفضل لبلادنا فى مواجهة الإرهاب والتطرف والفساد وأهمية حماية الأمن القومى المصرى من أجل مصر التى نريدها دائما الأفضل تحت قيادتنا الرشيدة.